بيروت-لبنان اليوم
يُبدع "السلطويون" في تشويه الثورة. ويشككون في كل شيء. فالبونجوس من سفارة، والشاورما من سفارة... وما أدرانا لربما السجائر تكفلت فيها أيضاً إحدى السفارات.
مسلسل التخوين والاتهام بالسفارات الذي يسوقه بعض مناصري السلطة وأدواتها عبر مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام، صبّ اليوم في "بوسطة" بدأت رحلتها صباحاً من عكار إلى جميع المناطق اللبنانية، ومع كل كلم2 كانت تقطعه هذه البوسطة وركابها كانوا يحملون تهماً جديداً. وكأنّ للثورة "اتيكيت" أو "كاتالوغ". وكأنّ للاعتراض على الجوع والفقر والغلاء والفساد خطوطاً حمراء.
ما هي "بوسطة الثورة"؟
بالطبع هي ليست مؤامرة. فالثوار لا يتقنون لغة "المؤامرات" ولا مآرب لهم، سوى الحصول على أبسط الحقوق في هذا الوطن، و وراء هذه "البوسطة" التي يتسابق البعض في التهويل منها، مجموعة من الشبان أرادوا أن يعبروا بطريقة مختلفة، وأن يشجعوا أهالي عكار على الانخراط أكثر في الثورة، وعلى المشاركة بالتحركات بزخم أكبر.
إذاً، البوسطة انطلقت من عكار، على ما يؤكد الناشط محي الدين قرحاني وهو أحد المساهمين بإطلاق الفكرة. وبدأت رحلتها بالفعل إلى المناطق اللبنانية متوقفة في كل منها ومفسحة المجال للتعبير عن الرأي وللالتحاق بها، فيما الأغاني الثورية ترافق الرحلة من بدايتها لنهايتها.
قرحاني وفي حديث لـ"لبنان 24" يقول: "نحن شبان وشابات من مناطق عكارية مختلفة، قمنا بتحركات عديدة بيئية وغيرها، وقررنا أخيراً أنّ نلتقي لمواكبة الثورة بالطرق الحضارية. وقد سبق البوسطة سلسلة بشرية قمنا بها بين حلبا وعبدة وكانت قبل السلسة التي جمعت المناطق اللبنانية. كما حاولنا دعم الساحات بمختلف الطرق وشاركنا أيضاً بنشاط مطار القليعات".
وبالعودة إلى "البوسطة"، يوضح قرحاني: "التحركات في عكار ما زالت خجولة. وأردنا من هذه البوسطة الذهاب إلى بلدات عكارية كي ندفع الجميع للمشاركة في الثورة".
"بوسطة الثورة" لا تحتاج إلى أيّ تمويل، فالباص - بحسب قرحاني- هو في الحقيقة باص مدرسي قدمته مدرسة الإبداع العلمية. وسائقه لا يطلب الكثير من الأجر فهو شبه متطوع. أما المصلقات والبنزين والصوتيات فهي تقدمة الشبان الذين أطلقوا الفكرة وساهموا فيها والمبالغ ليست كبيرة ولا ضخمة.
البوسطة التي بدأت رحلة شيطنتها منذ يوم أمس. في رصيدها جولات عديدة من اللقاءات الحوارية، إن في العبدة أو في حلبا او في وادي خالد وحرار وجميعها بثّت مباشر. أما الهدف من انطلاقها إلى مختلف المناطق اللبنانية فهو توحيد الساحات.
في هذا السياق يؤكد قرحاني لموقعنا أنّهم تفاجأوا بما تعرضوا له من تخوين وتشكيك واتهام، لافتاً إلى أنّ وراء البوسطة شبان وشابات بصفتهم الشخصية لا بصفة الجمعيات التي ينتمون إليها، ولا حتى الأحزاب التي ابتعدوا عنها مؤخراً للمشاركة في الثورة.
البوسطة التي انطلقت من عكار، إلى طرابلس، شكا، جبيل، جل الديب، جسر الرينغ ، ساحة الشهداء، مثلث خلدة، الناعمة وبرجا تشد رحالها الآن إلى صيدا وباقي المناطق على الرغم من كل محاولات "كبح فراملها"...
قد يهمك أيضاَ
تعرف على قصة حمزة الجائع" عاشق كنتاكي أول داعشي بريطاني دخل العراق
أحد الوحدة" أعاد الثورة اللبنانية إلى أيامها الأولى ووحد الهتاف "كلن يعني كلن
أرسل تعليقك