تنظيم داعش في ليبيا يدفع بعناصره بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

تنظيم "داعش" في ليبيا يدفع بعناصره بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تنظيم "داعش" في ليبيا يدفع بعناصره بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا

تنظيم "داعش"
طرابلس - فاطمة السعداوي

يتكرر يوميا نفس المشهد  خلال هذا الصيف الحار، حيث تبحر المراكب المتهالكة بأعداد كبيرة من المهاجرين بينهم أطفال ونساء في البحر باتجاه إيطاليا، وغالبا ما تعترضهم قطع بحرية عسكرية من أحد الدول الأوروبي "منها بريطانيا" ويتم سحب المهاجرين إلى بر الأمان.

جميع المراكب جاءت من ليبيا ولكن المهاجرين لا يتم اعادتهم الى بلادهم ويتم إيصالهم الى الشاطئ  قبل نقلهم الى إيطاليا، ولكن معظمهم يسعى للوصول الى وسط أوروبا وخاصة المانيا او إنجلترا، في بعض الأحيان تحيي إذاعة البي بي سي جهود الإنقاذ وتصفها بالمعجزة، ولكن هذه ليست نهاية القصة، فالحقيقة أكثر تعقيدا من ذلك وأكثر إزعاجا، هذه المراكب هي مجرد أداة لتجارة  البشر تقوم بها الجماعات المتطرفة، هذه هي إحدى العلامات الظاهرة للفوضى التي اجتاحت ليبيا منذ ان استخدمت حكومة ديفيد كاميرون سلاح الجو البريطاني للمساعدة في الإطاحة بالقذافي.

تنظيم داعش في ليبيا يدفع بعناصره بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا

وحملت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون المسئولية عن انهيار ليبيا ووقوعها فريسة للعنف والفوضى مما نتج عنه ظهور داعش بقوة هناك، وقال تقرير اللجنة ان التدخل التي شاركت فيه القوات الجوية الفرنسية قد تم دون تحليل وتقييم مخابراتي كاف، ودون تخطيط رسمي لتغيير النظام، وفشل في مسئوليته عن اعادة اعمار البلاد بعد سقوط القذافي، وكان نتيجة هذا التدخل الذي تم التخطيط له بشكل سيء هو ان اليوم بطول الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط هناك أكثر من مليون شخص ينتظرون دورهم في اخر مرحلة في الهجرة الغير شرعية الى أوروبا، وهناك جنسيات مختلفة مثل تشاد ومالي والسودان وغانا والصومال وباكستان وسورية وأفغانستان والعرق. جميعهم سافروا لمسافات طويلة للغاية للوصول الى أوروبا.

وأصبح الطريق الذي كان قديما ينقل التوابل والعاج من قلب أفريقيا إلى أوروبا ينقل البشر عبر العصابات الإسلامية كبضاعة، فهذه التجارة وحجمها أصبح مذهلا، في الموانئ ومدن شرقا وغربا تمتلئ الشوارع بالمهاجرين، والعديد منهم ينتظرون على الأرصفة يأملوا ان يتم استئجارهم كعمال في محاولة لجمع الأموال اللازمة للرحلة. والكثير منهم هاربين من مراكز الاحتجاز قبل ان تستخدمهم الجماعات المسلحة كبضاعة يتم شحنها لأوروبا، وهناك من يتم احتجازهم في معسكرات غير قانونية يديرها الثوار الذين قتلوا معمر القذافي منذ 5 سنوات بعد ان حذر انه إذا سقط سيسيطر المتطرفون والعصابات على البلاد وهو ما أثبتت الأيام صحته، وهناك ادلة لا تقبل المناقشة أن داعش يدير البلاد كقاعدة لتهريب الخلايا المتطرفة الى أوروبا، وهي الحقيقة التي تم تجاهلها رغم تحذيرات أجهزة المخابرات البريطانية والأوروبية.

تنظيم داعش في ليبيا يدفع بعناصره بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا

والجانب الأكبر من هذه الأزمة مسكوت عنه حيث ان أطقم القنوات التلفزيونية والصحافيين يقوموا بعملهم حول قوارب الإنقاذ والتي تستخدمها الجمعات الخيرية للدعوة الى مزيد من التبرعات، في الوقت التي ترصد فيه داعش مليون دولار مكافأة لمن يقبض على غربي ويسلمه لهم في معسكرات التدريب التابعة لهم المنتشرة في البلاد، وبالتالي اغلب المراسلين هربوا واغلفت السفارات أبوابها بعد إجلاء العاملين فيها. السبب وراء هذا الرعب مفهوم. وقعت ليبيا في الفوضى بعد ان أسقط المتمردين القذافي بمعاونة الضربات الجوية لحلف الناتو، وتقدم تنظيم داعش لمليء هذا الفراغ والذي افتي أن كل الكفار يجب ذبحهم مع المثليين والزناة.
ورغم الحصار الذي يعانيه التنظيم المتطرف في سورية والعراق من ضربات التحالف الجوية، أرسل داعش الآلاف من مقاتليه الى ليبيا حيث تستخدم حدودها الهشة لإغراق أوروبا بالمتطرفين، وقد أعلن المتطرفون عن وصولهم الى ليبيا عن طريق ذبحهم لـ 31 مصري مسيحي العام الماضي وتم اعدامهم على الشاطئ وتسريب الفيديو الى العالم، وهناك توقعات أن هناك 6 آلاف مقاتل تابعين لداعش في ليبيا، وهناك ثلاث حكومات تتصارع على السلطة فملايين الأسلحة تتداول في الشوارع وفوضى عارمه وانتهاك يومي للقانون. هذه الفوضى تعني ان داعش يستطيع ارسال المتطرفين بين المهاجرين الى اوروبا، كما ان الكثيرين ممن يطلق عليهم لاجئين في الحقيقة هم من بلدان فقيرة للغاية ولكن ليس بها حروب ويستخدموا جوازات سفر سورية مزورة والتي تستطيع عملها بسهولة عن طريق المزورين المنتشرين في البلاد بأقل من 5 آلاف جنية استرليني.

وتزيد هذه الجهود لإنقاذ المهاجرين في الكثير من الحالات من حدة الأزمة حيث أنها تجارة رابحة للمهربين حيث أن احتمالات الغرق ضعيفة علما باه القوات البحرية للاتحاد الأوروبي ستنقذهم. واغلب السفن الحربية تنقل المهاجرين إلى الموانئ الإيطالية، وفي بعض الأحيان يتم تهريب المتطرفين، وعرض في احد المرات على المهربين الليبيين 40 الف جنيه استرليني مقابل تهريب 25 شخصًا من عناصر داعش من ليبيا الى أوروبا، وفي حالات متفرقة هناك 40 تونسيًا ينتمون الى داعش حاولوا مغادرة سرت عن طريق البحر، ويتعاون المهربين مع تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق عامة في غرب وشرق طرابلس، ومقابل كل قارب مليء بالمهاجرين يجني المهرب 100 الف جنيه استرليني. وفي المواسم التي يكون فيها الإقبال جيد تصل الأرباح إلى 5 ملايين دولار، والمسئول عن هذا الجحيم التي وصلت اليه ليبيا هو ديفيد كاميرون والذي يجب أن يقض مضجعه ما آلت اليه الامور هناك.
 
 
 ​

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم داعش في ليبيا يدفع بعناصره بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا تنظيم داعش في ليبيا يدفع بعناصره بين المهاجرين عبر البحر إلى أوروبا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon