باريس - مارينا منصف
استطاعت كاميرات المراقبة أن ترصد سائق الشاحنة محمد لحويج بوهلال، قبل يومين من هجومه القاتل وهو يصعد ويهبط في المتنزه مخططًا لقتل 84 شخصًا، وتظهر كاميرات المراقبة محمد البالغ من العمر 31 عامًا وراء عجلة القيادة في الشاحنة التي استأجرها الثلاثاء والأربعاء وهو يقودها في المتنزه، وكشفت المصادر أن الناظر الى فيلم كاميرات المراقبة بعناية يستطيع أن يرى محمد وهو يخطط لهجومه على المحتفلين، في يوم الباستيل، ويأتي هذا الاكتشاف بعد أن قبضت الشرطة الفرنسية على رجل وإمرة لهما صلة ببوهلال ليصل إجمالي عدد المحتجزين في نفس القضية إلى ستة أشخاص.
وأكد وزير الصحة الفرنسي ماريسول تورين أن 85 شخصًا ما يزالون في المستشفي بعد الهجوم مع 18 في حالة الخطر الشديد من بينهم طفل واحد، وتأتي هذه الأرقام الجديدة مع العثور على رسالة نصية على هاتف القاتل تقول " كل شيء على ما يرام، لقد حصلت على المعدات." وفي رسالة اخرى " جلبت المزيد من الأسحلة، حوالي 5 قطع."
واعتقلت الشرطة يوم السبت مشتبه به مغطى رأسه بمنشفة بعد أن تعقبته كجزء من حملة المداهمات المتصلة بالتحقيق، واعتقل ثلاث رجال صباح يوم السبع مع رابع مساء يوم الجمعة، واستجوبت زوجة بوهلال وتدعى هاجر، ويأتي ذلك فيما شهود عيان يذكرون أن سيارات الشرطة التي كانت واقفة لإغلاق متنزه نيس نقلت قبل ساعات من الهجوم، وأعلن تنظيم "داعش" عن مسؤوليته عن الحادث المأساوي واصفًا بوهلال "بجندي الدولة الاسلامية".
وكان حوالي 60 شرطيًا في الخدمة وقت الهجوم بالرغم من أن فرنسا كانت قد أعلنت حالة التأهب القصوى وسط مخاوف من أن مدينة الريفيرا الفرنسية كانت هدفا للهجوم بسبب وجود عدد كبير من الجهاديين الذين فروا منها الى سورية، وقبل الهجوم المروع سحبت السلطات الفرنسية اربع سيارات شرطة كانت قد أغلقت المتنزه.
وتجمع حوالي 30 ألف شخص على الواجهة البحرية الشهيرة للاحتفال بيوم الباستيل ليشاهدوا فرقة موسيقية حية تؤدي على خشبية المسرح في الوقت الذين اجتاحت فيه الشاحنة التي تزن 19 طنا الحشود المحليين المذعورين، وتبين ايضًا أن الارهابي استأجر السيارة من شركة تأجير تبعد 30 دقيقة غرب نيس، وقالت مديرة فرع الشركة إن التي استأجر منها القاتل السيارة إنها قابلته بنفسها عندما استأجر الشاحنة.
أضافت: " طلب أكبر شاحنة نمكلها، وأثقل واحدة وأكثرها قوة وأكثرها ضخامة، ليبدو فيما بعد أنه احتاجها لقتل أكبر عدد من الناس، ولكننا نؤجر الشاحنات وليس الأسلحة، ولا بنادق الكلاشينكوف، ونحن جميعا نشعر بالصدمة، فنحن نعيش في نيس ونفكر في العائلات".
وكان من المقرر أن يعود بالسيارة الأربعاء قبل 24 ساعة من قيادتها في الحشود 14 تموز/يوليو، الذي تجمهروا لمشاهدة الالعاب النارية يوم الباتسيل، وصرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف بأن الأب لثلاثة أشخاص، الذي يعمل سائقًا سقط في وحل التطرف بعد الانفصال عن زوجته قبل عامين، وتحقق السلطات في وجود شركاء له، أو اذا كان لديه صلات بالاسلام الراديكالي.
وشنت الاعتقالات السبت في منطقتين مختلفتين من نيس، وداهم 40 ضابط شرطي من النخبة شقة صغيرة في شارع ميلي شمال المحطة المركزية لاعتقال رجل واحد، وجاء الاعتقالات بعد شريط فيديو ظهر للشرطة الفرنسية وهي تتصارع مع رجل ثاني بعد لحظات من اطلاق النار على بوهلال وقتله، الخميس.
وشوهد عدد من الضباط يتصارعون مع رجل في الجزء الخلفي من الشاحنة التي قتلت العديد من الأبرياء، وانتشرت تقارير متضاربة في أعقاب الهجوم عن احتمالية وجود مسلح ثان، وأعلنت فرنسا الحداد على روح 84 شخصا قتلوا في الهجوم، وداهمت الشرطة منزل بوهلال واعتقلت زوجته المنفصلة عنه للتحقيق معها في الحادث، واكتشف ضباط الشرطة أسلحة أليه وذخيرة وهاتف محمول ووثائق فضلا عن بعض الأسلحة الوهمية في منزله.
وكان بوهلال متزوجًا ولديه ثلاثة أطفال وأفيد انه انهى معاملات الطلاق مع زوجته، والتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند القائد العام للقوات المسلحة والوزراء بعد دعوته لعقد اجتماع لكبار مستشاريه الأمنيين في باريس، وقال رئيس الوزراء مانويل فالس ان المهاجم ربما لديه صلات بالاسلام الراديكالي ولكن وزير الداخلية حذر ان الامر سابق لأوانه.
أرسل تعليقك