صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم
آخر تحديث GMT06:54:45
 لبنان اليوم -

صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم

الصياد اليوناني ستراتيس فالامويس
أثينا - سلوى عمر

قام الصياد اليوناني ستراتيس فالامويس بزيادة سرعة محرك قاربه الابيض الصغير، وتحرك خارج الميناء الموجودة في قرية الصيد التي تقع على الطرف الشمالي لجزيرة "لسبوس" ثالث أكبر جزيرة في اليونان. كانت السماء صافية بما فيه الكفاية لرؤية الجبال البنفسجية في تركيا على بعد مسافة قصيرة عبر بحر إيجه. بحيث يكون من السهل في تلك الليلة الهادئة صيد الحبار.

قبل عام، كان فالامويس والصيادون الآخرون في قرية "سكالا سيكاميناس" الصغيرة يصطادون اشياء أكثر غرابة: الآلاف من طالبي اللجوء الذين تدفقوا عبر بحر إيجه هرباً من النزاع المسلح والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. وباعتبارها واحدة من أقرب المناطق إلى تركيا أصبحت القرية، التي يسكنها 100 شخص، المحطة الرئيسية في أوروبا للأشخاص الذين يحاولون الوصول الى ألمانيا في محاولة يائسة لبدء حياة جديدة.

صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم

قال فالامويس حينها: "أكون في وسط البحر ثم أرى 50 زورقا قادمًا نحوي، كنت اسرع نحوهم وكانوا يلقون أطفالهم في قاربي ليتم انقاذهم". الآن توقفت موجة اللاجئين ، واصبح الساحل الذي كانت تتناثر عليه سترات النجاة البرتقالية والقوارب المحطمة شبه نظيف، ولكن المأساة البشرية قد تركت بصمتها هنا.

هذا العام، القرية شبه خالية من السياح حيث أن الألمان، والسويديين وغيرهم من الزوار الذين توافدوا منذ فترة طويلة للسبوس قد اختاروا زيارة أماكن أخرى بسبب عدم رغبتهم في قضاء اجازتهم بمكان مرتبط الآن بمأساة بشرية. كان فالامويس يصطاد لخمسة أشهر من السنة، ولكن هذا العام طُلب منه الصيد لمدة شهر واحد فقط بسبب ندرة الزبائن.

صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم

وعندما بدأت أزمة اللاجئين، قام سكان القرية بالتجمع معاً لإنقاذ الآلاف من السوريين والأفغان وغيرهم من المهاجرين. وقال ثيانو لاوموس: "القرية بأكملها كانت فخورة بما فعلناه، كنا لا نعرف من علينا أن ننقذه أولاً لأنه كان هناك الكثير من الناس ولكننا قمنا بانقاذهم"

ولكن الحالة الاقتصادية السيئة التي تشهدها لسبوس والتي جاءت متزامنة مع كفاح اليونان للخروج من الأزمة الاقتصادية، جعلت بعض الناس يشعرون بالحزن بسبب أن موجة اللاجئين قد زادت من معاناتهم.

صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم

وقال الصياد نيكوس كاتاكوزينوس: "أنا لا أريد منهم العودة، لقد اضروا بالقرية والجزيرة". ومع ذلك، لا يلوم معظم السكان في "سكالا سيكاميناس" المهاجرين فالعديد من السكان المحليين هم أنفسهم أحفاد اللاجئين الذين فروا من تركيا بسبب الحرب مع اليونان في عشرينيات القرن الماضي.

وبعد أن قالت المستشارة الالمانية، انجيلا ميركل في العام الماضي أن ألمانيا ترحب باللاجئين، بدأت الآلاف القوارب في الاحتشاد. وكانت الحكومة اليونانية بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية غير مستعدة لذلك أبدًا، لذلك قام صيادو القرية بعمليات الانقاذ. وقال فالامويس: كان الناس لدينا في حالة صدمة، كان هناك الكثير من الأطفال. واضاف: "قمنا بانقاذ الأطفال أولاً، ثم البالغين بعد ذلك. في كثير من الاحيان كنا لا تعرف اذا كان هؤلاء الأطفال سيكونون ايتاماً ام لا، لقد رأينا الكثير من الناس يموتون"

وضعت القرية نظاماً للإنقاذ ينص على تنبيه الصيادين اذا رأى شخص قاربا للمهاجرين في خطر من أجل ان يقوموا بانقاذه. وتجمع السكان على الشاطئ لمساعدة الناجين، الذي كان بلغ اعدادهم في فترة من الفترات لحوالي 5000 شخص يومياً.

صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم

وقال أحد السكان الذين قاموا بالانقاذ، يورجوس سوفيانيس: "كانت الشوارع ممتلئة بالناس، كما أنه كان يمكنك رؤية ندبات الحرب على بعض الأطفال، حتى وإن كنت أكبر كاره للأمر فرؤية هذا  يمكنه تغيير قلبك". ووسط أزمة اللاجئين، وجد سوفيانيس خلاصه بعد وفاة ابنه وابنته  بسبب حالة نادرة من الصرع.

ولفت سوفيانيس الى انه في احد الليالي، ظهر طفل على الشاطئ يشبه كثيراً ابني المتوفي، هذا ما دفعني الى أن اقوم بمساعدة هؤلاء الأطفال لأنني لم اتمكن من مساعدة اطفالي". ومع انحسار موجة اللاجئين، لاتزال القرية تكافح من أجل العودة إلى وضعها الطبيعي، فالبعض يتوقع قدوم اللاجئين مرة اخرى. وختم فالامويس بالقول: "علينا أن نكون مستعدين، اذا حدث ذلك مرة أخرى سوف يفعل الجميع نفس الشيء، سنساعدهم".

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم صياد يوناني ساعد الكثير من النازحين وأنقذ حياة المئات منهم



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon