الضربة الجوية تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض
آخر تحديث GMT14:08:15
 لبنان اليوم -

"الضربة الجوية" تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "الضربة الجوية" تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض

أطفال اليمن
صنعاء - عبد الغني يحيى

عادت منسقة الطوارئ في منظمة "أطباء بلاد حدود" كارلين كليجير، من رحلة لمدة ثلاثة أسابيع لمدينة تعز اليمنية والتي تقع على خط المواجهة في صراع مستمر منذ سبعة أشهر.

وذكرت كارلين: "سافرت إلى تعز نهاية  أيلول / سبتمبر، ويعد الوصول إلى اليمن أمرًا صعبًا حيث تستطيع الطائرات بالكاد التحليق هناك، ولذلك تملك منظمة أطباء بلا حدود طائرة صغيرة هناك مقرها في جيبوتي، وتحتاج إلى أذن من كلا الجانبين للسفر إلى العاصمة صنعاء، ويتحكم أحد الأطراف المتحاربة في المطار بينما يتحكم الطرف الآخر في المجال الجوي، وبالطبع نريد تجنب أن يصيبنا القصف قبل أن نهبط".

وتابعت: "انطلقنا من صنعاء إلى تعز، وكان علينا العبور على العديد من نقاط التفتيش ومررنا بحقول لعشبة القات، وتعرضت بعض الجسور للقصف لذلك سرنا أسفل الوديان حتى الجانب الآخر، ويعتبر الوضع في مدينة تعز مدمرًا، إنها مدينة كبيرة تضم 600 ألف فرد وتتعرض لصراعات في الوسط، وهناك قتال فعلي بالإضافة إلى الغارات الجوية اليومية، ويشعر الناس هناك بالرعب خوفا من جرح أو قتل أطفالهم، وبالطبع فإن لديهم سبب وجيه للخوف".

وأردفت: "منذ أسابيع قليلة كان أحد الآباء يلعب كرة القدم مع أولاده الثلاثة وسقطت قذيفة أدت إلى موتهم جميعًا في غضون ثوان، وتحدث الكثير من الضربات الجوية ليلًا، فيمكنك سماع الطائرات تحلق فوق المدينة أثناء وجودك في السرير الخاص بك، ثم تسمع صوت سقوط قنبلة ما، وحينها تأمل أن لا يكون المبنى أو المنزل الذي تعيش فيه الهدف التالي للغارات، ويمكنك الشعور بضجيج الضربات الجوية بصوتها المكثف بالفعل في عظامك، وهذا ما يمر به الناس هناك كل ليلة لأشهر متتالية".

واستطردت: "يتحرك الناس في تعز بأقل قدر ممكن بسبب كثرة نقاط التفتيش وخطر الوقوع في أحد الاشتباكات أو الإصابة من الغارات الجوية، ومن المتناقضات التي شاهدها إمكانية قيادة السيارة في شارع فارغ تمامًا مع حواجز يختبئ فيها المقاتلون، وعندما تنحني عن الطريق تجد شارعًا مزدحمًا بالناس الذاهبة إلى السوق والأطفال يلعبون، وفي الوقت نفسه أثرت الحرب على كل شيء، حتى أن الأطفال لديهم لعبة تدعى الغارات الجوية، وفيها يسقطون جميعًا على الأرض".

وأضافت: "أسعار المواد الغذائية مرتفعة للغاية في اليمن بسبب الحصار المسلح الذي تفرضه قوات التحالف التي تقودها السعودية والأمم المتحدة بمشاركة فرنسا وبريطانيا والتي تمنع كل السفن من دخول اليمن بما فيها من إمدادات، وتعتمد اليمن على استيراد 90% من احتياجاتها الغذائية والوقود، ولذلك ارتفعت الأسعار، ويعد الحصول على مياه نظيفة من المشاكل التي تواجهها اليمن نتيجة الحاجة إلى استخدم مضخات للماء للوصول إلى المياه الجوفية العميقة، وليس هناك وقود لتشغيل المضخات، وتعاني البلاد من زيادة واضحة في حالات سوء التغذية حيث لا يأكل الناس بشكل سليم ويعيشون على مدخراتهم التي تُستنزف تدريجيًا".

واستكملت: "يزداد الوضع سوءا في أحد أحياء تعز والذي يعد موطنًا لـ 50 ألف شخص نتيجة وقوعه تحت الحصار منذ تموز / يوليو، حيث يعبر المقيمون نقاط التفتيش سيرًا على الأقدام ولا يسمح لهم بجلب أي طعام أو ماء أو وقود، وتعطلت شاحنات اللوازم الطبية لدينا لاثنين من المستشفيات عند نقطة تفتيش لأكثر من ستة أسابيع، وتضم تعز 20 مستشفى ولكن اضطرت 14 منها إلى الإغلاق نتيجة التحطم بسبب الغارات الجوية أو نتيجة نفاذ الأدوية منها ونقص الطاقم الطبي والوقود، وتقوم منظمة أطباء بلا حدود بدعم المستشفيات الست المتبقية عند الحاجة، ويعاني معظم المرضى من جروح نتيجة الانفجارات والأعيرة النارية".

وبيّنت كارلين: "عند زيارتي لأحد المستشفيات التي ما زالت تعمل التقيت أربعة أولاد صغار تراوحت أعمارهم بين 9 أو 10 أعوام، وكان اثنان منهم أشقاء، وكان الصبية يلعبون بأحد الذخائر غير المتفجرة وألقوا قنبلة يدوية على الحائط حتى انفجرت وترك اثنان منهم بجروح خطيرة، وتم علاج الأولاد المصابين بواسطة مدير المستشفى الذي كان الجراح الوحيد الذي بقي في المستشفى، وكان يقوم بكل العمليات الجراحية بنفسه ويتعرض لإرهاق شديد، وعلى الرغم من أنها كانت مستشفى خاصة، إلا أنه لم يطلب أية أموال من المرضى قائلا لهم إنه يمكنهم أن يدفعوا له مرة أخرى بعد الحرب، وعندما قدمنا له الدعم انهار في البكاء، كان أحد الأطباء الذين يكافحون من أجل دعم شعوبهم بأية طريقة ممكنة".

وأكدت كاترين أن منظمة "أطباء بلا حدود" تعد المنظمة الوحيدة التي تعمل في تعز، إلا أن تأثيرها ليس كبيرًا، مردفة: "ينصب تركيزنا على دعم جرحى الحرب والحالات الطارئة مع دعم العمليات الجراحية والرعاية اللاحقة لها، وجعلت الحرب من الصعب جدًا على الناس الحصول على الخدمات الصحية العادية، ونظرًا لأهمية الرعاية الصحية للنساء والأطفال نخطط الأسبوع المقبل لفتح مستشفى خاصة للأطفال والنساء في تعز".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضربة الجوية تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض الضربة الجوية تجعل أطفال اليمن يسقطون على الأرض



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 11:50 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 لبنان اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon