لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع
آخر تحديث GMT06:43:09
 لبنان اليوم -

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

الطفل عدي فيصل قبل وفاته بيومين
صنعاء - عبد الغني يحيى

كشفت مجموعة من الصور المروعة عن حالة طفل رضيع كان يبلغ من العمر خمسة أشهر، وكان يُدعى "عُدي فيصل" وذلك قبل يومين من وفاته نتيجة سوء التغذية في اليمن، إذ يعد انتشار الجوع أفظع نتيجة لحرب اليمن منذ إطلاق المملكة العربية السعودية وحلفائها المدعومين بواسطة الولايات المتحدة الأميركية حملة من الضربات الجوية والحصار البحري ضد المتمردين الحوثيين قبل عام.

وولد فيصل قبل خمسة أشهر أثناء قيام الطائرات الحربية بضربات جوية على قرية حزيز، التي يعيش فيها وتقع على الحافة الجنوبية من صنعاء، وبعد أن دمرت الحرب القرية الفقيرة واجهت عائلته معركة متزايدة مع الجوع، حيث كانت تتناول الطعام مرة واحدة في اليوم، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإمدادات المحدودة، وجعلت ويلات الجعل أطراف عدي تبدو وكأنها أغصان ضعيفة فضلاً عن عينيه الجافتين، وتقيئه سائل أصفر من أنفه وفمه ثم توقفه عن التنفس، وذكرت والدته انتصار حزام "لم يبكِ ولم يكن هناك دموع، صرخت ثم وقعت مغشيًا علي".

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

وتستورد اليمن، التي تضم 26 مليون نسمة، 90% من حاجاتها الغذائية ما جعلها تعاني من أعلى معدلات سوء التغذية في العالم، كما زادت النسبة العام الماضي، ويكشف مصير عدي الكثير من العوامل التي تفاقمت بسبب الحرب ما أدى إلى وفاة الرضيع، وتعيش عائلته على معاش والده فيصل أحمد باعتباره جنديًا سابقًا، ويقدر المعاش بـ200 دولار شهريًا له ولزوجته وتسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و16 عامًا، واعتاد أحمد ممارسة عمل إضافي في مجال البناء إلا أن هذه الوظائف اختفت في الحرب، وأوضح والدا عدي أن الأسرة تأكل مرة واحدة في اليوم وعادة ما يتناولون الزبادي والخبز أو البازلاء في الأيام الجيدة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وضربت طائرات التحالف قاعدة للجيش يستخدمها المتمردون الحوثيون في نفس يوم مولد عدي، وضربت الشظايا منزل العائلة المكون من طابق واحد أثناء معاناة والدة عدي من ألم الولادة، وذكر الوالد "كانت تصرخ وتلد الطفل في الوقت الذي ضربت فيه الشظايا المكان"، واستطاعت إرضاع طفلها حديث الولادة بعد 20 يومًا إلا أن لبن ثديها توقف بسبب سوء التغذية، وكانت حزام تجمع الحطب للموقد من الطوب اللبن أمام بيتها بسبب انقطاع الكهرباء منذ فترة طويلة إما نتيجة الضربات الجوية أو نقص الوقود فضلاً عن ندرة وجود الغاز للطهي.

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

وأضافت السيدة حزام "أذهب يوميًا إلى أماكن بعيدًا للبحث عن الخشب ثم أحمله للمنزل على رأسي"، واتجهت العائلة إلى غذاء بديل عن اللبن لإطعام عُدي ولكن الطعام البديل لم يكن متاحًا دائمًا وأحيانًا لم تستطع العائلة تحمل تكلفته، ولذلك كان عدي يحصل على الطعام البديل كل بضعة أيام وبقية الأيام كان يحصل على الماء والسكر، وتصل شاحنات المياه إلى المنطقة لكنها عادة ما تستخدم مياه غير نظيفة، وحتى قبل الحرب لم يستطع أكثر من 13 مليون شخص في اليمن الحصول على مياة نقية بانتظام وازد العدد إلى 19 مليون شخص العام الماضي.

وفي غضون ثلاثة أشهر كان عدي يعاني من الإسهال فأخذه والده إلى العيادات المحلية لكنهم أخبروه أنهم لن يستطيعوا التعامل معه إما بسبب نقص الإمدادات أو أنه لا يمكنه تحمل نفقة العلاج، وفي 20 مارس/ آذار وصل الوالد إلى قسم الطوارئ في مستشفى السبعين، وأفاد رئيس وحدة الطوارئ صدام العزيز، أن الطفل الصغير عانى من سوء التغذية الحاد والإسهال وعدوى الصدر، وتم إعطاؤه مضادات حيوية وحلول بديلة للتغذية عن طريق الأنف، وكانت ذراعيه ترتعشان باستمرار وساقيه هزيلتين بلا حركة ووجهه شاحبًا، حتى أنه عند البكاء لم يمكنه إنتاج الدموع بسبب الجفاف، وعلى الرغم من أن عمره 5 أشهر إلا أن وزنه كان 5.3 رطل.

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

واضطر والدا الطفل إلى أخذه إلى المنزل وأخبرهما الأطباء أن حالته ميؤوس منها وأن العاملين لا يمنحونه عناية كافية، وأوضح العزيز أن ذلك بسبب عدم قدرة الأسرة على تحمل سعر الأدوية، فالبقاء في المستشفى مجانًا ولكن بسبب نقص الأدوية كان على الأسرة الدفع من أجلها، مضيفًا أنه من الخطأ إخراج الطفل من المستشفى، وألمح إلى أن العلاج يحتاج المزيد من الوقت حتى يعمل، وأن الدواء الذي حصل عليه منحه فقط فرصة للبقاء على قيد الحياة بمعدل 30%.

وتتعامل مستشفى السبعين بالفعل مع العشرات من الأطفال الآخرين الذين يعانون سوء التغذية، وجاء إلى المستشفى في الأشهر الثلاثة الأولى من العام نحو 150 طفلاً يعانون سوء التغذية، وهو ضعف العدد الذي جاء في نفس التوقيت العام الماضي، فيما توفي نحو 15 طفلاً ناهيك عن عدي، وكشف برنامج الغذاء العالمي أن عدد الأشخاص الذين يعانون خطر المجاعة ممن لا يستطيعون وضع الطعام على المائدة من دون مساعدة خارجية زاد من 4.3 مليون إلى  مليون شخص، بينما تصنف عشر من بين 22 مقاطعة في البلاد بأنها بعيدة خطوة واحدة فقط عن المجاعة.

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

وقبل الحرب عانى 690 ألف طفل تحت عمر 5 أعوام من سوء تغذية معتدل بينما زاد الرقم إلى 1.3 مليون طفل، والأسوأ من ذلك تضاعف عدد حالات الأطفال الذين يعانون هزال الجسم من 160 ألف حالة منذ عام تقريبًا إلى 320 ألف حالة وفقًا لتقديرات اليونيسيف، ولم يعرف بعد العدد الدقيق للمتوفين نتيجة سوء التغذية ومضاعفاته لاسيما وأن الغالبية غير قادرة على تلقي الرعاية المناسبة.

وأطلق التحالف الذي تقوده السعودية حملته في 26 مارس/ آذار 2015 بهدف وقف تقدم المتمردين الشيعة المعروفين باسم الحوثيين والذين استولوا على العاصمة صنعاء واقتحموا الجنوب، وتم إيقاف زحف الحوثيين لكنهم لا يزالوا يسيطرون على صنعاء والشمال، ويقاتل الحوثيون مع فصائل عدة مدعومة من السعودية والتي تدعم الحكومة المعترف بها دوليًا التي تسيطر على مدينة عدن الجنوبية، وأسفر القتال والغارات الجوية عن مقتل أكثر من 9 آلاف شخص بينهم 3 آلاف من المدنيين، وفقَا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

وأضاف زيد رعد الحسين أن الضربات الجوية للتحالف هي المسؤولة عن تضاعف عدد الضحايا، ويعتقد التحالف أن المتمردين غالبًا ما يستخدمون المدنيين والمواقع المدنية كدروع لمقاتليهم، فضلاً عن نزوح نحو 2.3 مليون شخص من منازلهم، ودمرت الضربات الجوية المخازن والطرق والمدارس والمزارع والمصانع وشبكات الكهرباء ومحطات المياه، وعزز الحصار البحري حظر الأسلحة للمتمردين كما عطل دخول المواد الغذائية والإمدادات، وأصبحت البلاد بالكاد تستطيع إطعام نفسها نتيجة التأثيرات المتتالية من الحرب، وبات من الصعب توزيع الغذاء والوقود؛ لأن الشاحنات تكافح حتى تتجنب مناطق القتال أو أنها تحتاج المزيد من الغاز.

وتمكن الآباء بالكاد من الوصول إلى مستشفى السبعين من المناطق النائية فيما وصفت إحدى النساء أنها مشت أربعة أيام من قريتها الجبلية خارج صنعاء حاملة ابنتها الهزيلة وعمرها عامين وتزن فقط 8.8 رطل، وأحضر محمد أحمد ابنه إلى المستشفى من مدينة إب؛ لأن مستشفى المدينة كان بلا إمدادات، وقاد سيارته مسافة 90 ميلاً خلال نقاط تفتيش المتمردين أثناء ضرب الطائرات الحربية المنطقة، وأضاف أحمد "وصلنا بعد رحلة طويلة ومضنية، وأصبح وزن طفله مروان بعد 15 يومًا في المستشفى 7.7 رطل فقط".

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

وعانت المستشفيات والعيادات في جميع أنحاء البلاد من نقص الأدوية، ما يعني أن الملايين يعيشون في مناطق لا تتواجد بها أي رعاية طبية، وسمح التحالف الذي تقوده السعودية بالرحلات الجوية الإنسانية لجلب المؤن الطبية والمواد الغذائية مثل الطعام والمياء إلى صنعاء فضلاً عن شحنات إلى ميناء الحديدة الأقرب إلى العاصمة، إلا أن الحصول على الإمدادات في جميع أنحاء البلاد كان أمرًا صعبًا، وكانت البنية التحتية قبل الحرب أيضًا ضعيفة وحاليًا لا تستطيع الشاحنات المرور عبر مناطق القتال ويخشى السائقون من ضرب الشاحنات بواسطة الغارات الجوية فضلاً عن حاجاتهم إلى الغاز المكلف.

وتعاني المستشفيات من نقص حاد في الوقود من أجل تشغيل المولدات كما أنها إما تضررت من القصف الجوي أو تعرضت للحصار في القتال، وعانى المستشفى اليمني السويدي للأطفال في مدينة تعز من التدمير على أيدي المتمردين والمقاتلين الذين تدعمهم السعودية ما أدى إلى إلحاق الأضرار بها، ودفع الآباء إلى أخذ أطفالهم للعلاج في المنزل في مصير غير معروف.

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

وبيّن والدا الطفل أنه عاش بالكاد ثلاث ساعات بعد إعادته إلى المنزل، وأوضح والده أنه يلقي باللوم على الحملة الجوية السعودية في وفاة ابنه، وأمسك أحمد بطفله شهاب البالغ من العمر عامين، موضحًا أنه ولد قبل الحرب في إشارة إلى الفرق بين الطفل الذي ولد قبل الحرب والذي ولد أثناء الحرب، ودفن الوالد طفله الرضيع عند سفح الجبال القريبة وقرأ القرأن على قبره الذي ميزته الصخور قائلاً "على الله نعتمد".

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع لقطات صادمة لرضيع يمني قبل وفاته بيومين بسبب الجوع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon