دمشق ـ العرب اليوم
يعاني سكان أحياء الجورة والقصور في دير الزور منذ ثمانية أشهر من حصار خانق من قبل تنظيم "داعش" مع قطع جميع الطرقات المؤدية لهذين الحييّن ومنع دخول وخروج المدنيين منهما وخنق كل وسائل الحياة الممكنة عن قاطنيهما.
ويعيش المدنيون في أوضاع صعبة للغاية الأمر الذي أدى إلى وفاة أكثر من 20 شخصًا نتيجة الجوع منذ بداية الحصار وحتى اليوم، ووفاة آخرين ممن لديهم أمراض مزمنة بسبب منع وصول الأدوية اللازمة لهم, كما توقفت الأفران الأربعة العاملة في تلك الأحياء نتيجة فقدان مادة الطحين والوقود مما زاد من معاناة المدنيين هناك.
وأوضح أحد سكان حي الجورة عن إمكانية الخروج من تلك الأحياء المحاصرة: "حاولت الخروج أكثر من مرة ودفعت رشاوى تصل إلى ما يقارب الـ200 ألف ليرة إلا انه وفي كل مرة كانت تفشل المحاولة وأتعرض لشر الاعتقال إما من قبل حواجز القوات الحكومية أو "داعش".
وأضاف: "إن الخروج عن طريق مطار دير الزور عن طريق طائرة عسكرية يعتبر أمرا مكلفا للغاية ويتطلب الكثير من الإجراءات المعقدة ما يجعل الموت جوعًا هو المصير الوحيد الذي ينتظر المدنيين.
وروى أحد الخارجين الجدد من الحي لمراسلة "العرب اليوم" عن أشكال المعاناة التي يعيشها السكان للحصول على الطعام الذي ﻻيتوافر إلا بأسعار خيالية جدًا.
وأشار إلى نسبة الوفيات العالية بين المواليد الجدد بسبب نقص الغذاء والدواء وعدم توافر أبسط مستلزمات الحياة، وتحدث عن قصة أحد الآباء الذي رزق بابنه السادس فعرضه للبيع حتى يتمكن من إطعام إخوته الآخرين.
وذكر أحد الخارجين قصة أحد الأمهات التي ماتت أمام أعين أبنائها بسبب عجزهم عن تأمين أدوية القلب والضغط التي كانت يجب أن تتناولها باستمرار وكيف عجز الأبناء حتى عن تأمين مصاريف الدفن.
وليس الجوع فقط هو سيد معاناة المدنيين في الحي بل أن ما يزيد الأمر سوء هو انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وصعوبة الحصول على مياه الشرب والاستعمال اليومي .
ويتواصل الحديث عن معاناة السكان المحاصرين في مناطق أخرى مثل الفوعة، كفريا، المعضمية، الزبداني وقدسيا إﻻ أن الصمت المطبق والتغييب الغير مفهوم لمعاناة سكان الحيين يثير تساؤلات كثيرة، ويبقي مصير السكان مجهول.
ويبدو أن الحصار والجوع والألم في أحياء دير الزور المحاصرة مع معاناة من انتهاكات يومية سيستمر وسط صمت عالمي وإعلامي كبير وخطر محدق قد ينهي حياة الآلاف من المدنيين بينهم أطفال ونساء لا ذنب لهم سوى أنهم من سكان تلك الأحياء .
أرسل تعليقك