نساء قرويات في باكستان يبعن جميع وسائل منع الحمل من باب الى باب
آخر تحديث GMT14:31:06
 لبنان اليوم -

وسط آمال في تحديد النسل وخفض معدل وفيات الأمهات والفقيرات

نساء قرويات في باكستان يبعن جميع وسائل منع الحمل من باب الى باب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - نساء قرويات في باكستان يبعن جميع وسائل منع الحمل من باب الى باب

عامل في مجال الصحة الانجابية يسمى باجبهاري بابار تعلم اقرانها حول وسائل منع الحمل
إسلام آباد - جمال السعدي

تتنقل سامينا خاشيلي البالغة من العمر 25 عاما كل يوم من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة بعد الظهر من باب الى باب في ريف باكستان، كي تقدم للنساء عينات مجانية من الواقي الذكري وحبوب منع الحمل ووسائل أخرى لمنع الحمل.

وتشير الى أن الأشخاص المعارضين لحملة تحديد النسل، أخبروها مرارا أن ما تفعله خاطئ، فأخذت بعدها تعمل بحذر. وتعيش الشابة في قرية خارج الخريطة تدعى "الله باشايو خاشيلي" والتي تحتوي حوالي 1500 شخص وتقع في اقليم السند الواقع في جنوب شرق البلاد، وتغطيها سهول الماشية وتعاني فيها النساء من الفقر ويكدحن فيها جنبا الى جنب مع الرجال في العمل في الحقل وتربية الماشية وجمع القطن.

وتعمل سامينا في مبادرة " الصحة الانجابية في المناطق المهمشة" وتختصر باسم "مارفي" وهو شعار شعبي يشير الى استقلالية النساء في فلكلور السند، اما اليوم فتشير مبادرة مارفي الى شبكة من النساء القرويات الأميات أو شبه الاميات التي تتراوح أعمارهن بين 18 سنة و 40 سنة واللواتي يسافرن من باب الى باب كي يبعن وسائل من الحمل.

وتوضح سامينا " في قريتنا ليس هناك الكثير من المعلومات حول تنظيم الاسرة، العديد من النساء تلاقي حتفهن أثناء الولادة."

نساء قرويات في باكستان يبعن جميع وسائل منع الحمل من باب الى باب

وتضم مبادرة مارفي حوالي 1600 امرأة في جميع أنحاء القرى النائية في باكستان بعد أن تدربن على يد جمعية التغذية والتنمية الصحية (هاندز) في كراتشي، وتفتقر القرى الباكستانية الى مرافق الرعاية الصحية الحكومية، ففي منقطة سانجار حيث تقع قرية سامينا يوجد حوالي 600 امرأة من مبادرة مارفي لملء الفجوة بسبب عدم وجود تمويل  حكومي في برنامج صحة السيدات (ال اتش دبيلو.)

ولدى باكستان وتيمور الشرقية أعلى معدلات في وفيات الأمهات في اسيا بعد افغانستان، ففي عام 1994 تأسس برنامج "أل اتش دبيلو" لتقديم خدمات الرعاية الصحية العاجلة للمرأة الباكستانية الريفية لخفض معدلات المواليد في سادس أعلى دولة من حيث عدد السكان، ومع ذلك ما يقرب من 30% من البلاد ليست مشمولة في البرنامج.

ويعتبر معدل انتشار وسائل منع الحمل في باكستان منخفضا، ويبلغ عدد سكان البلاد 190 مليون نسمة، 35% منهم فقط من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 سنة يستعملن وسائل منع الحمل، ومع ذلك فان الطلب مرتفع في المناطق الريفية حيث تلد المرأة ما متوسطه 4.2 طفل، مقارنة مع 3.2 طفل في المدن.

ويوضح نائب أمين السر في خدمات الصحة الانجابية الدكتور طلعت ابر " في القرى لا يوجد كهرباء ولا يوجد مرافق صحية، وهناك حاجة لوسائل منع الحمل." وتتلقى عاملات مارفي التدريب الاولى لمدة ستة ايام على يد منظمة هاندز التي تعنى لصحة النساء، ثم يخرجن للعمل مع الفئات السكانية المهمشة، ليقدمن ويشرحن للنساء وسائل تنظيم الأسرة.

وتشير عظيمة خاشيلي التي تعمل كمربية للماشية وتبلغ من العمر 45 عاما " كنت اتمنى لو أني عرفت عن وسائل تحديد النسل منذ 15 عاما."

نساء قرويات في باكستان يبعن جميع وسائل منع الحمل من باب الى باب

وأقر زوج عظيمة عندما زارتهم عاملة مارفي لتعرض عليهم حبوب منع الحمل لأول مرة أن التقليل من عدد المواليد في عائلتهم سيكون خيارا جيدا، لأن هذا من شأنه أن يقلل عدد زيارة الاسرة للمستشفى في كل مرة تلد فيها عظيمة، والتي تكلف حوالي 2500 روبية أي ما يعادل 16 جنيه استرليني، بسبب وقوع المستشفى مسافة نصف يوم بعيدا عن قريتهم، اضافة لاعتقاده بأن هذا الامر سيساهم في تعزيز عمل عظيمة في الحقل، والذي تراجع بسبب رعاية الاطفال، فتضطر ان تحمل ابنها الاصغر على ظهرها بينما ترعى الأبقار والماعز كل صباح.

وأضافت عاملة مارفي باجبهار بابار " أقول للنساء: اذا كانت لديك عائلة كبيرة كيف ستستطيعين تلبية احتياجاتهم من الطعام نظرا الى تكلفت؟" وتقوم باجبار بحوالي 50 زيارة منزلية في الشهر وعادة ما تزور المنزل خمس أو ست مرات قبل أن يوافق أصحابه على شراء أي من وسائل منع الحمل.

وتتابع أن أكثر وسائل منع الحمل شعبية هي الحقن والحبوب، نظرا لسهولة استخدمها، وتبيع النساء في المبادرة كل وسيلة لمنع الحمل مقابل خمس روبيات لكل عائله مما يسمح للمبادرة بأن تحظى بالقليل من المال من خلال بين المنتجات، وتدعم الحكومة كل وسيلة بثلاث روبيات.

وتؤكد امبرين خاشيلي من برنامج ال دبيلو اتش " الان النساء لديهن معرفة أكبر حول الاجراءات، ويسعين الى وسائل منع الحمل باختيارهن."  وبالإضافة الى بيع وسائل منع الحمل، فان مارفي تقدم للنساء دورات تثقيفية حول ضرورة المباعدة بين الولادة.

وتشير المديرة العامة للصحة في مؤسسة هاندز انجوم فاطمة " نحن لا نحاول الحد من عدد الاطفال، فالمرأة او العائلة لديها الحق في اختيار ان تنجب العدد الذي تريده من الاطفال، لكن يجب أن يضعن في اعتبارهن فترة الحمل التي تعتبر مهمة لصحة المرأة."

وغالبا ما يسوق المعارضون لتحديد النسل في باكستان السبب الديني، لذلك تتدرب نساء مارفي لتوعية الزعماء الدينيين المحليين على الفوائد الصحية لتنظيم الاسرة، وتعتمد المبادرة على توعية المجتمع بداء من القادة الدينيين الى الملاك المؤثرين للتواصل الى فوائد وسائل منع الحمل.

ووافق في عام 2014 ما يقرب من 40 زعيما دينيا اسلاميا على فكرة المباعدة بين الولادات للنساء في باكستان، وتشير سافينا أنها تحظى بتأييد النساء في القرية والسلطات الدينية التي تؤيد حملتها من باب الى باب، والتي لم تصدر أي مكافحة لوسائل منع الحمل عبر مكبرات الصوت في المسجد.

وتقول " قبل كانت الثقافة متحجرة، ولكن اليوم أصبح تنظيم الأسرة مقبولا تدريجيا، انا فخورة لأني أستطيع أن اعلم النساء حول القران وتحديد النسل."

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نساء قرويات في باكستان يبعن جميع وسائل منع الحمل من باب الى باب نساء قرويات في باكستان يبعن جميع وسائل منع الحمل من باب الى باب



GMT 16:30 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها الصحي

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 05:53 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024
 لبنان اليوم - كندة علوش تدعم فلسطين بإطلالتها في مهرجان الجونة 2024

GMT 07:34 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية
 لبنان اليوم - نصائح لتنسيق الديكورات حول المدفأة الكهربائية

GMT 06:48 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 10:20 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

معرض الجبل للفن برعاية حركة لبنان الشباب

GMT 21:10 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 06:05 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي الإنكليزي يتصدًر قائمة أفضل 10 أندية فى العالم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon