بات الطريق ممهداً أمام الأميركية الفلسطينية الأصل رشيدة طليب، لدخول الكونغرس، بعدما فازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الدائرة الثالثة عشرة بولاية ميشيغان، وهي لا تواجه أي منافس جمهوري في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وبذلك ستكون رشيدة طليب، أول نائبة عربية مسلمة في الكونغرس، وستخلف عضو مجلس النواب جون كونيرز، الذي قدم استقالته في ديسمبر/كانون الأول الماضي وسط مزاعم بالتحرش الجنسي.
ففي سابقة في الولايات المتحدة، باتت رشيدة أول أميركية من أصول عربية، فلسطينية تحديدًا، تخوض منافسة "شبه مضمونة" النتائج لنيل عضوية الكونغرس، الذي قد يشهد أيضًا حدثًا تاريخيًا آخر بنيل نائب مسلمة أخرى عضويته.
وفازت رشيدة بالانتخابات التمهيدية عن الحزب الديموقراطي في ولاية ميشيغان التي كانت عضواً في برلمانها عن الدائرة 13 بين عامي 2008 و2014. وهذا الفوز بترشيح الحزب يفتح الباب لها لنيل عضوية الكونغرس الأميركي، كون الولاية ديموقراطية الولاء، وفي ضوء عدم وجود منافس من الحزب الجمهوري لها على المقعد، فإنّ فوزها بالتزكية المتوقع إعلانه رسميًا في تشرين الثاني/ نوفمبر، سيكون كتابة "ثانية" للتاريخ، ففي 2008 كانت أول عربية، وأول مسلمة تصل إلى برلمان الولاية.
وتنافست رشيدة مع خمسة مرشحين ديموقراطيين على مقعد الترشح للكونغرس عن ولايتها، الذي ظلّ حكرًا على الديموقراطي جون كونيرز منذ العام 1965، حتى كانون الأول /ديسمبر الماضي، حين استقال بسبب اتهامات بـ "التحرش الجنسي"، لكنها تفوقت على منافسيها وحصلت على 33.6 في المئة من أصوات الناخبين.
وكتبت رشيدة طليب عبر "تويتر"، عقب إعلان فوزها عن الحزب الديموقراطي لخوض انتخابات تجديد الكونغرس، "شكراً جزيلاً لكم لأنكم جعلتم هذه اللحظة الرائعة ممكنة".
وأكدت رشيدة، وهي محامية وعاملة اجتماعية سابقة، أن فوزها في الانتخابات النصفية إذا تحقّق سيكون بمثابة رسالة قوية لأميركا بكاملها مفادها أننا جزء من الحكومة، وجزء من المجتمع ونريد أن نخدم البلاد مثل أي شخص آخر.
وقالت في تصريحات صحافية أبدت فيها ثقة كبيرة بفوزها في انتخابات الكونغرس: "بعضهم يعتقدون بأنه كلام مبتذل، لكنني أريد أن أغيّر العالم".
ووفق تقارير صحافية، بذلت رشيدة جهودًا كبيرة خلال الحملة الانتخابية، وتمكنت من جمع تبرعات ومساعدات تفوق المليون دولار، من دون الحصول على سنت واحد من أموال لجان العمل السياسية للحزب الديموقراطي.
وتعد المنطقة التي تسعى إلى تمثيلها، وغالبية سكانها من أصول أفريقية، من أفقر الدوائر في ميشيغان والولايات المتحدة، فيما لم يشكل انتماؤها الديني أو عرقها موضوع نقاش عندما كانت تلتقي ناخبين. ونقلت عنها إذاعة "صوت أميركا" خلال جولة في أحد الأحياء لتعريف السكان ببرنامجها، إن "الناس لا يزالون غير قادرين على نطق اسمي لكنهم يتذكرون أنني أتيت إلى منزلهم".
واستطاعت رشيدة خلال عملها التشريعي في الولاية أن تحقق إنجازات مهمة مثل رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً في الساعة، وتحسين مستوى خدمة الرعاية الصحية. ومنذ غادرت المؤسسة التشريعية في الولاية ظلت نشطة في المجتمع، تكافح من أجل العدالة الاجتماعية بصفتها محامية وناشطة حقوقية.
والمرشحة "الفلسطينية – الأميركية" بين 90 مسلمًا، ينتمون إلى الحزب الديموقراطي سيخوضون انتخابات التجديد النصفي للكونغرس هذا العام، في تطور أطلقت عليه صحيفة "واشنطن بوست" اسم "الموجة الزرقاء المسلمة"، نسبة إلى اللون الأزرق رمز الحزب.
ورشيدة طليب ليست أول مسلم في الكونغرس، وقد لا تكون المسلمة الوحيدة فيه، إذ تسعى إلهان عمر، التي أصبحت أول مشرّعة أميركية من أصول صومالية العام الماضي إلى تمثيل الدائرة الخامسة في مينيسوتا، ويوجد الآن عضوان مسلمان في الكونغرس هما، كيث إليسون مينيسوتا وأندري كارسون إنديانا.
أرسل تعليقك