لندن - ماريا طبراني
يُشتهر عن الرياضية جيسيكا أنيس هيل كونها شخصية محبوبة دائمة الابتسام، ولكن هناك عنوانا واحدا ذكرته الصحف جعل تعبيرات وجهها تتغير من البهجة إلى الاشمئزاز والذي جاء فيه أن الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في ريو يمكن أن تمنعها من أن تستمتع بكونها أما.
وتشير "بالنسبة لي هذه واحدة من أكثر الأمور المؤذية التي يمكن لأي شخص أن يقولها فهي غير صحيحة إطلاقا، وأشعر بالرضى عن كل ما حققته في مسيرتي، وليس هناك شيء أهم من ريجي".
ويأتي ابنها ريجي في أولوياتها دائما، وقالت الأسبوع الماضي إنها تفكر في أخذه معها إلى "ريو" حتى تصاعدت التحذيرات بشأن الحالة الصحية والأمنية في المدينة التي أقنعتها بالعدول عن فكرتها، وسيسافر الطفل إلى بيلو هوريزونتي للنزول في معسكر تدريب الفريق البريطاني قبل أن يعود إلى شيفليد لمشاهدة الألعاب مع والده آندي. وأجابت على سؤال توفيقها بين كونها رياضية وأم بالقول "أنا 100% أم في البداية، وإذا كان لدي تدريب وريجي مريض ويحتاجني فسألغي التدريب على الفور فهو كل شيء بالنسبة لي، وعندما سافرت إلى بطولة العالم في بكين الصيف الماضي كان حزينا جدا لأنني تركته لكني حظيت بفرصة رؤيته كل يوم وهو يتناول الفطور على الإنترنت، ومع ذلك افتقدته كثيرا وكنت أريد أن أكون معه وأتأكد أن كل شيء على ما يرام معه".
وعادت بعد ذلك إلى الوطن ممسكة بالميدالية الذهبية وتنظر إلى المعجزة الصغيرة التي أنجبتها في وقت سابق قبل 13 شهرا فقط، وبطبيعة الحال لم يكن ريجي واعيا لهذا الإنجاز ولم يكن لديه أي اهتمام بالمعادن الثمينة، لكنه فتن باللعبة الصينية التي جلبتها أمه له من الصين، وتذكر " كان يجلس على الجزء السفلي من السلالم وينتظر وصولي، وكنت أرتدي الميدالية الذهبية وعندما رأيته شعرت بأنني كاملة وسعيدة جدا".
وأعلن عن جيسيكا كونها أكثر شخصية مؤثرة في بريطانيا لمن في سن 25 في عام 2014 ولكن الدفاع عن لقبها في أولمبياد البرازيل الشهر المقبل سيكون إنجازا بالغ الندرة، وسواء في سباقات المضمار أو الميدان فإن الأسترالية شيرالي سترايكلاند والكاميرونية فرانسواز مبانجو هما فقط اللتان حصلتا على الميدالية الذهبية وكان لديهما طفل، ومن أجل القيام بذلك يجب عليهما بذل الجهد للتغلب على التغيرات الفسيولوجية الدقيقة الناجمة عن الحمل.
واستأنفت جيسيكا التمرين بسرعة بعد ولادتها، وتوضح " شعرت بأنني مرنة جدا، فلم أكن أملك عضلاتي الطبيعية ولم أكن أشعر بالقوة نفسها، ولم أكن أستطيع أن أقوم بمعظم التدريبات لمنطقة البطن، وفحص طبيبي كاحلي والركبتين وقال إنهما مرنتين جدا، ولكن كان لدي بعض التغيرات بسبب الحمل أيضا".
وتؤمن بأنها تحتاج محاكاة أدائها في أولمبياد لندن 2012 وتسجيلها 6955 نقطة، واستطاع ركضها لمسافة 100 متر في 12.54 ثانية أن يحقق لها الفوز بالميدالية الذهبية في بكين عام 2008، وركضها لـ200 متر في 22.83 ثانية جعلها البطلة البريطانية لتلك المسافة، ولديها بعض المنافسين في ريو من بينهم بريان ثيسين من كندا التي تسعى إلى لقب جيسيكا، وأعلنت الأخيرة أن هذه الدورة ستكون آخر مشاركاتها فقد وصلت إلى سن الثلاثين، لكن هل ستخضع لرهبة النهاية؟
وترد على هذا السؤال "نعم ولا في الوقت نفسه، سيكون شعورا صعبا ألا أحضر للألعاب الأولمبية مرة أخرى، لكن في الوقت ذاته سيكون لدي سنوات رائعة من العمل رياضية، ويصل الإنسان لمرحلة أن يعترف بأنه حقق كل ما كان يتنماه". وأخبرت مدربها توني مينشيلو أنها لا تريد أن تحرم من اللحظات الثمينة في مرحلة الطفولة لابنها مما جعلها تقدم بعض التنازلات في المباريات والتدريب، وتوضح "في أيام السبت في الماضي كنت أتدرب، ولكن أيام السبت هذه الأيام أخصصها لعائلتي، وقد أوضحت لمدربي أنني بدأت أتقدم في السن ولا أستطيع أن أتحمل حجم التدريب الذي كنت أؤديه في السابق".
ويبدو أن ابنها ورث جيناتها الرياضية التنافسية فهو يستولي على أقرب فرشاة في المنزل ويتظاهر باستخدامها كرمح في غرفة المعيشة، ويساعد جيسكيا أفراد عائلتها في تربية ابنها ورعايته فأمها أليسون أخذت إجازة لمدة سنة من وظيفتها لتساعد في رعاية حفيدها. وتقول أليسون لابنتها " أنت تنافسية جدا" فترد عليها جيسيكا "هذا مزيج من شخصيتي ومن كوني عملت في البيئة الرياضة في سن مبكرة، وأنت أيضا تنافسية"؛ فتبين والدتها "ولكني لم أشارك في دورة الألعاب الأولمبية"، فتجيبها الابنة "حسنا لكن بالتفكير في الأمر لو أنك حظيت بفرصة لكنت شاركت وأصبحت بطلة أولمبية".
وتحدثت جيسيكا عن دورها بصفتها سفيرة لمؤسسة "ثانك يوم إم" التي تعنى بالأمهات وأعلنت أنها تريد أن تنجب المزيد من الأطفال بعد أن تتقاعد، واسترسلت "لم أكن سأستطيع التعامل مع طفل آخر بينما لا أزال أمارس المنافسات الرياضية، لكني أريد أن أكون أما مرة أخرى؛ لذلك فأنا بالتأكيد أريد المزيد من الأطفال، ربما طفل واحد بعد"، وقبل ذلك لديها نهر واحد فقط لتقطعه بعزيمتها الداخلية وهو أولمبياد ريو.
أرسل تعليقك