أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

تفاجأت من صورته مقتولًا في هجوم على قاعدة عسكرية

أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف

البريطانية سالي إيفانز تحمل صورة ابنها توماس
لندن ـ كاتيا حداد

كشف أخصائي بريطاني في مواجهة التطرف، عن طفل يدعى توماس إيفانز، اتجه إلى التطرف والتحق بصفوف حركة "الشباب" الكينية، بعد طلاق والديه الذي أثار خيبة أمل شديدة في نفسه، أدت به إلى أن يصبح متطرفًا قاتلًا.

وأوضح الأخصائي، أنَّ والدة الطفل، سالي إيفانز، سمحت لصناع الأفلام الوثائقية أن يتتبعوها لمدة تسعة أشهر في محاولة لفهم التحول الذي ألم بابنها، واعترفت للكاميرات بأنَّ "انهيار زواجي كان له تأثير كبير على توماس وشقيقه الأصغر مايكل".

أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف

وأصبح توماس، المنحدر من هاي ويكومب، أول بريطاني ينضم إلى المسلحين المتطرفين "الشباب"، إحدى الحركات التابعة لتنظيم "القاعدة"، وأصبح جزءا من صفوفهم القاتلة عندما بلغ 21 عامًا من عمره، وتلك المجموعة كانت وراء العديد من الفظائع في كينيا، بما في ذلك هجوم 2013 على مول ويست جيت الذي قتل فيه 67 شخصا وأصيب 175.
وأعربت سالي ايفانز (57 عامًا) عن دهشتها من أن ابنها الدمث الخلوق، أصبح متطرفا مرة واحدة بعد اعتناقه الإسلام وتغيير اسمه إلى عبد الحكيم.

وأوضح متخصص اجتثاث التطرف مايك جيرفيس، الذي يدرس حالة توماس في الفيلم الوثائقي، أنَّ الاضطرابات العائلية والحسرة التي عاشها توماس في حياته المبكرة، قد تكون لعبت دورا في تحول الشاب.
وأضاف جيرفيس أنّ "توماس أصيب بخيبة أمل بعد طلاق والديه وكان يبحث عن الأسرة التي وعدته بها جماعة الشباب، حيث غادر والده المنزل عندما كان عمره 13 عاما، وتركه مهجورا، ةكانت الأزمة في البداية سببا لقربه من والدته، حيث تتذكر سالي أنه أعطاها بطاقات في عيد الأم وعيد الأب، قائلا: أنت الاثنان بالنسبة لي وأنا أحبك".

أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف

وتابع جيرفيس: "لكن صار غضبه يتعاظم في سنوات مراهقته، ففي سن الـ14 عاما أطال شعره، وبدأ يستمع إلى موسيقى الميتال ويشرب كحول ويدخن الحشيش مع زملائه في المدرسة، ثم وجد بعض السعادة عندما وجد الحب مع فتاة من سنه، ولكن انتهاء تلك العلاقة ترك لديه الشعور بمزيد من خيبة الأمل في الحب والعلاقات".
وتابعت سالي: "التقى توماس هذه الفتاة وكان متحمسا للغاية في بداية علاقتهما، كانا يحبان بعضهما ولكن الأمر ساء في النهاية وانفصلا"، مشيرة إلى أنه بدأ التحول إلى التطرف عندما التقى ببعض الأصدقاء الآسيويين الجدد في صالة الألعاب الرياضية، ثم قام بتغيير اسمه إلى عبد الحكيم وبدأ في تغيير الأواني والمقالي التي تستخدمها عائلته، متعللا بأنها ملوثة بالطعام الحرام.

أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف

واستدركت: "لقد احترمت حقه في أن يكون مسلما، ولكن في نهاية المطاف توقف عن احترام حقي في أن أكون علمانية، وقال لي أنا وأخيه مرارا وتكرارا أننا سنذهب إلى النار ما لم نعتنق الإسلام".
في عام 2011، ألقت شرطة مكافحة الإرهاب القبض على توماس، عندما حاول الصعود على متن طائرة متجهة إلى كينيا، ولكن بعد أربعة أشهر تمكن من السفر إلى مصر، وفي كانون الثاني/ يناير 2012، اتصل بأمه ليخبرها أنه تسلل إلى الصومال.

وفي مكالمة أخرى مع والدته القلقة، قال لها انه تزوج من فتاة شابة كان عمرها 13 أو 14 عاما ولا  تتحدث الإنجليزية، وفي هاتف آخر، تجادلت مع ابنها حول الهجوم على مركز ويست جيت التجاري في كينيا حيث هجم المتطرفون من حركة الشباب عليه وهددوا المتسوقين بالسلاح.
وأصيبت بالرعب كون ابنها البريء الذي ربته في بيتها، يرى أنه من العادي تهديد حياة الأبرياء من النساء والأطفال، والذين كل ذنبهم أنه ذهبوا إلى التسوق، ومنذ ذلك الحين، تسمع سالي قصصا لا تحصى عن الفظائع التي ارتكبها ابنها، حيث قال شهود عيان إنه ذبح أزواجا أمام زوجاتهم.

أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف

وتعاني سالي الآن من الشعور بالذنب، لأنه كان يمكنها فعل الكثير لوقف ابنها قبل أن يصبح متطرفا وقبل فوات الأوان؛ لكن السيد جيرفيس (51 عاما) وهو رئيس جمعية خيرية نشطة في شرق لندن، يعمل بشكل وثيق مع عائلات أبناؤها وبناتها يعانون من خطر التحول إلى التطرف، يصر على أنه لم يكن هناك شيئا لفعله.

وأوضح جيرفيس أن ثلاثة أحداث غيرت حياة توماس، جعلته هدفا سهلا للمجندين من حركة الشباب في بلدته هاي ويكومب، فوالده ترك المنزل، وفقد صديقته ووظيفته كمهندس كهربائي.
واستطرد جيرفيس: "تم استخدام عملية الاستمالة لجذب توماس بعيدا عن أسرته. سالي تشعر بالذنب وتعتقد أنها كانت أما سيئة، وهذا غير صحيح".

وأشار إلى أن الجماعة المتطرفة استخدمت أسلوب الاستمالة البطيء، حيث استغلت الأحداث السيئة التي عاشها توماس من فقدان والده وصديقته، ووفروا له الأسرة البديلة المسلمة والتي توفر له كل شيء من حب وعطف واهتمام، ويدعمونه في كل شيء، بعد أن فقد وظيفته كمهندس أيضا نظرا إلى تربية لحيته وتحوله إلى التطرف، مما جعله في عداء مع المجتمع.

أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف

وتوفي توماس في وقت سابق من هذا العام في عمر 25 عاما فقط، بعد إطلاق النار عليه من قبل الجيش الكيني أثناء مهاجمة قاعدة عسكرية، وفي الليلة السابقة، سالي تحدثت إليه: "قال لي إنه يحبني وقلت له إنني أحبه"، وأضافت أن مكالمات ابنها المنتظمة كانت تعطيها أملا بأنه قد يعود إلى صوابه، ويعود إلى المنزل.

واكتشفت والدته وفاته بطريقة وحشية لا يمكن تصورها، عندما تم نشر صورة لجثته على "تويتر"، واعترفت بأنها شعرت بالحزن والارتياح في نفس الوقت، قائلة: "أنا مدمرة لأن ابني الذي جلبته إلى هذا العالم قد مات، ولكنني مرتاحة لأن موته يعني أنه لا يمكنه أن يضر الأبرياء بعد الآن".

الآن تعمل سالي مع جيرفيس لمحاولة تحديد كيفية وسبب تطرف ابنها من أجل منع المزيد من أبناء وبنات بريطانيا من التطرف، إذ تشير التقديرات إلى أن 1000 شخص سبقوا توماس إلى التطرف، 60 منهم قتلوا، ويؤكد جيرفيس أن هناك مؤشرات متعددة بأن الأمور تسير بشكل خاطئ، مثل التغيرات السلوكية، سلوك التحدي وتغير شكل الملابس.

وأضاف: "على الرغم من أنه ليس بالضرورة أن يقلق الوالدان من التحول إلى الإسلام، ولكن عليهما طرح بعض الأسئلة للتأكد من أن الأمر سلميا ولا ينبئ بالتطرف".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف أم بريطانية تلوم نفسها وتؤكد أنَّ طلاقها دفع ابنها إلى التطرف



GMT 16:30 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها الصحي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon