الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

في سبيل حمايتهن من دعاية "داعش" والفكر المتشدد

الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

الأمهات المسلمات البريطانيات
لندن - ماريا طبراني

تخطى عدد النساء البريطانيات المعتقلات على خلفية الانضمام إلى تنظيم "داعش" المتطرف الرقم القياسي، ما يعتبر سببا إضافيا للاهتمام بمكافحة التطرف بداية من المنزل، حيث ألقي القبض على حوالي 35 امرأة بموجب قوانين التطرف العام الماضي، ما يعني تضاعف العدد خلال عامين فقط، ويشتبه في الكثيرات محاولة الانضمام إلى التنظيم المتطرف كـ"عرائس جهادية"، أو مساعدة الآخرين في الهروب.

وهربت ثلاث طالبات بريطانيات في وقت سابق من هذا العام، هن أميرة عباسي وشيماء بيغوم وخديجة سلطانة من برج "هامليتس"، بعد الوقوع في شباك دعاية "داعش"، وهناك عدة طرق لتحويل النساء إلى التطرف، ففي هذا الأسبوع قرأنا عن الفتاة ليزا بورش البالغة من العمر 15 عامًا في الدنمارك، والتي طعنت والدتها حتى الموت متأثرة بصديقها المتطرف (30 عامًا)، الذي شاهدت معه مقاطع فيديو لعمليات إعدام ينفذها "داعش".

الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

وانتبهت الشرطة إلى زيادة الاتجاه نحو التطرف بين الفتيات والأمهات وأطفالهن الصغار الذين يريدون أن يصبحوا جزءا من تنظيم "داعش"، وحذر قادة المجتمع وأعضاء مكافحة التطرف في العالم والمؤسسات البحثية مثل مؤسسة "Quilliam" من هذا الاتجاه الخطير، وأجريت العديد من الدراسات حول أسباب انجذاب النساء إلى التطرف من خلال التركيز على الأيديولوجية الدينية والرومانسية والتجنيد عبر الانترنت والمظالم السياسية، والاهتمام بمعرفة كيفية تشكيل التطرف من خلال عدم وجود هوية ودور الأسرة في هذا الأمر.

الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

ويرتبط الأمر لدى الفتيات الصغيرات بالثقة في الذات والشعور بأنهن لا ينسجمن مع المجتمعات التي يعشن فيها، فضلا عن معاناتهن من عدم التفاهم مع أسرهن أو ديانتهم التي يتبعنها، وتمنح فكرة "الجهاد" في الشرق الأوسط هؤلاء الأفراد الشعور بالقوة في حياتهم، وتركز الدعاية التي يستخدمها "داعش" على استثارة هذه الفكرة، حيث يتم الخلط بين الانضمام إلى "الجهاد" و"اليوتوبيا الإسلامية" عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع إضفاء روح المغامرة على التجربة، وتشمل الدعاية بعض المصطلحات الرنانة مثل الرحمة والتضحية والانتماء والمثالية والقوة.

الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف

ويدعو "داعش" النساء للانضمام إلى مشروع بناء الدولة اعتمادا على هذه المصطلحات، حيث يمكنهن أن يصبحن أمهات وزوجات في وطنهم الجديد الذي يمكنهن التحكم فيه بشكل تام، ولكن الحقيقة أن الواقع لا يتفق مع التوقعات، وأصدر "لواء الخنساء" ويمثل الشرطة النسائية لدى "داعش"، بيانُا رسميًا جاء فيه أنه لا يجب على المرأة المشاركة في الحرب أو ارتكاب أي أعمال عنف، في حين أن الكثيرات من النساء البريطانيات اللاتي هربن إلى سورية كـ"عرائس جهادية" لم يجدن الأوضاع هناك كما توقعن.

وكتب المتطرف عمر حسين في مدونة على شبكة الإنترنت "تختلف ثقافة العرب بالطبع عن نمط الحياة الغربي، وعليك أن تتخيل إذا كانت لدينا بعض الأمور المزعجة، فما الذي يمكن أن تواجهه العرائس الجهادية البريطانية"، ولذلك يجب علينا توعية الشباب المعرضين لخطر التطرف بعدم تطابق الواقع والخيال.

وتحاول الكثيرات من النساء الانضمام إلى التنظيم المتطرف رغبة منهن في السعي نحو التحكم في حياتهن الخاصة، ولكن يجب توعيتهن بقدرتهن على التغيير الإيجابي في أسرهن ومجتمعاتهن من خلال التصدي للأيديولوجيات المتطرفة.

وكشف تقرير صادر عن منظمة "نساء بلا حدود" عن معرفة الأمهات بمصادر وخطر التطرف، لكنهن يبقين بمفردهن في مواجهة هذا الخطر وليس لديهن ثقة كبيرة في المؤسسات، وأشار التقرير إلى ضرورة العمل على إتاحة الفرصة أمام الأمهات للتدخل في نطاق العائلة والتحدث علنا والحصول على قدر من السلطة داخل الأسرة، حيث يتم بناء أدوار جديدة للأمهات حتى تحذو بناتهن حذوهن.

ولفت التقرير إلى ضرورة التركيز على الأنشطة التوعوية للإناث وتحقيق مزيد من التمكين لهن مع توفير المهارات اللازمة لحمايتهن من التطرف وطرح بدائل لهن والعمل على بناء الثقة بالنفس لديهن، وتحظى النساء بأدوار كبيرة في المجتمع سواء داخل المدارس أو خارجها، ونحتاج إلى مجموعة من الخبراء لتدريب الأمهات وبقية أفراد الأسرة حتى يمكنهم مواجهة التطرف، فضلا عن ضرورة مساعدة الأطفال على التمييز بين الإسلام والأسلمة وبين الحقيقة والدعاية، وتقديم العون لهم فيما يخص قضايا الهوية والانتماء، وبهذه الطرق يمكننا حماية الفتيات من خطر التطرف من خلال خلق أسر واعية في بريطانيا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف الأمهات المسلمات البريطانيات مفتاح الأمان لمنع بناتهن من التطرف



GMT 16:30 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كامالا هاريس تنتقد ترامب بعد نشرها تقريرا يكشف وضعها الصحي

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon