مقاتلات أيزيديات تكشفن عن بطولاتهن في محاربة داعش
آخر تحديث GMT09:29:31
 لبنان اليوم -

اغتصاب النساء كان جزءاً من خطة التنظيم سعياً لتدمير ثقافتهن

مقاتلات أيزيديات تكشفن عن بطولاتهن في محاربة "داعش"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مقاتلات أيزيديات تكشفن عن بطولاتهن في محاربة "داعش"

فتيات إيزيديات في جبل سنجار
بغداد - نهال قباني

بزيهما الأخضر الفدائي الخاص بالجماعات المسلحة الكردية، كانت هافين وصديقتها دينيس تراقبان، كاثنتين من وحدة المقاتلات الأيزيديات، المعروفة بـ"ميليشيا الدفاع المدني الكردي".

وجميع النساء أو وحدة  "جين"، مقرها في قرية "كانانشور" القريبة من جبل سنجار، حيث موطن المجموعة الدورية للمقاتلات المكونة من النساء الأيزيديات المحليات والكرديات من تركيا المجاورة وسورية.

وقالت هافين، مشيرة إلى ندبة قرب عينيها،:"أقاتل هنا لفترة طويلة، وكنت على خط المواجهة عندما أُصبت بعبوة ناسفة"، فيما أوضحت دينيس، 30 عاماـ وهي مقاتلة مخضرمة نشيطة من تركيا، أن "النساء في سنجار شكلن هذه المجموعة من النساء بعد اقتحام "داعش" المنطقة في أغسطس / آب 2014، وأسره لآلاف النساء بعدما استولى على سنجار في شمال غرب العراق، حيث موطن مئات الآلاف من أبناء هذه الأقلية الدينية، التي اعتبرهم التنظيم كفار".

مقاتلات أيزيديات تكشفن عن بطولاتهن في محاربة داعش

كما أشارت دينيس، إلى خطف "داعش" للنساء الأصغر سنا والأطفال، و قتل الرجال والنساء الأكبر سنا، فضلا عن قتل ودفن الأشخاص الذين لم يستطيعوا الفرار في مقابر جماعية. وقالت:"بعد ما حدث للنساء الايزيديات، كان من المهم تأسيس وحدات نسائية".

وتعد وحدة "المقاتلات الكرديات في سنجار" أحد فروع "وحدات الحماية الشعبية"، الجناح شبه العسكري لحزب "الاتحاد السوري الكردي الديمقراطي". وأفادت وحدة "الحماية الشعبية"، احدى أكثر القوى الفعالة في قتال "داعش"، أنها "تُدرب النساء الايزيديات على القتال ضد أي هجمات أخرى على الأراضي الايزيدية".

وقالت دينيس:"علينا أن ندعم هؤلاء النساء ونساعدهن على حماية أنفسهن، فـ(داعش) يأسر النساء والأطفال لأنه يريد تدمير شرفنا". وأضافت:"نحن نساعد في تدريب النساء الايزيديات للدفاع عن أنفسهم، وبعد ذلك يمكنهن السيطرة على مستقبلهن، لهذا السبب نحن هنا".

ووفقا لصحيفة "إندبندنت"، تعيش المقاتلات النساء في أماكن منفصلة عن أماكن الرجال، كما يحظر نهائيا وجود أي علاقات عاطفية، إذ قالت هافين:"الفرق الوحيد بيننا هو أننا نعيش منفصلين كل منا على حده، لكننا على خط المواجهة نكون جميعا سواسية".

وحسب الصحيفة، فإن هذه الوحدة النسائية مزينة بصور الشهداء من النساء، فضلا عن السجاد ذي الألوان الزاهية. وتطل على وجهة استراتيجية، تمكنهم من رؤية واضحة لجميع السيارات التي تدخل القرية اليزيدية. وكانت دينيس، تميل خارج النافذة، ضاحكة بشكل هيستيري عندما سُئلت عن سر النجاح الذي حققته وحدات المرأة في معركتها ضد "داعش".

وأضافت أنهم" خائفون منا، فهم يعتقدون أننا إذا قتلناهم لن يستطيعوا الذهاب إلى الجنة، وهذا ما يجعلنا نضحك، فنحن نشعر بالسعادة عندما نراهم يعرفون أننا قادمون، وحينها يصبحون جبناء". فحسب التفسير المتشدد للإسلام لدى "داعش"، فإنه إذا قتلت النساء مقاتلا من التنظيم، فهو لن يستطيع الذهاب إلى الجنة، وهي معلومة تستمتع بها النساء كثيرا.

وقالت هافين، وهي تشرب سيجارتها،:"أحب فكرة أننا إذا قتلناهم سيخسرون الجنة، فأنا لا أعرف كم قتلت منهم". وأضافت:"هذا ليس كافيا، لن أكون سعيدة حتى أراهم جميعا في عداد الأموات".

مقاتلات أيزيديات تكشفن عن بطولاتهن في محاربة داعش

وخلال 3 ساعات للوصول إلى قرية "عين العرب" ذات الأغلبية العربية القريبة من الحدود السورية، استمرت المقاتلات الأكراد في شرح كيفية استعادت القرية، التي كان "داعش" يسيطر عليها قبل أسبوعين. وقالت دينيس: "انتظرنا في الجبال لأسابيع، لقد خسرنا 15 مقاتلا، 14 رجلا وامرأة واحدة،" في حرب العصابات.

وتستهدف وحدة المقاومة في سنجار المقاتلات الشابات من سورية المجاورة. وقالت روزالين، 18 عاما،:"جئت لإخراج (داعش) من هذه الأراضي، جئت من أجل النساء الايزيديات، رأيتهم يقطعون رؤوس النساء، رأيت الكثير من الأشياء الفظيعة، فأنا لا أريد أن أرى المزيد من القطع والقتل ".

وتركت روزالين دراستها السابقة في كلية الطب السابق لقضاء 3 أشهر تدريب مع وحدة الحماية الشعبية في الجبال في سورية. وهذه المجندة الجديدة على خط المواجهة، وصلت قبل 4 أيام بعدما شن "داعش" هجوما لاستعادة السيطرة على القرية..

وأضافت روزالين:" انا موجودة هناك للانتقام للمرأة الايزيدية، فلابد من حماية النساء الايزيديات من تلك الحيوانات، أنا أكرههم كثيرا لكنني لست خائفة، فالنساء الكرديات اقوياء عندما تذهبن إلى المعركة، ونحن نعلم أنهم جبناء". فالنساء في حالة معنوية عالية، ولكن مقاتلي "داعش" على بعد بضعة كيلومترات في الأفق.

وهناك في الوحدة يمكنك أن تشاهد امرأة صغيرة تصرخ في الميكروفون، وتقييم نقاط القوة والضعف في الفريق وضعف، وعشرات من مقاتلي الشباب يجلسون يستمعون إلى الخطاب، وهو أمر شائع بعد هجوم "داعش".

 

وخلال مرورنا عبر مناطق من جبل سنجار رأينا بعض العظام المكشوفة من النساء اليزيديات في مقابر جماعية يتم جمعها من أعضاء مجموعة Yazda ومقرها الولايات المتحدة، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى دعم الايزيديين.

وفي المدينة القريبة من دهوك اللجنة الدولية للمفقودين (ICMP) تستعد لنبش رفات ضحايا المجزرة التي كتبها "داعش"، من أجل قضية الإبادة الجماعية ، وهي مهمة بشعة يؤديها فريقا من الخبراء الدوليين وعلماء الانثروبولوجيا الشرعي.

 

وتختم دينيس، التي قضت بالفعل جزءا كبيرا من حياتها كمقاتلة، بقولها:"حماية المرأة الايزيدية هو مجرد خطوة واحدة في خطتنا للدفاع عن حقوق المرأة على الصعيد العالمي". وأضافت:"أنت وأنا أحرار، فأنت صحفية وأنا مقاتلة، ولكن أخواتنا في جميع أنحاء العالم يعانون من سلطة الرجل، في أفريقيا وآسيا وأوروبا بل وحتى النساء الأميركيات يعانون مثل اليزيديات، فالكفاح من أجل نسائنا كفاح من أجل كل النساء".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتلات أيزيديات تكشفن عن بطولاتهن في محاربة داعش مقاتلات أيزيديات تكشفن عن بطولاتهن في محاربة داعش



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon