واشنطن ـ رولا عيسى
أعربت المواطنة الأميركية غوين أفيرسانو، عن سعادتها البالغة في اللحظة التي ترى فيها وجه أخيها الذي لقي حتفه في حادث سيارة على جسد رجل آخر للمرة الأولى بعد عملية نقل للوجه .
وعانى ريتشارد نوريس البالغ من العمر 39 عامًا على مدار 18 عامًا بعد إصابته في وجهه بإصابات بالغة نتيجة حادث إطلاق نار بالخطأ من بندقية ومن ثم فقد كانت هذه العملية بمثابة العملية التي أعادت له الحياة، حيث وجّه الشكر إلى أسرة أفيرسانو على إنقاذ حياته.
وخضع نوريس لأكثر من 30 عملية جراحية في محاولة لاستعادة ملامحه لم تسفر إلا عن تحقيق نتائج لا تذكر أدخلته في مرحلة حادة من الاكتئاب وأوقات كاد ينتحر فيها، قبل أن تأتي عملية نقل الوجه الأكثر تعقيدًا وتكلفة لتغير مسار حياته، حيث أصبح لديه أسنان وفك ولسان.
وأبدى تقديره لهذه العائلة التي يتحدث إليها باستمرار ويبقيها على الإطلاع بصحته، علمًا أنَّ نسبة نجاح العملية كانت 50% في المائة وأمضى ثلاثة أسابيع يتعالج فيها بالمستشفى فيما استغرقت العملية المثيرة للجدل 36 ساعة وكانت النتائج مبهرة وليست مجرد حياة جديدة له وإنما ريادة طبية تدرس للأطباء لمعالجة الإصابات التي تلحق بالجنود.
وكان نوريس يبلغ 22 عامًا وقت انفجار وجهه وترجع القصة إلى أنه بعد وصوله إلى المنزل والشرب ومجادلة والدته، فقد أخذ البندقية من مخزن الأسلحة الذي يملكه وقال لوالدته إنه ذاهب لإطلاق النار على نفسه، إلا أنه حينما كان ذاهبًا لوضع البندقية انطلقت منها إحدى الطلقات لتصيبه بجروح بالغة، حيث أصبح من دون أسنان أو أنف ولم يتبق سوى جزء من لسانه ما جعل بإمكانه التذوق ولكنه فقد حاسة الشم.
وصرَّح الدكتور إدوارد رودريغيز الذي أجرى العملية في مركز "ماريلاند" الطبي بأنَّ نوريس حينما أختير لأن تجرى له عملية زرع الوجه فقد كان الأمر بمثابة مسؤولية كبيرة فالوجه ليس كباقي الأعضاء الأخرى مثل الكبد أو القلب، حيث يلقى هجومًا مستمرًا من جانب المناعة باعتباره جسم غريب.
وأضاف رودريغيز: "لذلك سيأخذ مجموعة أدوية مضادة للرفض لباقي حياته مع تخفيض أداء جهازه المناعي ما يكون عرضة للكثير من المشاكل الصحية، وإضافة لذلك فيمتنع عليه التعرض لحرقة الشمس أو الشرب أو التدخين؛ لأن ذلك سيعمل على زيادة الرفض من جانب المناعة ومن ثم الموت".
أرسل تعليقك