هادي مرعي يؤكد أن العراق يحتاج إلى معجزة ليعود إلى السابق
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

كشف لـ"العرب اليوم" أن الوضع الحالي أصبح سيئًا جدًا

هادي مرعي يؤكد أن العراق يحتاج إلى معجزة ليعود إلى السابق

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - هادي مرعي يؤكد أن العراق يحتاج إلى معجزة ليعود إلى السابق

رئيس مركز القرار السياسي للدراسات هادي جلو مرعي
بغداد – نجلاء الطائي

في ظل تصاعد حمى الخلافات السياسية والاحتقان الواضح بين مكونات الشعب العربي على خلفية تطورات سياسية، وتحولات في المنظومة شرق الأوسطية، وفي ظل التمدد الغربي الواسع في المنطقة والتزاحم الإقليمي، الذي يرجح كفة الصدام على الوئام، والتنابذ بدل التسامح فإن التنبؤ بمستقبل الدولة العراقية في ظل هذه التأثيرات لا يبدو ميسرًا إلا في حدود ضيقة للغاية.

وتحدث رئيس مركز القرار السياسي للدراسات في العراق هادي جلو مرعي وفق معطيات المرحلة وما خلفته التحولات الهائلة، التي طبعت العالم والمنطقة بسلوك سياسي وعقائدي مختلف ليصف جملة من  التطورات التي يمكن أن تؤدي بالعراق إلى أن يكون ساحة للتجاذب والصدام، ويرسم صورة لما يمكن أن يكون عليه واقع الدولة العراقية في الفترة المقبلة مالم يحتكم العراقيون إلى عقد اجتماعي جديد يقرب المكونات العرقية والمذهبية، ويجمعها على نقاط مشتركة لتجنب الفوضى والتقسيم.

وكشف أن الإعلام العراقي مضطرب ملتهب مشتت غائب بحضور المغترب، يبحث عن فرصة ليحاكي الحداثة فيعود الى الوراء دون هوادة، هناك إعلاميون وصحافيون وكتاب وحركة لكنها ليست واثقة، الصحافيون والإعلاميون في بلدنا يعملون في مؤسسات ناقلة لما يريده ملاك تلك القنوات من سياسيين ودينيين وطائفيين وقوميين وتجار، وحتى لصوص كبار يملكون وسائل إعلام مبتزة.

أضاف: "المادحون كثر يبحثون عن فرصة، أو مال وهم موجودون يستخدمون الأساليب التقليدية البالية، لكن الرداحين هم الذين يكونوا جزءًا من حزب، أو سلطة، أو جماعة فيتغنون بها ويطبلون ويزمرون ويرقصون بطرق فاضحة، الخبر وحده لا يغني خاصة حين يكون الناس يعرفون به مسبقًا، والحاجة أكثر للتنوير في وسائل الإعلام، نحن بحاجة إلى صناعة مختلفة وإلى توجيه الناس فهم يعانون من التضليل والعمى المتراكم؛ بسبب الكم الهائل من الأخبار البائسة، وهذه مهمة تقع على عاتق الصحفيين والإعلاميين المنصفين والمتمكنين من وعيهم وذواتهم ولا يعانوا من العقد النفسية والاضطرابات.

تابع: "أنا أستخدم الكوميديا الزرقاء، تجاوزت السوداء، بعد أن خلطتها بعدة ألوان أنتجت زُرقة قاتمة، أحيانًا أسخر في مقال أو في عبارة أطلقها وفي داخلي حريق، أنا لست ساخرًا لكني أسخر كثيرًا، ربما أتصنع، أو أمثل دور الساخر، بإمكاني العودة إلى المقال لأعرف ماذا كنت أريد وأعني لكني لن أعود بصدق، فأنا أعرف لوعتي المرة على أشياء كثيرة، في الحياة، في الذكريات، في الألم الذي يعانيه غيري، في كل معاناتي اليومية، وفي وجعي الذي عرفته عندما فجرت ثورة تنويرية في داخلي منذ الصغر وبسببها لم أعد أتحمل، أو أصبر، أو أتجاهل فصرت أبكي لكل ألم، وعلى كل أحد يعاني حتى لو كان يكرهني ويود التخلص مني.

ووجه تساؤل "هل هي الوصفة التي يمكن أن يتم من خلالها شفاء المريض؟ أم هي الرصاصة التي تطلق عادة على حصان كسرت ساقه في سباق شاق، وتسمى رصاصة الرحمة؟، مضيفًا: " لا أعرف تحديدا، ولكنها خيارات مطروحة على طاولة البحث والنقاش في بلد لايبدو أن مهندسي السيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة، والعبوات اللاصقة، وكواتم الصوت لديهم النية في التخطيط لهندسة أشياء أخرى كهندسة الحدائق، ومدن الألعاب والمستشفيات، ودور رعاية الأطفال والمصارف والملاعب والساحات العامة والطرق، هي مهنة إذن اختلط فيها الحابل بالنابل، وجرت إليها أبرياء الناس، ووحوشهم، وأوجدت مساحة لمجموعات بشرية، وتكتلات سياسية لتكون حاضرة في الميدان حد التهريج ،والصراخ دون جدوى، ودون فهم من المتلقي الذي لم يعد يميز بين الألعاب النارية والمفرقعات وبين أصوات الإنفجارات، ودوي صفارات الإنذار والسيارات المفخخة".

وأكد أن الكثير من "الزناة" يحكمون العالم، في شؤون الدين والسياسة والاقتصاد، الصحافة في حقيقتها امراه زانية كالتي وصفها باولو كويلو في رائعته "الزانية" الإعلام نتاج علاقة محرمة أحيانا، وهناك شكل منه جاء بطريقة شرعية لكنه معتل ولم يتلق رعاية صحية كافية، مضيفًا: "لم يبق سوى التقسيم، ولماذا ؟ ففي بلد يرفض أبناؤه التعايش إلا في ظل غلبة طرف على آخر، لا يكون متاحًا للديمقراطية أن تنتعش، وفي بلد فقد سلطة المركزية والدكتاتورية بمعنى الحزم لا التسلط، لا يكون من الحكمة المداومة على الانتظار بينما الناس تقتل، والمجموعات التي تكفر على هواها، وتحتل مناطق بكاملها تستعد لتحويل المنطقة إلى غابة، وتنشر الفكر المتطرف على هواها، وإذن فلا حل سوى باختيار التقسيم وليذهب كل إلى شأنه وليتقاتل إن شاء في ميدانه.

وأشار إلى أن الجيل الذي سبق 2003 جيل مأفون، نتج عنه جيل منافق، نمتلك أجيالا من الصحافيين الباحثين عن المنافع والمكاسب الخاصة، حتى لو كان ذلك سببًا في انحرافهم وغياب أي مشروع للمستقبل، متابعًا: "قد يكون الفساد سببا في هتك الدولة العراقية وهتك الإعلام فيها، لكننا نعول على الصحافيين الأحرار وهم اليوم في الساحة".

وأشار إلى أنه أحيانًا يتمنى أن يضع رأسه على كتف امرأه، أو في حجرها، أو على صدرها، مضيفًا: "نعم للعراق حصة، لكن الغصة سببها الثقافة الواعية التي جعلتني أتحسس الألم في كل مكان وأشعر إن حياتي فاشلة لأن فقيرًا في الجوار، أو جائعا أعرف إنه موجود لكن أين، وطفلا ينام بلا أمل، الإيرانيون ليسوا بدوا مثلي، هم يفكرون في إيران، وليس في العراق، قد يرون إن هذا البلد مكانًا ملائمًا للنفوذ والهيمنة، ومماحكة العرب والتنكيل بهم، لكنهم يحلمون بالإمبراطورية، وليس بالدولة الشيعية، والدولة الشيعية قائمة وتكبر وتتوسع خلال العقود المقبلة وستفاجئ العالم".

وأكد أن الصحافي واحد من الناس له مالهم وعليه ماعليهم، يمتزج بهم ويعيش ويرتكب الحماقات ومسؤوليته لا تتعدى بالضرورة مسؤولية الآخرين، فالشعراء والكتاب والمدونون يعملون بطريقته، الصحافي ينقل النور الذي يصنعه هؤلاء المختلون الذين نسميهم مثقفين، وصدام كان يحكم دولة هي العراق ، فإذا قلنا إن العراق سقط مع صدام، فهذا بلد لا يستحق الاحترام لأن الدول أكبر من حكامها، مشيرًا إلى أن الإعلامي اليوم هو خليفة لذلك الإعلامي المأزم والخائف.

وأوضح أن أميركيا سيدة العالم وداعش كصبي عند معلمة في خان الخليلي، حُررت الأنبار قبل الذهاب إلى الموصل والسيطرة عليها، الموصل نهاية دراماتيكية، والآنبار في القلب، وهو قلب معتل، وإقليم كردستان هتك الدولة العراقية، وهو يستعد لخوض حروب مع السنة والشيعة ليسيطر أكثر ويقضم أكثر، والأكراد يفكرون في مصالحهم الخاصة ولديهم رغبة في دوام تهتك الدولة العراقية وضعفها واستنزافها إلى النهاية، والأكراد فرحوا بتنظيم داعش لكنهم فوجئوا بحماقتها ونوع الخرافة التي تتحكم فيها، كانوا يعتقدون إن بغداد ستستسلم، لكن داعش خدمت بغداد بغبائها وتوجهت إلى آربيل ولو ركزت على هدفها بإسقاط الحكم لكان الكرد سعداء باجتياحها لبغداد.

وأوضح أن الدكتاتورية وضيق الأفق، أسقطت بغداد في يد الأميركيين، حينها انفتحت كل الأبواب واكتشفنا إن كثيرًا من العراقيين مختلون ويملكون صفات الجشع والحقد والكراهية والتحزب والإقصاء، مؤكدًا أن  خصمه هو الإعلامي المزيف، والسياسي المأفون، والموظف اللص، وأن العراق بلاد صعبة تنتج الرجال، فحول الرجال، أنا فحل في الصحافة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هادي مرعي يؤكد أن العراق يحتاج إلى معجزة ليعود إلى السابق هادي مرعي يؤكد أن العراق يحتاج إلى معجزة ليعود إلى السابق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon