بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان
آخر تحديث GMT14:56:48
 لبنان اليوم -

الجيش يحتفظ بحق الفيتو عبر النواب المعيّنين في المجلس

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

وصول السيدة أونغ سان سو تشي إلى مبنى البرلمان في وقت سابق هذا الأسبوع
نايبيداو - نزيه فقيه

نجح حشدٌ كبيرٌ من المعلمين والأطباء والمزارعين والكتاب والشعراء، وبينهم نحو 100 سجين سياسي سابق، في أخذ مقاعدهم في أول برلمان منتخب بـ"حرية" في بورما خلال 55 عامًا.

ويتجِّه هؤلاء النواب إلى غرفة برلمانية؛ باعتبارهم ممثلين عن الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، بعد انتصار ساحق لحزبهم في الانتخابات التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في البلاد، التي تعرف باسم ميانمار؛ إذ استطاع "يو تين ثيت" (49 عامًا) الشاعر والسجين السابق من قِبل النظام القديم الفوز على الجنرال السابق الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع قبل بضعة أشهر.

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

وتم تعيين 13 مرشحًا آخرًا من الرابطة باعتبارهم سياسيين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلا أن 115 عضوًا من إجمالي 390 نائبًا للحزب في البرلمان يمكن تصنيفهم في قائمة "سجين سياسي" في سيرتهم الذاتية.

ويتخذ النواب الجُدد أماكنهم في البرلمان الجديد في الغرفة ذاتها لممثلي القوى التي سجنتهم من قبل، بينما تم تعيين 25% من كتلة النواب الذين يخدمون ضباط الجيش من قِبل القائد العام للقوات المسلحة، ولا يزال الجيش يحتفظ بالسيطرة على 3 وزارات بما في ذلك وزارة الداخلية، فضلاً عن حق الفيتو عبر المعيّنين في البرلمان.

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

وتناثرت شائعات بأن الجيش وافق على التنازل عن الشرط الدستوري، الذي يحظر زعيم المعارضة والرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، أونغ سان سو تشي، من أن تصبح رئيس للبلاد في مقابل تنازلات أخرى، بينما تفاوض أقرب مساعدي تشي سرًا مع كبار الشخصيات العسكرية خلال الشهرين الماضيين، من دون الكشف عن أيّة تفاصيل.

ويعتقد معظم المحللين السياسيين أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن تعيين تشي مساعدًا موثوقًا بحيث تكون واجهة للدولة في دور شرفي، بينما تدير هي البلاد من موقعها الذي يعد فوق الرئاسة، إلا أن المعلق البارز لارى جاغان أوضح أن هذا السيناريو سيؤدي إلى زعزعة الجيش.

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

وأضاف جاغان: تتقدم المفاوضات بين تشي وقائد الجيش ببطء، إلا أن تقاسم السلطة الحقيقى يبدو أنه سيكون على البطاقات فقط، بالطبع هناك خلافات خطيرة لاسيما التغيير الدستوري المقترح والذي يسيطر على السياسة الخارجية.

ولا يشك أعضاء الرابطة الوطنية للديمقراطية في دور السيدة تشي، المعروفة أيضًا في الداخل باسم "داو سو"، إذ أضاف أحد النواب "تم إخبارنا أن تشي ستكون القائد الإداري وقائد العملية".

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

واتخذ النواب الجُدد مساكنهم الجديدة في نايبيداو في مجمع مترامي الأطراف، وأشرف الجنرالات الحاكمين على بناء هذه المدينة في سرية تامة عند الرغبة في تحريك الحكومة من رانغون؛ خشية الانتفاضات الداخلية أو في مرحلة ما بعد العراق حتى الغزو الأجنبي.

وافتتحت مدينة نايبيداو للأعمال في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 بينما كانت تشي تحت الإقامة الجبرية في رانغون، لكنا قادت حزبها بعد 10 أعوام إلى انتصار مذهل بعد أن تراجع الجيش من السلطة، واستضاف القادة المدعومون من الجيش حفلة للنواب القدامى والجُدد في جو من البهجة.

إلا أن المتحدث العسكري السابق المخضرم، شوي مان، الذي قاد الغرفة في جلسة كاريوكي بدا حزينًا في حديثه لاحقًا إلى جريدة "التلغراف" البريطانية، وذكر أن هذه هي إرادة الشعب الذي انتخب الحكومة التي يريدها، وحان الوقت لنقول وداعًا للبرلمان، وسيسيطر على البرلمان الآن مجموعة من الناس الذين كانوا في السابق سجناء سياسيين، ويشير ذلك إلى أن الناس لا يحبون الحكومة العسكرية.

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

واستطاع ثيت الفوز بغالبية ضئيلة على واي لوين الذي كان وزيرًا للدفاع في السابق، ويمثل يوم الاثنين بالنسبة إليه وزملائه من النواب الجُدد نهاية رحلة طويلة وغير محتملة للبرلمان، الذي بدأ مع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية العام 1988 واشتمل على أعوام قبعوا خلالها في السجن.

وكان ثيت طالبًا في كلية الطب عند اندلاع الاحتجاجات قبل 27 عامًا، وانضم إلى الحركة الديمقراطية عندما اجتاحت انتخابات العام 1990 البلاد، إلا أن الجنرالات تجاهلوا النتائج واتخذوا إجراءات أكثر صرامة ضد المعارضة، وحينها حُكم عليه بالسجن 21 عامًا بسبب الأشعار التي كتبها عن شوق أبناء بلاده إلى مزيد من الحريات.

وأطلق سراح ثيت بعد 7 أعوام فقط العام 2005 خلال انتقال السلطة في البلاد، وشارك لاحقًا في تحرير مجلة أدبية وبذل قصارى جهده لتفادي يد الرقابة قبل انخراطه في الحركة البيئية الوليدة في البلاد لخوض مشروع سد تموله الصين، وذكر وقتها أنه نظرًا إلى هذا الدور أقنعني القروييون لخوض الانتخابات العام 2015، لكني أردت فقط أن أكون شاعرًا ولم يكن هدفي أن أكون سياسيًّا ولكن هذا هو دوري الآن، نحن في مفترق طرق الآن؛ حيث ننتقل من الهيمنة العسكرية إلى الحرية الديمقراطية، والمرحلة التي تقف فيها البلاد الآن لا يوجد طريق للتراجع.

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان

وكان من بين النواب الجُدد في البرلمان السيدة تزاني بو (50 عامًا) وهي ناشطة كارينية لحقوق المرأة، وشاهدت بو الكثير من زملائها من جيل العام 1988 يفرون إلى قواعد المتمردين على الحدود أو يلجأون إلى تايلاند، لكنها قررت البقاء كناشطة في المجتمع، وأضافت: لقد كان وقتًا رائعًا، وكان من الصعب عليّ التخيل أننا سنصل إلى هذا اليوم، نحن بنينا طريق نضالنا من خلال أناس خاطروا بحياتهم وحريتهم منذ 1988، نحن هنا الآن نتيجة تضحيات الكثيرين منذ تلك الأيام.

ويعد النائب ماهن نيونت ثين أحد النواب الجُدد الذين خاضوا الانتخابات من قبل، إلا أن فوز الرابطة الآن يمثل بالنسبة إليه قضية عدالة تأخرت ربع قرن، وكان مزارعًا كياني العرق ومن الفائزين في انتخابات العام 1990 والتي تجاهلها الجيش، وتعرض للتحقيق والملاحقة والاحتجاز لمدة 9 أشهر في قاعدة عسكرية، وأضاف ثين: انتظرنا طويلاً ولكني أشعر الآن أننا حصلنا على مكاننا الصحيح، وأنا الآن رجل عجوز لكني أريد القيام بدوري.

ويواجه البرلمان والحكومة الجديدة تحديات ممثلة في التعامل مع الاقتصاد وحركات التمرد العرقية والتوترات الدينية مع الأقليات المسلمة في البلاد، بما في ذلك اضطهاد مجتمع الروهينغيا، وللمرة الأولى في التاريخ لم يكن هناك نائبًا مسلمًا في البرلمان إلا أن هناك تركيزًا على آمال وتوقعات العهد الجديد مع برلمان 2016.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان بورما تودع الديكتاتورية العسكرية بانتخاب 100 معارض في البرلمان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon