اجتمع قادة أقوى دول العالم في تركيا، الأحد، في محاولة للاتفاق على خطة لهزيمة "داعش"، ردا على الفظائع التي ارتكبها في باريس.
وذكر الرئيس التركي في قمة G20 أن الوقت قد حان لوضع حد للكلام، والبدء في اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة الإرهاب.
وقد عجز ديفيد كاميرون عن وعد نظرائه بانضمام بريطانيا لغارات جوية في سوريا؛ نظرًا لأن نائب حزب العمال جيرمي كوربين قد تعهد بالتصويت ضد أي عمل عسكري، ومع تصاعد العنف، تزايد الانقسام في أوروبا بشأن كيفية التعامل مع أزمة المهاجرين والتي استغلها "داعش"، إذ يوجد سوري واحد على الأقل بين المسلحين الذين نفذوا عمليات باريس الإرهابية، والذي تمكن من الدخول إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان.
وتم تشديد الإجراءات الأمنية في تركيا قبيل قمة G20، فقبل ساعات من توافد زعماء العالم، فجر مهاجم انتحاري نفسه أثناء مداهمة الشرطة لمخبأ يشتبه في أنه لـ"داعش" في مدينة غازي عنتاب التركية.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو الرئيس الوحيد في العالم الذي لم يحضر قمة G20 في تركيا، وقال إنه سيبقى في باريس لمتابعة الإجراءات الأمنية المشددة والتي أعقبت هجوم يوم الجمعة المميت على يد مسلحي داعش، والتي قتل فيها أكثر من 120 شخصًا وأصيب العشرات بجروح خطيرة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القضية تهيمن على القمة: "نحن الآن في نقطة تنتهي فيها الكلمات لنبدأ في مكافحة الإرهاب".
وقد نشرت داعش بيانًا على الإنترنت تربط فيه بين الهجوم المميت على باريس وبين انضمام فرنسا للغارات الجوية في سوريا، في حين تنفذ بريطانيا ضربات صاروخية يومية ضد المتطرفين في العراق، لكن مجلس العموم البريطاني لم يأذن بعد للقوات الجوية الملكية البريطانية أن تجري عمليات مماثلة في سوريا، ومن المتوقع أن يلجأ كاميرون لمحادثات ثنائية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليحثه على المساعدة في إيجاد حل للحرب الأهلية الدامية في سوريا، بما في ذلك تنحي الرئيس الأسد.
ويواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما أيضًا انتقادات لادعائه بأن داعش في طريقه إلى الزوال، قبل ساعات من هجمات باريس.
وسوف يستخدم الزعماء الأوروبيون قمة مجموعة 20 للمطالبة بمزيد من الإجراءات لمنع تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين على بلادهم، فقد دعت فرنسا لتشديد القيود على الحدود الأوروبية لمنع دخول الإرهابيين من الخارج والحد من استخدام قوانين حرية الحركة والسفر في جميع أنحاء القارة.
وسوف تبدأ بريطانيا في تكثيف عمليات التفتيش الأمنية على اللاجئين السوريين الذين سيصلون إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع، كما أنها سوف تبدأ في إجراءات بيومترية في مخيمات اللاجئين، للكشف عن أي إرهابي محتمل، كما قالت الحكومة البولندية إنها لن تقبل لاجئين من دون ضمانات أمنية.
وعلى الرغم من تزايد القلق العام حول أعداد المهاجرين الذين يصلون في أوروبا، والخوف من استغلال داعش لتلك الأعداد، إلا أن رئيس بروكسل جان كلود يونكر رفض إجراء إصلاح شامل لشرطة الهجرة في الاتحاد الأوروبي.
وحث رئيس المفوضية الأوروبية زعماء العالم على عدم معاملة طالبي اللجوء على أنهم إرهابيون، وقال يونكر: "أولئك الذين نظموا هذه الهجمات، والذين قاموا بها، هم من يفروا منهم هؤلاء اللاجئين".
وقال للصحفيين في قمة G20: "ليس هناك حاجة لمراجعة سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن اللاجئين بالكامل".
كما قال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك إن هناك دلالات بأن الهجمات على قوات المعارضة المعتدلة في سوريا هي ما خلقت طوفانًا جديد من اللاجئين.
وصرّحت الولايات المتحدة وحلفاؤها بأن الطائرات الحربية الروسية في سوريا استهدف معظمها المعارضة المعتدلة للرئيس بشار الأسد، بدلًا من مسلحي الدولة الإسلامية، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دحض هذه المزاعم.
وقد منحت تركيا قواعدها الجوية لقوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة لشن هجمات ضد داعش، نظرًا لاشتراكها في الحدود مع سوريا.
وتأتي القمة بعد يوم واحد من اتفاق الدبلوماسيين المجتمعين في فيينا على جدول زمني للانتقال السياسي في سوريا، مع تحديد تاريخ 1 كانون الثاني/يناير لبدء محادثات بين حكومة الأسد والمعارضة، مع بقاء دور الأسد في مستقبل سوريا مجهولًا، وقد تم استبعاد داعش والقاعدة فقط من اتفاقية وقف إطلاق النار المقترحة.
وأعلن كاميرون في وقت سابق من هذا الأسبوع عن مساعدات من المملكة المتحدة لتركيا بقيمة 275 مليون جنيه استرليني خلال العامين المقبلين، لمساعدتها على التعامل مع تدفق نحو مليوني لاجئ سوري.
وتعهد زعيم حزب العمال جيرمي كوربين بمعارضة أي تمديد لمشاركة بريطانيا في الضربات الجوية على داعش، داعيًا إلى حل "سلمي" للنزاع في سوريا.
أرسل تعليقك