لندن - سليم كرم
لم تتفق رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عما إذا كانتا ستتناقشان بشأن خروج بريطانيا "بريكست" أثناء زيارة ماي إلى برلين، وذلك خلال حضور ماي لقمة مصغرة مع قادة الاتحاد الأوروبي، والرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما في العاصمة الألمانية برلين.
وجاء الاجتماع وسط تهديدات من الحليف الرئيسي لميركل، من أن بريطانيا تواجه المساهمة في خزائن بروكسل، لأكثر من عقد من الزمان بعد الخروج، وفي حين أخبرت ماي الصحافيين أنها ستطلع ميركل على تطورات عملية الخروج، بيّنت الأخيرة أنها لن تتحدث عن القضية. وأضافت ماي خلال ظهورها أمام الكاميرات بعد ظهر الجمعة، "سأطلع المستشارة ميركل على ما توصلنا إليه من استعدادات الخروج، ونحن نعمل على الطريق الصحيح، ونستعد لتحريك المادة 50 بحلول نهاية مارس/ أذار 2017، ونريد أن تتم العملية بشكل سلس ومنظم، للتوصل لحل يناسب مصلحة بريطانيا وشركائنا الأوربيين أيضا".
وأوضحت ميركل قائلة "لن نناقش اليوم ما يتعلق برغبة بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولن يكون ذلك في أجندة أعمالنا، لأن رئيسة الوزراء أكدت لنا أن بريطانيا لن تحرك المادة 50 إلا بحلول نهاية مارس/ أذار". وجاءت التوترات بعد أن أشار وزير المالي الألماني فولفانغ شوبل، إلى نهج صعب للمفاوضات التي تلوح في الأفق، لافتًا إلى التزام بريطانيا بالقواعد الضريبية، والتي ستقيدها فيما يتعلق بالحوافز الممنوحة، للحفاظ على المستثمرين في البلاد. وأصّر شوبل على أنه لن تكون هناك صفقة، لا سيما للحد من حرية الحركة، إذا أرادت أن تبقى بريطانيا، كجزء من السوق المشتركة. وأضاف متحدث باسم داوننغ ستريت "أوضحنا دائمًا أننا طالما لا زلنا أعضاء في الاتحاد الأوروبي، فإننا سنفي بالالتزامات والواجبات تجاه الاتحاد الأوروبي، وما سيحدث عند خروجنا من الاتحاد هو عملية تفاوض".
والتقت ماي أوباما الذي يجري جولة وداع، قبل أن يسلم منصبه لدونالد ترامب في يناير/كانون الثاني. وأوضحت مصادر بريطانية أن المناقشة اقتصرت على العلاقات بين بريطانيا وواشنطن، بدلًا من التحدث عن نتيجة الانتخابات الأميركية، وحضر اللقاء زعماء من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، ويأتي نهج ألمانيا المتشدد بعد أن قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في أكتوبر/ تشرين الأول، إنه يجب أن تدفع بريطانيا ثمن قطع علاقتها مع بروكسل، وأشار شوبل إلى أن مبدأ حرية الحركة جزء أساسي من السوق الواحدة، وأن تغيير المبادئ الأساسية للاتحاد سيضرب شركات الخدمات المالية، مضيفًا "لا يوجد قائمة طعام حسب الطلب، فإما القائمة كاملة أو لا شيء، ودون عضوية السوق الداخلي ودون قبول الحريات الأساسية الأربعة للسوق الداخلي، لن يمكنهم الوصول الحر للمنتجات المالية أو المؤسسات المالية".
وأعرب أوباما عن أمله في أن تسير مفاوضات الخروج على نحو سلس ومنظم، وتدخل أوباما في حملة استفتاء بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق من هذا العام عندما أشار إلى أن بريطانيا ستوضع على قائمة الانتظار، للتوصل لاتفاق تجاري مع أميركا إذا قطعت علاقاتها مع بروكسل. وأضاف بعد لقاء ميركل في برلين "أمل أن تسير مفاوضات الخروج على نحو منظم للحفاظ على أكبر قدر ممكن من العلاقات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي واحد من أعظم الإنجازات في العالم، ويجب أن نحافظ على هذا الإنجاز وأن نحارب من أجله".
وكانت قضية مكافحة "داعش" بندًا رئيسيًا على جدول أعمال القادة بجانب العقوبات ضد روسيا بسبب تدخلها في أوكرانيا، وحاول أوباما طمأنة الحلفاء بشأن دعم ترامب لحلف الناتو، وانتقد ترامب سابقًا أعضاء الناتو بشدة لفشلهم في ضرب أهداف الإنفاق العسكري، معتمدين على أميركا، وذكر الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج اليوم، أنه واثق من أن الرئيس الأميركي الجديد سيلتزم بالتحالف، مضيفًا "أثق تمامًا من أن ترامب سيحافظ على قيادة أميركا للحلف". وأوضح أنه سيخبر ترامب بأن زيادة الإنفاق على الدفاع الأوروبي، واحد من أهم أولوياته وأنه أثار الأمر مع كل أعضاء حلف الناتو.
أرسل تعليقك