لا تزال قضية اختفاء الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، تثير جدلًا واسعًا، على الصعيد العالمي، حيث يتساءل العالم أجمع، أين اختفى الصحافي، وفي هذا الصدد اتجه وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى العاصمة السعودية الرياض لمناقشة هذه القضية، ومن ثم يتوجه إلى تركيا، ولكن من هو بومبيو الذي يتولى كل ذلك.
خليفة ريكس تيلرسون
التقى وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مع العاهل السعودي الملك سلمان، لمناقشة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ويُشاع أن كاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست"، قد مات أثناء الاستجواب في القنصلية السعودية في اسطنبول، وقد تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالتحقيق في القضية.
وتقع عيون العالم على مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق، بومبيو، الذي خلف ريكس تيلرسون في مارس/ آذار، وبدأت تتساءل أكثر عنه، فقبل تقلده منصب مدير وكالة المخابرات المركزية لمدة 14 شهرًا، وتطوير علاقة وثيقة مع ترامب من خلال تقديم الإحاطة الإعلامية اليومية، كان السيد بومبيو عضوًا في مجلس النواب عن الحزب الجمهوري ، يمثل ولاية كنساس.
ودافع السيد بومبيو عن استخدام وكالة المخابرات المركزية للتعذيب أثناء إدارة الرئيس السابق جورج بوش، قائلًا، "هؤلاء الرجال والنساء ليسوا من الجلادين، بل هم وطنيون، كانت البرامج المستخدمة وفقا للقانون وفي الدستور".
مؤيد لاستمرار معتقل غوانتانمو
كما دعا إلى إبقاء معتقل غوانتانمو مفتوحًا للعديد من السجناء الذين يعتقد أنهم أعضاء في جماعات متطرفة في كوبا، مستعينًا بحجة القانون الدولي أن الولايات المتحدة لا تزال في حالة حرب.
تخرج بومبيو من جامعة وست بوينت، وخدم كعضو في الجيش الأميركي في ألمانيا، وفي حرب الخليج الأولى، وبعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، عمل بومبيو كمحامي في شركة "كوتش إندستريز"، ويقود تكتل الأخوان تشارلز وديفيد كوخ، اللذين كانا مؤيديين ماليين وأيديولوجيين موثوقين إلى حد كبير لترامب، وتلقى بومبيو الآلاف من المساهمات السياسية الموظفين أثناء توليه المنصب.
وأشار ترامب إلى أن بومبيو على أنه يمتلك نفس "عملية التفكير" التي ينتهجها، مما يعني أن سلفه، تيلرسون، لم يكن كذلك، وقد وصفت نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي استقالت في الأسبوع الماضي، أن قرار تعين بومبيو مهم جدًا.
وقال مسؤول في الإدارة عند تعيينه متحدثًا بشرط عدم الكشف عن هويته، "بومبيو أكثر مديري وكالة المخابرات المركزية يعلق في الذاكرة، إنه غارق في المسائل المتعلقة بالسياسة بطريقة أثرت على العديد من المهنيين في الوكالة".
يتبع نفس طريقة تفكير ترامب
ولدى بومبيو نفس تفكير ترامب فيما يخص الصفقة النووية الإيرانية، في أكتوبر / تشرين الأول 2017، قرر الرئيس عدم إعادة التصديق على الاتفاق التاريخي، الذي وقعت عليه إيران، وست قوى عالمية، وهو إنجاز للرئيس السابق باراك أوباما، مما فتح الباب أمام فرض عقوبات اقتصادية أشد قسوة على إيران، وكان تخفيفها حافزًا أساسيًا لإيران للامتثال للصفقة.
وتعهدت طهران، بكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف بعض القيود الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وواصل الحلفاء الأوروبيون، وحتى السيد تيلرسون، طبقًا لبعض التقارير، حث الرئيس على تمديد تخفيف العقوبات من أجل إنقاذ الصفقة، ولكن لم يسمع ترامب هذا الرأي من بومبيو مطلقًا.
والقضية الأخرى التي تضع ترامب وبومبيو في نفس مجال التفكير، هي القضية العامة للجماعات المتطرفة، فبصفته عضوًا في الكونغرس، فقد انتقد بومبيو أوباما بشكل روتيني لعدم استخدامه مصطلح "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، عند الإشارة إلى جماعات مثل القاعدة أو داعش، حيث إن ليس لديه مشكلة في تأطير التطرف، لاسيما في الشرق الأوسط، كمسألة قائمة على الدين.
لا يهاجم روسيا العدو اللدود لأميركا
إن إقالة تيلرسون لإفساح الطريق أمام مايك بومبيو تبعه بسرعة قول تيلرسون، إن تسميم الجاسوس الروسي سكربيال وابنته في المملكة المتحدة، كان "عملًا فظيعًا للغاية"، ويبدو واضحًا تورط روسيا، ووصف موسكو بأنها تزعزع استقرار العالم وتمارس تصرفات غير مسؤولة، وفي الساعات التي سبقت إقالته، قال تيلرسون أيضًا إن التسمم المزعوم لروسيا، في الأماكن العامة وعلى الأراضي الأجنبية، يمكن "بالتأكيد أن يثير رد فعل" من منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي، تشاك شومر، الذي كان منتقدًا طويلًا لقرار الرئيس بإقالة تيلرسون، إنه يأمل أن يتمكن السيد بومبيو من "فتح صفحة جديدة"، وتشديد السياسات تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
وقال بومبيو لـ "فوكس نيوز"، "يجب على الأميركيين أن يطمئنوا إلى أننا لدينا فهم جيد للبرنامج الروسي، وهم في مأمن من تهديدات فلاديمير بوتين".
وفي حين أن ريكس تيلرسون، وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة نفط وغاز تكساس، ابتعد عن التغطية الإعلامية كلما أمكن، رحب بومبو بذلك، وقد دافع مرارًا وتكرارًا بشكل علني عن ترامب أثناء التحقيقات الجارية في مكتب التحقيقات الفيدرالي والتحقيقات في الكونغرس، بشأن التواطؤ المحتمل بين أعضاء فريق حملة ترامب والمسؤولين الروس.
أرسل تعليقك