أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أنه تم تحديد موعد ومكان عقد الاجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ليخلق جوًا من التشويق للمحادثات غير المسبوقة والتلويح بالتقدم في عملية تحرير ثلاثة أميركيين في كوريا الشمالية، حيث قال البيت الأبيض إن الاجتماع الأول بين قادة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية يمكن أن يتم في الأسابيع المقبلة، ومن المتوقع أن يدفع ترامب كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها النووية.
ترامب لم يعلن عن المكان أو الوقت
وتعد المنطقة منزوعة السلاح، بين الشمال وكوريا الجنوبية وسنغافورة من بين الخيارات الرئيسية التي يتم النظر فيها لعقد القمة، وأعرب ترامب هذا الأسبوع عن تفضيله لهذه المنطقة، لكنه أشار أيضًا إلى إمكانية عقدها في سنغافورة.
وكان "بيت السلام" في المنطقة المجردة من السلاح المكان المناسب لعقد قمة الشهر الماضي بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون غاي إن، وقال مسؤولون إن مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، جون بولتون، سيناقش القمة مع نظيره الكوري الجنوبي تشونغ ايوي يونغ في البيت الأبيض يوم الجمعة.
ولم يعط ترامب، أي تفاصيل عن موعد أو مكان المحادثات، ولم يقدم مسؤولو البيت الأبيض المزيد من التوضيحات، وتنظر الحكومة الأميركية في تقارير تفيد بأن ثلاثة أميركيين تم اعتقالهم في السنوات الأخيرة في كوريا الشمالية قد نقلوا حديثًا من معسكر عمل إلى فندق قريب من بيونغ يانغ، مع تزايد التوقعات بأنهم سيُطلق سراحهم قبل القمة.
علامة على حسن النية
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض الخميس، إنه إذا كانت كوريا الشمالية ستفرج عن الأميركيين الثلاثة "فسنرى بالتأكيد هذا على أنه علامة على حسن النية" قبل قمة ترامب وكيم.وأشار ترامب، الذي كان يتحدث إلى الصحافيين خارج البيت الأبيض، قائلًا "نجري محادثات جوهرية مع كوريا الشمالية وقد حدث الكثير من الأشياء بالفعل فيما يتعلق بالرهائن الأميركيين، أعتقد أنكم سترون أشياء جيدة للغاية"، كما صرح ترامب للصحافيين يوم الجمعة بأنه لا يفكر في تقليص وجود الجيش الأميركي في كوريا الجنوبية، كجزء من المفاوضات.
وقال قبل رحلة إلى دالاس بولاية تكساس حيث سيخاطب الرابطة الوطنية للبنادق "مسألة القوات ليست على مائدة المفاوضات"، لكنه قال أيضًا إنه سيود في النهاية أن يعيدهم إلى ديارهم.ويمكن إطلاق سراح المواطنين الأميركيين المتهمين بالتجسس أو الأعمال العدائية ضد كوريا الشمالية، في قرية بانمونغوم، والتي تقع في المنطقة المنزوعة السلاح بين الشمال والجنوب.
وقال مصدر في وكالة يونهاب للأنباء "أنا على علم بأن كوريا الشمالية والولايات المتحدة اتفقتا على إطلاق سراح الأميركيين من أصل كوري الثلاثة، وهم كيم هاك سونغ وتوني كيم وكيم دونغ تشول، عبر بانمونغوم غدًا."، وقال مصدر آخر إن الثلاثة يمكن إطلاق سراحهم يوم الأحد أو الاثنين.
وأكد البيت الأبيض أنه سيرحب بالإفراج عن الثلاثة أميركيين في كوريا الشمالية، كبادرة حسن نية قبل قمة مقررة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، لكنه لا يستطيع تأكيد التقارير التي تشير إلى قرب الإفراج عنهم.
الإفراج عن الثلاثة قريب جدًا
وتزايدت التوقعات بأن كوريا الشمالية ستفرج قريبًا عن الثلاثة قبل القمة غير المسبوقة في الأسابيع المقبلة، وقال رودي جولياني، المحامي الرئيسي الجديد لترامب، لقناة فوكس نيوز، إن بيونغ يانغ ستفرج عنها في وقت مبكر يوم الخميس.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان جولياني على علم مباشر بالمفاوضات بشأن القضية، وقالت شبكة "سي.ان.ان" نقلا عن مصدر لم تذكر اسمه يوم الخميس إن إطلاق سراح السجناء بات وشيكا، مضيفة أن الإجراء الذي تم اتخاذه لهذه الخطوة تم قبل شهرين عندما سافر وزير الخارجية الكوري الشمالي إلى السويد واقترح الفكرة.
وقالت ساندرز للصاحفيين "لا يمكننا تأكيد صحة أي من التقارير الحالية عن إطلاق سراحهم، لكننا بالتأكيد سنرى ذلك كدليل على حسن النية إذا ما أطلقت كوريا الشمالية سراح الأميركيين الثلاثة قبل إجراء محادثات بين الرئيس ترامب وكيم جونغ أون".
والثلاثة هم المبشر الكوري الأميركي كيم دونغ شول، ألقي القبض عليهم في عام 2015، وكيم سانغ دوك، المعروف أيضا باسم توني كيم، الذي عمل لمدة شهر في التدريس في جامعة بيونغ يانغ للعلوم والتكنولوجيا الممولة من الخارج قبل اعتقاله في عام 2017، وكيم هاك سونغ، الذي قام بالتدريس أيضًا في نفس الجامعة واعتُقل في عام 2017.
ولم يذكر ترامب كوريا أو السجناء عندما تحدث في مناسبة صلاة في البيت الأبيض يوم الخميس، وتم اعتقال كيم دونغ شول فقط قبل أن يصبح ترامب رئيسا في يناير/ كانون الثاني 2017.
وتبحث الولايات المتحدة في تقارير تفيد بأن الأميركيين قد تم نقلهم حديثا من معسكر عمل إلى فندق بالقرب من بيونغ يانغ، ومن المتوقع أن تعقد القمة بين ترامب وكيم في أواخر مايو/ آيار أو أوائل يونيو/ حزيران.
النزع الكامل للنووي أساس المحادثات
وفي التحضير للقمة، قالت إدارة ترامب إنها تريد "نزع السلاح النووي الكامل والشامل الذي لا رجعة فيه" من كوريا الشمالية، ولكنها قدمت تفاصيل قليلة عن الاستراتيجية التي ستستخدمها في المحادثات.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن كيم أبلغ الدبلوماسي الصيني، وانغ يي، عضو مجلس الدولة الصيني، اليوم الخميس أنه ملتزم بنزع السلاح النووي، في الوقت الذي تتسارع فيه الجهود الدبلوماسية لتحقيق السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت وزارة الخارجية الصينية بعد أن اجتمع وانغ مع كيم في بيونغ يانغ، "كيم جونغ أون قال إن تحقيق نزع السلاح النووي لشبه الجزيرة هو الموقف الثابت للجانب الكوري الشمالي".وأعلنت كوريا الشمالية يوم الأحد أنها ستغلق موقعها الرئيسي للتجارب النووية الشهر المقبل لكن بعض المسؤولين الأميركيين يشككون في أن بيونغ يانغ ستتخلى عن ترسانتها النووية.
ووعد ترامب بأن يضمن ألا تحصل كوريا الشمالية على القدرة على صنع قنبلة نووية يمكن أن تضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم بنسلفانيا إن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس يؤجل خططه للسفر إلى البرازيل هذا الشهر لضمان تركيز موارد السياسة الخارجية على محادثات ترامب مع كيم.
ولم يحدد بعد الموعد والمكان المحددان للاجتماع بين ترامب وكيم، اللذين ألقيا إهانات شخصية وانتقدا بعضهما بعضًا في العام الماضي بسبب طموحات كوريا الشمالية في مجال الأسلحة النووية، وقد ساعد التغيير في النبرة في اجتماع الأسبوع الماضي بين كيم والرئيس الكوري الجنوبي مون غاي إن، حيث تعهد الطرفان بالعمل من أجل "نزع السلاح النووي الكامل" لشبه الجزيرة الكورية، وقال ترامب إنه سيواصل الضغط على بيونغ يانغ من خلال العقوبات قبل اجتماعه مع كيم.
أرسل تعليقك