واشنطن ـ يوسف مكي
ظهر النائب العربي في الكنيست، أحمد الطيبي، على فضائية "سي إن إن" بعد فترة وجيزة من تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل أسبوعين، حيث صرح ترامب بأنه ملتزم بالتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن ليس بالضرورة أن يكون حل الدولتين، ليوضح الطيبي، في لقائه مع "سي إن إن" ماذا تعني "دولة واحدة".
وأكد الطيبي، "إذا كان هذا ما سيكون عليه الحال، سوف أرشح نفسي لمنصب رئيس الوزراء، واستطيع أن أؤكد لكم أنني سوف أفوز بأصوات أكثر من نتنياهو "، وقالت الكاتبة كارولينا لاندسمان، في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، "في الطريق للقاء الطيبي في مكتبه في الكنيست هذا الأسبوع، تذكرت الرسالة التي تم إرسالها إلى صحيفة هآرتس العام الماضي ردا على الجدل الذي أثير حول مقال نشر عن معنى أن تكون إسرائيل دولة "يهودية وديمقراطية"، وأشارت حينها الكاتبة، لافي ريمون "من يتحدث عن "يهودية وديمقراطية" الدولة يتهرب من القضية الرئيسية، حيث أن الدولة الديمقراطية خيار غير مجدي في المستقبل، فالأقلية، كل أقلية، يمكن أن تصبح أغلبية".
وتضيف الكاتبة، لن يكون أمام الديمقراطيين الإسرائيليين، أي خيار في اللحظة التي يتم فيها تجاهل رؤية حل الدولتين، ولو على سبيل الجدل، واعتماد رؤية الدولة الواحدة بدلا منها، - حتى قبل ضم ملليمتر من الأراضي الفلسطينية المتبقة – حينها عليك تخيل احتمال أن الأقلية الفلسطينية ستصبح الأغلبية، وهذا بالضبط ما دعا إليه عضو الكنيست الطيبي للقيام به.
يعد أحمد الطيبي هو أول من تحدث عن خطر حل "الدولة الواحدة" بالنسبة لإسرائيل، وعند سؤاله عن أول شيء يفعله إذا أصبح رئيسًا للوزراء، قال: "التأكيد على أن مبدأ المساواة بين جميع المواطنين هو القيمة الأساسية في البلاد"، وهو ما ينص عليه إعلان استقلال إسرائيل في أن الدولة ملتزمة بالمساواة الاجتماعية والسياسية لجميع مواطنيها، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس.
وأضاف أنه سوف نقوم بإلغاء إعلان الاستقلال واستبداله بإعلان مدني يمثل جميع المواطنين: "اليهود والمسلمين والمسيحيين والدروز"، الشعب بأكمله، فلا يمكن الدفاع عن دولة ديمقراطية قائمة على دستور يهودي في الأساس"، وأن البرلمان هو من يقرر أسماء البلاد، مع تغيير العلم، والنشيد الوطني.
وبشأن قانون العودة "قانون تمكين جميع اليهود من الإقامة والعيش في إسرائيل"، أشار إلى أن "هذا القانون سيتم إلغائه تلقائيًا، لأن البلد لن تكون دولة يهودية كما هي عليه الآن، فإن خيار الدولة الواحدة لا يشبه إسرائيل حاليا، سيكون شيئا مختلفا، فلماذا يجب أن يكون اليهود قادرين على العودة هنا والفلسطينيين لا.
وبخصوص قانون حق العودة "للاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 وذريتهم"، أفاد أن البلاد ستكون مفتوحة لجميع اليهود والفلسطينيين من كل مكان في العالم، ويكون هناك مساواة في دخول البلاد وفي العودة لجميع المواطنين - اليهود والعرب، لكن قانون العودة الجاري، يجسد يهودية الدولة، وهو ما رفضه"، وبعبارة أخرى، دولة واحدة تعنى تفكيك دولة إسرائيل، لأن "الدولة الديمقراطية الواحدة سيكون لها شكل مختلف عن الدولة الجارية لإسرائيل".
ولد أحمد الطيبي البالغ، 58 عامًا، في بلدة الطيبة العربية في وسط إسرائيل، ودرس الطب ولكن لم يعمل به "لم يكمل تدريبه في أمراض النساء"، وشغل منصب المستشار السياسي للزعيم الراحل لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، وحاليا عضو في فصيل تعال لحزب القائمة العربية المشتركة، ويضع الطيبي صورة مكتوب فيها الكلمة الشهيرة لمارتن لوثر كينغ "لدي حلم"، كصورة شخصية لحساب "الواتس آب" الخاصة به ما يبدو أنه من الصعب بالتأكيد على أن تفكير الطيبي في استخدام الشعار من أجل النضال المدني من لتحقيق المساواة بين اليهود والعرب.
أرسل تعليقك