جدة ـ سعيد الغامدي
أعلن الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني، أن نجاح مساعي تطويق الأزمة التي يقودها الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت مع دولة قطر يتوقف على القيادة القطرية فقط، مشدداً على أن البحرين كانت أكثر الدول تضرراً من النهج القطري، وقال إن البحرين عانت من التآمر القطري عليها من دعم للمخربين وللمنظمات التي تستهدفها، إلى حملات التشويه الإعلامية التي مارستها قطر عبر ذراعها الإعلامية تجاه مملكة البحرين.
وشدد الوزير البحريني على أن شروط عودة العلاقات هي تصحيح السياسات القطرية والمسار الذي اتخذته دولة قطر، والابتعاد عن عدو الخليج الأول إيران التي تتآمر على دول الخليج للهيمنة عليها. كما أكد تطابق الموقف البحريني مع الموقف السعودي في هذه الأزمة... وقال الشيخ خالد في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" عن لقائه مع الملك سلمان بن عبد العزيز: كان لقاء مهما ولا يختلف عن اللقاءات السابقة. وقد حصل اتفاق تام وتنسيق مشترك وموقف واحد، وقاعدة صلبة ما بين بلدينا، خصوصاً عندما تكون الظروف مثل الظروف التي نمر فيها اليوم مع الموقف الواضح والصلب تجاه الخطر القادم علينا من دولة قطر. كان هناك اتفاق تام أن على قطر أن تغير من سياساتها، وأن عليها أن تصحح مسارها، وأن تلتزم بالاتفاقات والتعهدات التي وقعتها في الفترة السابقة، وأن الطريق الآن يجب أن تكون مضمونة، وأي تعهد يجب أن تكون له ضمانات، وهذا ما تم الاتفاق عليه بين خادم الحرمين والملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وردًا على سؤال يقول: هل أخطأت قطر في حق البحرين حتى تأخذ هذا الموقف الحاد منها؟ أجاب وزير الخارجية البحريني: "نعم ولفترة طويلة، منذ 20 أو 21 سنة كان هناك تحامل كبير على البحرين، رغم أننا كنا في منظومة واحدة، وشعبنا واحد من أصول واحدة، ومن قبائل واحدة، ومن أسر واحدة؛ فإن سياسة قطر كانت متحاملة جداً، وأساءت للبحرين في مختلف الأنحاء، وساندت أناسا كان همهم تخريب البحرين، ودعمتهم بالمال وبكل ما كانوا يريدون. وحتى في عام 2011 كان لهم موقف داعم للأحداث التي شهدتها البحرين، وكانوا يتحدثون باسم المخربين في البحرين ويدافعون عنهم، وهذه المواقف أساءت للبحرين".
واضاف: "أيضا قناة الجزيرة حدث عنها ولا حرج. فكم عملت في مملكة البحرين من إساءات، ومن أخبار كاذبة ومن حملات إعلامية كان هدفها تشويه سمعة مملكة البحرين، وهو البلد الذي يحتل مراتب متقدمة في مؤشرات التنمية البشرية. كانت قناة الجزيرة تظهر البحرين والبحرينيين بصورة سيئة، إضافة إلى دعمهم للمنظمات الدولية التي تمتهن مسألة حقوق الإنسان كمهنة، يدعمونها للتركيز على مملكة البحرين. هذا الشيء الذي عانينا منه، إضافة إلى التدخل في أمور كثيرة أخرى، وهذا ما يجب أن يتوقف. نحن أكثر من عانينا من الأشقاء، وكنا صابرين كرامة لأشقائنا في دول المجلس... والآن ما دام وعى الأشقاء هذا الموضوع وانتبهوا فنحن وهم على موقف واحد، ولن نتردد لحظة حتى يصفى الجو في مجلس التعاون، ويخلو من هذه السياسات الخاطئة، ويخلو من كل هذا الخروج عن الصف الذي عانينا منه طوال الفترة الماضية".
وحول شروط دول مجلس التعاون لنزع فتيل التوتر وإنهاء هذا الخلاف مع دولة قطر؟ قال الشيخ خالد: "الشروط واضحة، وكل من يقرأ المشهد يعرف هذه الشروط. كان هناك صبر كبير على خروج قطر عن المسار الواحد الذي تسير عليه دول مجلس التعاون، وعلى قطر أن تصحح هذا المسار تصحيحا واضحا، وعليها أن تعود لكل ما تعهدت به من قبل، وبكل ما يتطلب منها لعودة العلاقات. وهذا يجب أن يكون واضحاً. عليها أن توقف الحملات الإعلامية، وعليها أن تبتعد عن عدونا الأول إيران، وأن تعي أن مصالحها معنا وليس مع بلد يتآمر علينا ويريد أن يهيمن علينا، وأن يفرقنا بلدا عن الآخر. عليها أن تترك دعم المنظمات الإرهابية، سواء كانت سنية أو شيعية. وأن تكون سياستها لصالح شعبها. نحن والشعب القطري أسرة واحدة، وهم منا وفينا، ومصالح واحدة، فيجب أن تكون سياساتنا مبنية على ذلك، وليس مع الأغراب والمتآمرين والبعيدين الذين يريدون الهيمنة على دولنا وعلى مقدراتنا".
وسئل أخيرًا عن رأيه في جولة أمير الكويت فقال: "الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت له كل التقدير وكل المكانة الرفيعة في قلوبنا جميعاً، وهو رجل خير يسعى دائماً لحل الأمور، ويسعى لأن تكون الأمور أفضل، لكن في هذا الوضع أنا أحمل قطر المسؤولية في عدم إنجاح هذه المساعي، وأحملهم المسؤولية لأنهم لم يعطوا الشيخ صباح الفرصة في أن يضع الجميع على طاولة واحدة، وأن نعمل مع بعضنا. فكل تعهداتهم وآخرها تعهد الرياض أمام الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله، وكان الشيخ صباح موجودا، وكان هناك ورقة، وكان هناك شيء مكتوب، وأيضا لم ينفذوه. مسألة نجاح هذه المساعي وما هي نتائجها وماذا ستحقق، كلها تتحملها دولة قطر".
أرسل تعليقك