حذر أليكس يونغر، رئيس "جهاز الاستخبارات السرية" البريطانية، من أنه في الوقت الذي تشكل فيه روسيا تهديدا واضحا لبريطانيا والغرب، فإن "هيمنة الصين على التقنيات الناشئة تفرض مخاطر كبيرة على الأمن في المستقبل"، مؤكدا على "ضرورة دراسة قضايا مثل تكنولوجيا الجيل الخامس، والتي تعتمد على المعرفة الفنية الصينية من أجل الرفاهية المستقبلية للبلاد".
وقال يونغر: "في الأساس، القوة والمال والسياسة تتجه نحو الشرق، هذا هو الواقع السياسي الذي نحتاج إلى التكيف معه، هذا شيء نحتاج حقاً الحديث عنه، حيث مستقبل المعرفة موجود."
وذكرت صحيفة الـ"إندبندنت" البريطانية، أنه في خطاب علني ونادر ليونغر، قال إنه "اهتم بشكل خاص بالبيان الأخير الذي أصدره الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تحت عنوان (صنع في الصين)؛ للسيطرة على الاتصالات الذكية، والذكاء الاصطناعي، والبيولوجيا الاصطناعية وعلم الوراثة". وأضاف يونغر:" لدينا بعض القرارات لنتخذها هنا.. نحن بحاجة إلى النظر في ذلك، وإلى الحديث أيضا. ولن يكون الأمر سهلا."
وفي خطابه الثاني منذ توليه منصبه منذ 4 سنوات، تحدث يونغر عن التهديدات المتعلقة بالتجسس التكنولوجي، والأنشطة الخبيثة للقوى الأجنبية، وقال:" نهجنا في ربط تكلفة النشاط الخبيث ينطبق أيضا على الهجمات السيبرانية، كما حدث في مارس/ آذار هذا العام، عندما نسبت المملكة المتحدة مسؤولية هجوم نوتبيتيا NotPetya على أوكرانيا، والذي أثر أيضا على المملكة المتحدة، إلى الحكومة الروسية."
وأضاف:"إن التهديد المتزايد للدولة يتعلق بشكل متزايد بخصومنا حيث استغلالهم المتزايد للتكنولوجيا الحديثة، لذا ببساطة، علينا أن نبتكر أسرع مما يفعلون. والواقع أن الأجيال المقبلة لن تغفر لنا إذا أصبح الأمر خلافا لذلك."
ولفت السيد يونغر:" ويتطلب ذلك التأكد من أن التكنولوجيا في صفنا وليس في صف خصومنا." ووصف يونغر "كيفية مساعدة التكنولوجيا لروسيا في تسميم الجاسوس الروسي، سيرغي سكريبال، وابنته يوليا، في المملكة المتحدة، باستخدام غاز الأعصاب، في ساليسبري". وقال:"لقد غير العصر الرقمي بيئة التشغيل بشكل عميق. البيانات المجمعة مع التحليلات الحديثة تجعل العالم الحديث شفافًا، وهي حقيقة ساهمت في إحراج جهاز المخابرات الروسي بعد هجوم ساليسبري. لكنه أيضا يمثل تحديا خطيرا إذا استخدم ضدنا."
وقد ألقى يونغر خطابه في جامعة "سانت اندروز"، حيث درس الاقتصاد وعلوم الكمبيوتر قبل الانضمام إلى الجيش البريطاني ومن ثم جهاز الاستخبارات السرية البريطانية. وأشار:" للمرة الأولى، من خلال صندوق الاستثمار الاستراتيجي للأمن القومي، نتابع نوعا مختلفًا تماما من الشراكة مع مجتمع الابتكار التقني، مما يمنح المجتمع الخاص والأكاديمي الدور الذي نحتاجه ويستحقه."
كما تحدث يونغر عن الخلافات البريطانية المحيطة باثنين من حلفاء بريطانيا المقربين في الشرق الأوسط، هما المملكة العربية السعودية، بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، والإمارات العربية المتحدة، لسجنها الأكاديمي البريطاني، ماثيو هيدغز. ووصف مقتل خاشقجي، في القنصلية السعودية في اسطنبول في أوائل أكتوبر / تشرين الأول، بأنه "مروع، ووحشي للغاية"، مشدداً على "وجوب إجراء تحقيقات كاملة وشفافة في ما حدث".
وفي ما يتعلق بسجن البريطاني هيدغز، قال يونغر إنه "مرتبك بسبب اتهامات سلطات الإمارات بأنه كان جاسوساً"، وأضاف:"لا أستطيع فهم كيف توصل شركاؤنا الإماراتيون إلى هذه الاستنتاجات."
يذكر أن اتهامات وجهت إلى روسيا بالتدخل في السياسة الغربية، بما في ذلك سباق الرئاسة الأميركية الذي أوصل دونالد ترامب الى البيت الأبيض، والانتخابات في فرنسا وألمانيا، والاستفتاء على استقلال كتالونيا، وكذلك خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولكن في حين كانت هناك اتهامات بالتجسس الصناعي لبكين على الغرب، إلا أن العمل المباشر جاء حتى الآن من الدول المجاورة وليس الدول الغربية. فقد منعت أستراليا ونيوزيلندا شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" من توفير "تقنية 5G " بسبب الأمن القومي.
أرسل تعليقك