كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي هذا الأسبوع عن ادعاءات جديدة حول التواطؤ الروسي، في الانتخابات الأميركية فى العام الماضي بعدما وُجهت اتهامات لثلاثة مساعدين سابقين للرئيس الأميركي بالتورط مع الحكومة الروسية، في اختراق الحسابات الإلكترونية للساسة الديمقراطيين، وتسريب مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني المحرجة المتعلقة بالمكائد السياسية التي نفذتها هيلاري كلينتون، وهو ما ساعد على وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
وإذا ثبت صحة تلك الإدعاءات، ستكون أوضح دليل على معرفة ترامب بمساعي روسيا لمساعدته في حملته الانتخابية من خلال نشر معلمات تسئ لهيلاري كلينتون، ومن بين الشخصيات البارزة في هذه الفضيحة المدير السابق لحملة ترامب للرئاسة، الذي اتُهم باختلاس 75 مليون دولار باستخدام حساب بنكي خارج البلاد، وأستاذ مالطي يعيش في لندن ويقال إنه حلقة الوصل مع روسيا، وابنة أخت فلاديمير بوتين، ونجل ترامب.
وبينما ترامب يبذل جهوده لينأى بنفسه عن الاشتباهات، يظهر على السطح الشخصيات المتورطة في الفضيحة اتي تجتاح الولايات المتحدة ومن الممكن أن تهدد الرئاسة الأميريية..
جورج بابادوبولوس
وصفه دونالد ترامب بأنه "رجل ممتاز" بعدما عينه مستشارا للسياسة الخارجية، وهو محامي أميركي يقيم في لندن، ويتعاون الآن مع مكتب التحقيقات الفدرالي وربما يكون هو الرجل الذي يؤدي لخروج ترامب في نهاية المطاف من البيت الأبيض.
كان قد التقى بابادوبولوس بأكاديمي مقيم في لندن يدعى البروفسور جوزيف ميفسود - الذي يُزعم أنه له صلات وثيقة بروسيا - وقدمه إلى امرأة اعتقد خاطئا إنها ابنة أخت الرئيس الروي بوتين، وكتبت له في وقت لاحق: "نحن جميعا متحمسون جدا لإمكانية وجود علاقة جيدة مع السيد ترامب"، وذكرت وثائق المحكمة أن بابادوبولوس استخدم اتصالاته داخل الحمل مرارا وتكرارا فى محاولة لترتيب اجتماع بين حملة ترامب ومسئولى الحكومة الروسية.
وبعد ظهور مزاعم عن التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، أجرى مكتب التحقيقات الفدرالى مقابلة مع بابادوبولوس لأول مرة فى يناير من هذا العام، وادعى في البداية أن الاتصالات التي أجراها مع الروس كانت قبل انضمامه إلى حملة ترامب، إلا انه بعد اعتقاله في يوليو الماضي اعترف بأنه كذب على عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي حول المواعيد، ومنذ ذلك الحين يتعاون مع المدعي الخاص روبرت مولر، وقد يواجه خمس سنوات في السجن بسبب شهادة الزور، ويمكن تخفيضها كجزء من صفقة.
جوزيف ميفسود
يُزعم أن الأستاذ البريطانى ذي العلاقات الوثيقة مع روسيا كان بمثابة حقة الصلة حملة ترامب ونظام بوتين، ووفقا لوثائق مكتب التحقيقات الفدرالي فإن البروفيسور ميفسود أبلغ جورج بابادوبولوس أن موسكو لديها معلومات تسئ لهيلاري كلينتون في شكل "آلاف رسائل البريد الإلكتروني".
وأكد ميفسود أنه هو الأستاذ المقصود في الوثيقة التى اعدها المستشار الخاص مولر، ولكنه نفى بشدة قيامة بأى مخالفات، وقال أن علاقاته مع روسيا كانت أكاديمية تماما وليس لها علاقة بالحكومة.
بول مانافورت
المدير السابق لحملة الرئيس ترامب هو أبرز الشخصيات الثلاثة التى وُجهت لها اتهامات هذا الأسبوع، ويتهمه مكتب التحقيقات الفدرالي بالعمل لحساب الحكومة الأوكرانية المدعومة من روسيا، والتي أطيح بها في عام 2014، وحزبها المؤيد لروسيا بين عامي 2006 و 2015.
وهو ينفي سلسلة من الاتهامات بالتهرب من الضرائب، والعمل غير القانوني مع حكومة أجنبية، وتقديم شهادات كاذبة للمحققين الفدراليين، وهي اتهامات تصل عقوبتها إلى السجن 20 عاما، و لكن الخبراء القانونيين فى الولايات المتحدة يعتقدون أن التهديد الذي يواجهه بقضاء فترة طويلة فى السجن قد يدفعه الى التعاون في التحقيق.
وكان مانافورت مستشارا في حملات رئسيبة سايقة لكل من جيرالد فورد، ورونالد ريغان، وجورج بوش الأب، في حين أن شركته في واشنطن كانت تمثل الدكتاتوريين الفاسدين مثل فرديناند ماركوس في الفلبين، وموبوتو سيسي سيكو في الكونو، ووافق على العمل دون راتب في حملة ترامب في مارس 2016، وسرعان ما أصبح مدير الحملة قبل إقالته بعد ثلاثة اشهر لاكتشاف تلقيه ملايين الدولارات فى دفعات سرية من الحزب الاوكرانى المدعوم من روسيا.
وهناك ادعاء أن مانافورت شارك في مناقشات مع مساعد الحملة جورج بابادوبولوس حول عقد اجتماعات مع الحكومة الروسية خلال الانتخابات، كما حضر اجتماعا مع ابن دونالد ترامب، ومحام روسي، حيث ناقشوا المعلومات المسيئة لهيلاري كلينتون.
وقد سمح للسيد مانافورت هذا الأسبوع بتسليم نفسه، ونفى التهم الموجهة أمام محكمة واشنطن، التي حددت كفالة بمبلغ 10 ملايين دولار، مع أمر بالعيش تحت الإقامة الجبرية.
ريك غيتس
اُعتقل غيتس هذا الأسبوع فى العاصمة الأمريكية، وهو شريك تجاري منذ زمن طويل لبول مانافورت، بعد ان التقى به أثناء قضائه فترة تدريب في شركة مانفورت للاستشارات فى واشنطن قبل 25 عاما، ويواجه السيد غيتس (45 عاما) اتهامات مماثلة بالعمل في الحكومة الأوكرانية المدعومة من روسيا.
وكان غيتس قد انضم إلى حملة ترامب في نفس الوقت الذي كان فيه مانافورت منضما العام الماضي، وحتى بعد إبعاد مانافورت، ظل مشاركا في الدوائر الداخلية، ولعب في وقت لاحق دورا رئيسيا في لجنة تنصيب الرئيس المنتخب.
وهو ينفي الاتهامات الموجهة له، وحصل على إطلاق سراح بكفالة قدرها 5 ملايين دولار.
دونالد ترامب الابن
كان الابن الاكبر للرئيس الأميركي أحد أطراف الفضيحة المتعلقة بعلاقات حملة ترامب مع روسيا، وكان قد انضم إلى مدير الحملة الجمهوري بول مانافورت في لقاء مع محامية روسية في عام 2016 لمناقشة المعلومات المسيئة المتعلقة بهيلاري كلينتون.
حاول ترامب الابن لعدة أشهر إنكار حدوث هذا الاجتماع الذي استغرق 30 دقيقة العام الماضي، في الطابق 25 من برج ترامب في نيويورك، ولكن بعد الكشف عن الاجتماع من خلال التحقيقات، أُجبر على الكشف عن سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني التي تداولها لترتيب الاجتماع، وعبر فيها عن حماسه لمعرفة المعلومات المتعلقة بهيلاري كلينتون.
جاريد كوشنر
اعترف الزوج المليونير لابنة دونالد ترامب إيفانكا بحضور الاجتماع العام الماضي مع دونالد ترامب الابن والمحامية الروسية، لكنه أكد إنه لم يكن لدية أي فكرة أن الاجتماع عُقد على أمل الحصول على معلومات مسيئة للسيدة كلينتون، كما أصر أنه كان مشغولا خلال الحملة الانتخابية لدرجة إنه لم يقرأ البريد الإلكتروني الذي أرسله دونالد ترامب الابن حول الاجتماع، وقال انه ادرك ان الاجتماع كان "مضيعة للوقت"، وإنه غادر مبكرًا.
لكنه أيضًا اعترف بأنه كان على اتصال مع الروس أربع مرات خلال الحملة الانتخابية والفترة الانتقالية قبل تولي ترامب مهام منصبه، بما فى ذلك عقد اجتماعات مع السفير الروسى سيرجى كيسلياك والمصرفي الروسى سيرجى جوركوف - صديق مقرب لبوتين.
ولكنه ينكر بشدة مناقشة أي شيء غير لائق مع المسؤولين الروس، وأصر على أنه لم يكن مشاركا في أي تواطؤ، ولكن المحققين يريدون أن يعرفوا بالضبط لماذا لم يكشف عن هذه الاجتماعات في البداية.
أرسل تعليقك