القدس المحتلة ـ ناصر الاسعد
بعد 12 عامًا على رحيله، سيتم اليوم الأربعاء افتتاح "متحف ياسر عرفات" في مجمَّع الضفة الغربية حيث أمضى سنواته الأخيرة في ظل الحصار الإسرائيلي. وتكلف بناء المتحف 7 ملايين دولار أميركي واستغرق بناؤه وتجهيزه سنوات. ويتتبع المتحف حياة ياسر عرفات المرتبطة بشكل لا يمحى بالتجربة الفلسطينية، ويضم المتحف جناحًا من الغرف المتواضعة التي كان يسكنها في المقاطعة التي كانت مقر القائد الفلسطيني في رام الله. ويتتبع المتحف ما يقرب من مائة عام من التاريخ الفلسطيني عبر النكبة التي يطلق عليها الفلسطينيون "الكارثة" وهي الفترة التي سبقت وتلت إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 وعمليات التهجير التي حدثت حتى وفاة عرفات نفسه في ظروف لا زالت محل نزاع قرب باريس عام 2004.
ويأتي افتتاح المتحف والاستدعاء المتعمد لذكرى شخصية سياسية مهمة في التاريخ الفلسطيني في الوقت الذي تبدو فيه حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية وواقع الشعب الفلسطيني أكثر انقسامًا، حيث تحكم فتح الضفة الغربية بينما تسيطر "حماس" على غزة. والمتحف عبارة عن مبنى أبيض أنيق على مسافة قصيرة من ضريح عرفات حيث أحضر جثمانه من فرنسا ودُفن، فيما تربط ممرات جوية مباني المتحف بمكتبه وغرفة نومه، وتعطي غرفة نومه فكرة مخيبة للآمال عن الوضع الدولي للرجل الذي تتواجد صورته بجانب صورة زعماء سياسيين آخرين مثل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، والقائد الفيتنامي فون نجوين جياب، ورئيس زامبيا السابق كينيث كاوندا، ومعمر القذافي في ليبيا، ويوجد سريره وراء حاجز زجاجي وهو مغطى ببطانية رخيصة مع خزانة صغيرة تضم 4 من الزي الرسمي وكومة من الشالات التي أصبحت علامة مميزة له وكذلك جهاز تلفاز صغير.
ويأتي افتتاح المتحف اليوم الأربعاء من قبل خليفة عرفات محمود عباس المحاصر والذي لا يحظى بشعبية كبيرة، قبل يومين من إحياء الفلسطينيين الذكرى 12 لوفاة عرفات في مستشفى قرب باريس في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 لأسباب غير معروفة، ويتهم فلسطينيون وبينهم أفراد من عائلة عرفات إسرائيل بتسميم الزعيم الفلسطيني وهي المزاعم التي تنفيها إسرائيل بشكل قاطع، فيما أغلقت فرنسا التي حققت فى المزاعم التحقيقات العام الماضي. ويتتبع المتحف حياة ياسر عرفات منذ مولده عام 1929 في القدس على الرغم من اعتقاد بعض المؤرخين بميلاده في القاهرة، وظهر عرفات كزعيم لحركة "فتح" في ذروة الصراع المسلح ضد إسرائيل وهو ما شهد تحرك عرفات حول الشرق الأوسط، بما في ذلك تونس وبيروت، بالإضافة إلى حادث تحطم الطائرة الذي نجا منه في الصحراء الليبية.
ومن المثير للدهشة المواد المتعلقة بالانتفاضة الثانية عندما كان عرفات تحت الحصار على بعد خطوات قليلة من موقع المتحف الجديد بما في ذلك لقطات فيديو للدبابات الإسرائيلية وهي تسقط جدران مقر قيادة عرفات، وهناك أيضا متجر لبيع الهدايا بما في ذلك بضائع عرفات مثل البلوزات وقبعات "البيسبول" التي تحمل صورة عرفات وأكواب تحمل شعار المتحف وكتب عن حياته وكوفية. وتابع الحلايقة " تمثل حياة عرفات أفضل فترة لاتفاق الوحدة الوطنية عما يبدو عليه المجتمع الفلسطيني اليوم، فضلا عن مشاحنات فصائل "فتح". الناس يفتقدون عرفات، إنه لا يزال باقيا في أذهانهم ، ويأتي المئات لزيارة قبره، ولا أعلم على وجه اليقين السبب الذي يجعلهم يأتون لكنهم يفعلون، والأن أصبح هناك متحف خاص بعرفات".
أرسل تعليقك