بيروت - لبنان اليوم
أنجزت دار الفتوى في لبنان، (الأحد)، انتخابات المفتين في المناطق، في خطوة وصفها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بأنها «رسالة واضحة لكل القوى السياسية في لبنان لتسارع إلى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ويلتزم الدستور والميثاق الوطني، وبخاصة وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ(اتفاق الطائف) التي أخرجت لبنان من نفق النزاعات إلى رحاب الوطن».وأُجرِيَت انتخابات المفتي المحلي في مناطق طرابلس وعكار (الشمال) وزحلة وراشيا وبعلبك الهرمل (شرق لبنان)، وحاصبيا ومرجعيون (الجنوب)، بناء على قرار دريان. وبدأت عملية الاقتراع في الدوائر الوقفية بعد التثبت من اكتمال النصاب القانوني للحضور من قبل عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى لمنطقة الانتخاب، مندوباً عن مفتي الجمهورية، ثم توالت عملية الاقتراع. وبعد إقفال الصناديق بدأت عمليات الفرز في مراكز الاقتراع كافة، وتم إعلان الفائزين.
وصادقَ المفتي دريان على نتائج انتخابات المفتي المحلي للمناطق التي جرت فيها الانتخابات؛ إذ فاز كل من: الشيخ محمد طارق إمام مفتياً لطرابلس، والشيخ زيد محمد بكار زكريا مفتياً لعكار، والشيخ علي الغزاوي مفتياً لزحلة، والشيخ وفيق حجازي مفتياً لراشيا، والشيخ أيمن الرفاعي مفتياً لبعلبك الهرمل، والشيخ حسن دلي مفتياً لحاصبيا ومرجعيون.وهنأ دريان المفتين الفائزين في الانتخابات، متمنياً لهم «النجاح في مسيرتهم الدينية والوطنية وخدمة المسلمين واللبنانيين»، سائلاً الله أن «يوفقهم في مهامهم الإسلامية الجليلة». وأثنى على جهود فريق العمل الذي قام بكل الإجراءات اللوجيستية والإدارية وحسن سير الانتخابات في المناطق كافة، وشكر للجيش ولقوى الأمن الداخلي حفظ أمن العملية الانتخابية واستقرارها.
وقال دريان: «إن هذا الاستحقاق الانتخابي واجب إسلامي ووطني تحقق بعد سنوات طويلة من غياب مثل هذه الانتخابات». وأكد أن «ملء مراكز الإفتاء في المناطق يساعد على تنشيط الدعوة الإسلامية وتنمية العقارات الوقفية والاهتمام المباشر بشؤون أئمة وخطباء المساجد والعناية بهم ورعايتهم في المناطق اللبنانية كافة».وأضاف دريان: «ما حصل من انتخابات للمفتين، رسالة واضحة لكل القوى السياسية في لبنان أن تسارع إلى انتخاب رئيس للجمهورية يجمع بين اللبنانيين ويلتزم الدستور والميثاق الوطني، وبخاصة وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ(اتفاق الطائف) التي أخرجت لبنان من نفق النزاعات إلى رحاب الوطن». وقال: «ندعو إخواننا وأبناءنا لمناسبة الأعياد الوطنية والدينية التي تطل على لبنان، إلى التمسك بالوحدة الوطنية والتعالي عن المصالح الذاتية والدخول في رحاب الوطن وتنمية ثقافة المواطنة ليعود لبنان إلى جميع أبنائه سيداً حراً عربياً مستقلاً واحة حوار وتنوع وثقافة وطنية هادفة لبناء دولة المؤسسات والقانون».
وأدلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بصوته في انتخابات مفتي طرابلس والشمال، وقال في تصريح: «اليوم مناسبة لتجديد ثقتنا بالقيّمين على هذه الدار، وقد مارست حقي بالتصويت، وأتمنى كل الخير للمرشحين، وبإذن الله، ستبقى هذه الدار هي الدار الجامعة، ونحن نلتقي من أجل جمع الكلمة، والتنافس هو من أجل الخير حتماً». وأكد ميقاتي أنه «لا تدخلات سياسية ولا اصطفافات في هذه الانتخابات بأي شكل من الأشكال، وجميع المرشحين لهم منا كل المحبة والاحترام».وأدلى وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، بصوته، ثم تحدث للصحافيين قائلاً: «الأجواء ممتازة، والهدف دائماً خدمة ورفعة هذه الطائفة الكريمة التي هي أساس من أسس البلد، ونحن هنا لننتخب مفتي طرابلس والشمال؛ مفتي الاعتدال، مفتي القيمة الوطنية المضافة، مفتي الاهتمامات الإسلامية التي لا تقل عن اهتماماته الوطنية، مفتي الجمع، مفتي جمع المشايخ وجمع أبناء البلد وجمع الطائفة على رؤية موحدة والحضارة ورفعة مجتمعاتنا ورفعة الوطن».ومن جهته، قال النائب أشرف ريفي بعد الإدلاء بصوته: «الأجواء ديمقراطية مائة في المائة»، مشدداً على أنها «العملية الديمقراطية ضمن النظام العام للمؤسسات الإسلامية»، متمنياً في الوقت عينه «الانتظام العام للمؤسسات السياسية بدءاً من انتخاب رئيس الجمهورية، ثم تشكيل حكومة وخروج البلد من هذا المستنقع ونار جهنم».
وشارك النائب كريم كبارة في انتخابات الإفتاء في طرابلس، وقال بعد الإدلاء بصوته: «موقع المفتي يجب أن يكون جامعاً لكل أبناء طرابلس والشمال بعيداً عن الاصطفافات والصراعات والانقسامات. اليوم هناك انتخابات، ولكن اعتباراً من يوم غد يجب أن نكون جميعاً معاً، يداً واحدة، للعمل من أجل هذه المدينة».وفي بعلبك في شرق لبنان، جدد النائب ينال صلح في بيان، «الشكر للشيخ دريان على اتخاذه قرار إجراء الانتخابات بعد فترة طويلة من التعيين». وطالب الفائزين بـ«أن يضعوا الانتخابات خلفهم ويعملوا مع الجميع ولخدمة الجميع، فهذا المنصب هو بالدرجة الأولى مسؤولية».
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك