أسباب ازدهار نظريات المؤامرة المرتبطة بفيروس كوفيد ـ 19
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

أدى إلى تراجع ثقة الناس وتقويض جهود مسؤولي الصحة

أسباب ازدهار نظريات المؤامرة المرتبطة بفيروس "كوفيد ـ 19"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أسباب ازدهار نظريات المؤامرة المرتبطة بفيروس "كوفيد ـ 19"

فيروس «كورونا»
واشنطن - لبنان اليوم

تسبب فيروس «كورونا» في فيض من نظريات المؤامرة والتضليل والبروبغاندا، مما أدى إلى تراجع ثقة الناس وتقويض جهود مسؤولي الصحة بدرجة يمكن أن تطيل من أمد الوباء.

إن الادعاءات بأن الفيروس هو سلاح بيولوجي أجنبي أو اختراع حزبي أو جزء من مؤامرة لإعادة هندسة السكان قد استبدلت فيروساً بلا عقل بأشرار مألوفين ومفهومين. لذلك، فإن الادعاء هنا يعطي معنى لمأساة قاتمة لا معنى لها.

فشائعات العلاجات السرية، مثل استخدام مواد التبييض المخففة وإيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية وتناول الموز، كلها جاءت لتعطي أملاً في الحماية من تهديد لا يستطيع حتى قادة العالم الفرار منه. إن الاعتقاد بأن المرء مطلع على المعرفة المحظورة يقدم مشاعر اليقين والسيطرة، وسط أزمة قلبت العالم رأساً على عقب. وقد يعطي تبادل هذه «المعرفة» الناس شيئاً يصعب الحصول عليه بعد أسابيع من الإغلاق الكامل وحالات الوفيات، وهو الإحساس بالمسؤولية.

وفي هذا الإطار، قالت كارين دوغلاس، طبيبة نفسية اجتماعية تدرس الاعتقاد بنظرية المؤامرة بجامعة «كينت» في بريطانيا، إن «أزمة كورونا تضمنت جميع العناصر اللازمة لقيادة الناس إلى نظريات المؤامرة». يقول علماء النفس إن الشائعات والادعاءات غير القابلة للتصديق تنتشر عن طريق أشخاص عاديين طغت مشاعر الارتباك والعجز على مداركهم النقدية. لكن العديد من الادعاءات الكاذبة يتم الترويج لها أيضاً من قبل بعض الحكومات، التي تتطلع إلى إخفاء إخفاقاتها ومن قبل الجهات الحزبية التي تسعى للحصول على منفعة سياسية، وكذلك المخادعين المتسللين.

تحمل جميع نظريات المؤامرة رسالة مشتركة مفادها أن الحماية الوحيدة تأتي من امتلاك الحقائق السرية التي لا يريدون «سماعها» منك. قد تكون مشاعر الأمن والسيطرة التي تقدمها هذه الشائعات وهمية، لكن الضرر الذي يلحق بثقة الجمهور حقيقي. وقد دفع ذلك الناس إلى تناول علاجات منزلية قاتلة، والاستخفاف بتعليمات التباعد الاجتماعي، وساعد ذلك على تعطيل الإجراءات الجماعية الشاملة، مثل البقاء في المنزل أو ارتداء الأقنعة، اللازمة لمواجهة فيروس قتل بالفعل أكثر من 79 ألف شخص حتى الآن.

وفي هذا الصدد، قال غراهام بروكي، مدير معمل أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع لمجلس المحيط الأطلسي: «لقد واجهنا وباءً من قبل، لكننا لم نواجه وباءً كان فيه البشر مترابطين ويتمتعون بقدرة على الوصول إلى المعلومات كما هو الحال الآن».

دفعت منظومة المعلومات المضللة وانعدام الثقة العامة، منظمة الصحة العالمية إلى التحذير من «وباء معلوماتي»، وهو ما انعكس في تصريحات بروكي حين قال: «تستطيع الآن أن ترى الخوف والقلق قد اعتريا الجميع، وبات ذلك واضحاً على نطاق واسع».

جاذبية «المعرفة السرية»

من جهتها، قالت كارين دوغلاس إن الناس «ينجذبون إلى المؤامرات، لأنها تشبع دوافع نفسية معينة مهمة لديهم، أهمها السيطرة على الحقائق والاستقلالية والشعور بالهيمنة». إذا كانت الحقيقة لا تلبي تلك الاحتياجات، فنحن البشر لدينا قدرة لا تصدق على اختراع القصص التي تؤدي ذلك الغرض، حتى إن علم بعضنا بزيفها. وقد خلصت دراسة حديثة إلى أن قابلية الناس لتبادل معلومات خاطئة عن فيروس كورونا، أكبر من قدرتهم على تصديقها.

وذكر موقع «سنوبس» للتأكد من صحة المعلومات على «تويتر»، إن «حجم المعلومات الخاطئة المنتشرة في أعقاب جائحة كورونا تسبب في إرباك فريقنا الصغير. فنحن نرى أعداداً كبيرة من الناس في عجلة من أمرهم للحصول على قدر من الراحة، لكنهم يزيدون الأمور سوءاً عندما يتبادلون معلومات خاطئة (وربما خطيرة في بعض الأحيان)».

أشارت بعض المنشورات عبر تطبيق الصور «إنستغرام» بشكل خاطئ إلى أن فيروس «كورونا» قد جرى التخطيط له وإعداده من قبل بيل غيتس، نيابة عن شركات الأدوية. وفي ولاية ألاباما، زعمت منشورات كاذبة عبر موقع التواصل «فيسبوك» أن قوى مجهولة أمرت بنقل المرضى بطائرات هليكوبتر سراً إلى الولاية. وفي أميركا اللاتينية، انتشرت شائعات لا أساس لها من الصحة بأن الفيروس قد صُمم لنشر فيروس نقص المناعة البشرية. وفي إيران، صورت الأصوات الموالية للنظام الوباء باعتباره مؤامرة غربية. وإذا كان النظام هناك ينظر إلى مطالب الشعب على أنها من المحرمات، فما بالك بوباء.

قد يساعدنا الاعتقاد بأن لدينا إمكانية الوصول إلى المعلومات السرية في الشعور بأن لدينا ميزة أننا أكثر أماناً إلى حد ما. وهنا قال دوغلاس: «إذا كنت تؤمن بنظريات المؤامرة، فأنت تمتلك القوة من خلال المعرفة التي لا يمتلكها الآخرون».

وقد اشتعلت وسائل الإعلام الإيطالية بسبب مقطع فيديو نشره رجل إيطالي من طوكيو، ادّعى فيه أن فيروس كورونا قابل للعلاج ولكن المسؤولين الإيطاليين «يخفون الحقيقة». وتدعي مقاطع فيديو أخرى عبر موقع الفيديو «يوتيوب» أن الوباء بأكمله عبارة عن وهم للسيطرة على السكان. ويقول البعض الآخر إن المرض حقيقي، لكن سببه ليس فيروساً، بل شبكات هواتف خليوية لتشغيل الجيل الخامس من الاتصالات «جي 5».

وقد حظي مقطع مصور عبر «يوتيوب» يروج لهذه المزاعم، ويزعم أنه من الممكن تجاهل نصائح التباعد الاجتماعي على 1.9 مليون مشاهدة. وفي بريطانيا، حدثت سلسلة من الاعتداءات على الأبراج الخلوية.

ربما تخف نظريات المؤامرة من إحساس الناس بالوحدة، فهي تعزز من روابط «نحن» في مواجهة «هم»، خاصة الأجانب والأقليات، وكلاهما كبش فداء متكرر لشائعات فيروس كورونا وغيرها الآن. ولكن أياً كانت الراحة التي توفرها، فهي قصيرة الأجل.

أضافت كارين قائلة: «مع مرور الوقت، وجدت الأبحاث أن تبادل اتهامات المؤامرة لا يعيق تلبية احتياجاتنا النفسية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تفاقم مشاعر الخوف والعجز، وقد يقودنا هذا إلى البحث عن تفسيرات أكثر تطرفاً، شأن المدمنين الذين يبحثون عن جرعات أكبر وأكبر».

قد يهمك أيضًا

أميركا تُبلغ السعودية بضرورة تخفيف العنف في "الحرب اليمنية"

دونالد ترامب يحذر من ارتفاع معدلات الوفيات في أميركا خلال أسبوعين

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب ازدهار نظريات المؤامرة المرتبطة بفيروس كوفيد ـ 19 أسباب ازدهار نظريات المؤامرة المرتبطة بفيروس كوفيد ـ 19



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon