بن دغر يؤكد أن الشرعية لن تقبل أيَّ تسوية خارج القرار الدولي
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

أشاد بدور التحالف العربي في إنقاذ اليمن من السيطرة الإيرانيَّة

بن دغر يؤكد أن الشرعية لن تقبل أيَّ تسوية خارج القرار الدولي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - بن دغر يؤكد أن الشرعية لن تقبل أيَّ تسوية خارج القرار الدولي

رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر
عدن ـ عبدالغني يحيى

أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، أن رجال الإمارات صنعوا المعجزات في اليمن خلال عامين من انطلاق عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية، مشددًا على أن "تدخل التحالف أنقذ الدولة اليمنية من السيطرة الإيرانية"، لافتاً إلى أن "الشرعية مستعدة للحل السياسي وفق المرجعيات، وأي خروج على المرجعيات لن يكون مقبولاً، وهو ما حدث حين قدم وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري رؤية للحل كانت عبارة عن عقاب للشرعية ومكافأة للانقلاب".

وقدَّر رئيس الوزراء اليمني في حوار مع صحيفة "البيان" الاماراتية، تكاليف إعادة الإعمار بأكثر من 100 مليار دولار تحتاج إلى عشر سنوات لإنجازها فيما لو تم البدء بها الآن. وقال إنه "بعد أيام تكون الحكومة اليمنية قد أكملت عاماً على تعييني رئيساً لها، تسلمنا مهامنا في ظروف صعبة، انعدمت فيها الإمكانيات إلا من القليل منها، وما كان متاحاً لم يكن يكفي حتى لرواتب الحكومة نفسها لشهرين. فكانت مساعدة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عبر مركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي هي ما ساعدتنا على الصمود في عدن".

واضاف: "حرّكنا بعضاً من قدراتنا الاقتصادية والنفطية بتعاون الأشقاء في الإمارات وتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدربه منصور هادي ودعم وإسناد من القيادة الإماراتية، وها نحن نقوم ببيع الدفعة الرابعة من نفط حضرموت. توقفت مرتبات معظم وحدات الجيش والأمن لأشهر قبل عام، وقد صرفنا المرتبات للمرة الثانية، ونهيئ أنفسنا لانتظام صرفها. قبل عام واحد كان البعض من المواطنين من المحافظات الشمالية، يرحّلون قسرياً من عدن ولحج، شكاً في هوياتهم، وحرصاً مبالغاً فيه على الأمن، اليوم هذه الظاهرة لم تعد موجودة. الوئام الاجتماعي بين السكان يقوى يوماً بعد آخر، ذلك لأننا بذلنا جهداً لوضع الأمور في نصابها.

وأشار بن دغر الى أنه "ليس بإمكاننا أن ننسب هذه الإنجازات للحكومة بمفردها، فتوجيهات رئيس الجمهورية كانت البداية، والسلطات المحلية في عدن ولحج ساعدتنا، وكذلك في حضرموت ومأرب والعديد من المحافظات الأخرى. الإعلام والعلماء والمثقفون، وأخيراً وليس آخراً الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ساهموا مادياً ومعنوياً في ما نقول إنه نجاح وإن كان نسبياً."

وعن العقبات التي تواجه الحكومة في مجال الخدمات المجتمعية؟ أجاب: "المؤسسات الخدمية في اليمن تقادمت مع الزمن. كل شيء كان يحتاج لإعادة البناء، ولكن بمستويات مختلفة، بالإضافة إلى ما أحدثته الحرب من دمار هائل، الحديث هنا عن المناطق المحررة، وتحديداً عدن وحضرموت ومأرب وما جاورهما من المحافظات. المناطق غير المحررة والواقعة تحت سلطة الحوثيين وصالح، الدمار فيها أكثر.

وكمثال على ما نذكر لنأخذ الكهرباء، وصلنا عدن وكانت الإطفاءات فيها تبلغ 14 ساعة تقريباً أو أكثر. ولا توجد في خزانات المؤسسة العامة للكهرباء مشتقات نفطية تغطي حاجة المحطات منها، ولا قطع غيار، ولا زيوت، وحتى إذا وجدت المشتقات النفطية قِدَم المحطات وتآكلها لا يسمح بالحصول على مزيد من الطاقة. كان وضع الكهرباء سيئاً، وقد انعكس ذلك على المياه والنظافة والتعليم والصحة. لكننا تجاوزنا ذلك بجملة إجراءات أو نكاد نتجاوز".

وأضاف: "الكهرباء مشكلة في اليمن، محطات إنتاج وشبكات توزيع متهالكة، لكننا حصلنا على دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية وفي الإمارات، ثم دعم الأشقاء في قطر، ونحاول الاعتماد على الذات في التغلب على هذه المشكلة، التي تمتد جذورها لعقود مضت من السنين. لم تعد لدينا مشكلات في المياه، وكانت المياه، تنقطع عن أحياء كاملة في عدن ولأسابيع، المساعدات من مركز الملك سلمان ومن الهلال الأحمر الإماراتي والهلال الأحمر القطري والهلال الأحمر الكويتي، هذه المساعدات التي اتجهت نحو الإغاثة الإنسانية العاجلة بدورها ساعدت على التعافي. نكرر هنا شكرنا الجزيل لأشقائنا جميعاً.

وحول إرهاب "القاعدة" وحرب "الحوثيين" على الشرعية، أوضح بن دغر بالقول: إن "تقديراتنا الأولية تفوق مئة مليار دولار أميركي، فنحن لا نرى إلا القليل من الدمار، لقد تسبب الحوثيون وصالح في انقلابهم على السلطة في كل هذا الدمار الذي جرى ويجري في البلاد. ولا زال الدمار يكبر مع استمرار الانقلابيين في تمسكهم بالسلطة، وإصرارنا نحن على مواجهتهم حتى يلقوا أسلحتهم، وينسحبوا من المناطق التي احتلوها منذ عامين".

وأكد رئيس الوزراء اليمني، أنه لإعادة الإعمار سنحتاج إلى 10 سنوات كحد أدنى إذا توافرت الأموال، وهذا يفترض أن تتوافر من الأشقاء ومن المجتمع الدولي، وأن توظف إمكانيات اليمن في محلها. لقد تلقينا وعوداً بدعم غير محدود من الأشقاء وقد أعلنا عنه قبل أيام، نحن نجهز أنفسنا للبدء ببعض المشروعات في المناطق المحررة".

وأضاف: "لقد منع تدخل التحالف وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات من انهيار الدولة، لقد أوقف هذا التدخل الأخوي الأطماع الإيرانية عن السيطرة على اليمن. ومن دون الإمارات ما كان للشرعية أن تفرض سيطرتها على 80 في المئة من الأرض، يسكنها 55 ‎في المئة من السكان. واليوم جنود الإمارات والمملكة وجنود وضباط الشرعية يقاتلون في محافظة صنعاء والجوف ومأرب وتعز وعلى تخوم الحديدة المحافظة. وهي محافظات شمالية بالمعنى الجغرافي للكلمة. كما أن المقاومة وبفضل دعم التحالف والإمارات بدرجة خاصة تنمو بوتيرة عالية، كل ذلك لا يمكن رؤيته من دون رؤية الجهد الإماراتي العسكري والأمني، رجال الإمارات فعلوا المعجزات في اليمن".

وعن التدخلات الايرانية في شؤون اليمن؟ أجاب بن دغر قائلا: "عد إلى تاريخ العلاقات العربية الإيرانية، ستخرج بانطباع واحد فقط أن الفرس لم يتخلوا عن مشاريعهم القديمة الحديثة في السيطرة على المنطقة، في السيطرة على العرب، هم يرون المنطقة العربية فضاء يسمح لهم باستعادة مجد غابر. وينسون أو يتناسون أن هذا لم يحدث منذ معارك الفتح الإسلامي، وبزوغ فجر الحضارة العربية الإسلامية بالرغم من الانتكاسة الحضارية للعرب".

وأضاف: "هذا الصراع بيننا وبين الإيرانيين لن ينتهي إلا بتوافق تام يحقق للعرب وللإيرانيين توازناً في المصالح، وأمناً مشتركاً، واعترافاً صريحاً بالآخر كما هو. عنصرية النظام الإيراني، والشعور الزائف والمتضخم بالذات القومية لدى الإيرانيين، والرغبة في تصدير الموت وتصدير المذهب هي السبب المباشر لأزمة المنطقة". وتابع قائلاً: "علينا أن ندرك أسباب تدخلاتهم المباشرة في العراق وسورية واليمن ولبنان، ساعدتهم على ذلك الاضطرابات الاجتماعية وعدم الاستقرار في الدول العربية، وصعود التناقضات الاجتماعية إلى مستويات غير معهودة في المنطقة، والدينية منها على وجه التحديد".

وحول خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبادرة لحل الأزمة اليمنية ؟ قال بن دغر: "لقد أخبرنا الأخ إسماعيل، وكل أشقائنا في التحالف، وجميع أصدقائنا في مجلس الأمن أننا لن نقبل أية تسوية لا تحقق انسحاباً حقيقياً من المناطق التي احتلها الحوثيون قبل عامين، وتسليماً للسلاح، وعندما يتقدم طرف ما بمقترحات تتجاوز المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 فإننا لا نستطيع قبولها، كما أنها لا تصمد أمام قوة المنطق لدى الشرعية، وأمام إرادة شعبنا الذي يرفض القبول بالأمر الواقع، يرفض الاعتراف بالانقلاب والانقلابيين".

وأضاف: "ولذلك كان مصير خطة كيري الفشل رغم أن حاملها هو الصوت الأعلى في الحكومة العالمية. وكان كيري مغادراً للخارجية، وأراد أن يجترح معجزة، لكن على حساب شعبنا، ولصالح إيران والحوثيين، ولذلك لم تنجح خطته، كانت كما قلت، شرعنة للانقلاب واعتراف بالأمر الواقع، واستسلام للعنف الميليشاوي لم تكن عادلة ففشلت".

وأكد بن دغر أن "كيري كان يريد الاعتراف بالانقلاب ويريدنا أن نتخلى عن الشرعية، وأن نقبل بالأمر الواقع، خطة كيري كانت تقضي بمعاقبة الشرعية، وتدميرها لصالح الحوثيين، وهذا يعني ببساطة أن يتخلى الرئيس الشرعي لنائب مرضي عنه من الانقلابيين، وأن يصبح عبدربه منصور ضيفاً دائماً على المملكة العربية السعودية، لا حول له ولا قوة، وفي هذه الحالة فإن التحالف الذي جاء بدعوة من الشرعية، لن يكون قادراً على الصمود في وجه الحوثيين وصالح وإيران، ولا بد من أن الحوثيين سوف يشترطون على النائب الجديد التخلي عن التحالف، والدعوة لوقف إطلاق النار، وإذا دعا النائب الجديد لوقف إطلاق النار قبل الانسحاب وتسليم الأسلحة سينتهي هذا التحالف، وسيصبح الحوثيون أمراً واقعاً، وستكون إيران قد انتصرت، وأن حديثها عن خضوع صنعاء عاصمة رابعة لم يكن من باب الدعاية. وسيكون الخليجيون والعرب قد خسروا حربهم القومية في اليمن، وستكون هذه الخسارة هزيمة سياسية وعسكرية، وتستطيع أن تقول وتاريخية أيضاً في آن واحد".

وتابع: "وفوق ذلك سيترتب على هذا تحول خطير في الحالة الجيوسياسية في المنطقة، سينشأ عنها تهديد حقيقي للأمن في الجزيرة العربية، والأمن القومي العربي. هذا باختصار ما كان سيترتب على القبول بخطة كيري، لذلك رفضناها. ولذلك يرفضها عقلاء العرب اليوم".

وسئل: هل تتوقع أن يكون جزء من حل الأزمة في اليمن هو تشكيل قوات حفظ سلام عربية؟ أجاب بن دغر: "لن يقبل ممثلو إيران في صنعاء بهكذا مقترحات، هناك معضلتان أمامنا جميعاً في سعينا للسلام في اليمن، المعضلة الأولى تسليم السلاح، والثانية الانسحاب من صنعاء والمناطق التي احتلوها بمساعدة الحرس الجمهوري ومؤيدي صالح. وحل هاتين المعضلتين ليس بالأمر المستحيل، ولتسهيل مهمة المبعوث الدولي اقترحنا أن يتم تسليم السلاح لطرف عربي وإسلامي محايد، وأن يتم تجميعها في محافظة ما من اليمن تحت إشراف دولي، وأن تظل عهدة بيد هذه القوة العربية الإسلامية حتى تجري الانتخابات، حينما يتسلم رئيس جديد منتخب السلطة. لكن الحوثيين لم يردوا بإيجابية على هذا المقترح، وحاولنا الخروج من معضلة الانسحاب وجعله على مراحل تتوافق مع تقدم الحلول السياسية، لكن الحوثيين أيضاً رفضوا.

ولفت رئيس الوزراء اليمني الى أن لدى الحوثيين وهم بإمكانية حكم اليمن بقوة السلاح وبخرافة "الحق الإلهي"، الإمامة (أي السلطة) في المذهب الزيدي ركنه الركين. وللأسف هناك الكثير من اليمنيين ما زالوا يقبلون بهذه الخرافات. هو الجهل بقضه وقضيضه كما كان قبل ألف عام. لكن هؤلاء قد غدوا اليوم قلة، وهم في تناقص. الوعي بالحرية، الوعي بالحقوق، بالعدالة والمساواة يكبر في اليمن وسوف يسود.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بن دغر يؤكد أن الشرعية لن تقبل أيَّ تسوية خارج القرار الدولي بن دغر يؤكد أن الشرعية لن تقبل أيَّ تسوية خارج القرار الدولي



GMT 04:46 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

آل جابر يعلن عن جسر إغاثي سعودي إلى المهرة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon