بيروت - لبنان اليوم
هل تكون سنة 2023 بالنسبة إلى رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، شبيهة بسنة 1998 وسنة 2016؟ هل تكون»الثالثة ثابتة»؟ أم أنّ ما لم يتحقق في»الفرصتيْن» السابقتين، لن يتحقق الآن أيضاَ؟«المرديون» يعتبرون أنّ سليمان فرنجية هو»رئيس مؤجَّل» منذ العام 1998، حين انتهت ولاية الرئيس الراحل الياس الهراوي، وأنهّ كان يجب أن يكون في قصر بعبدا بدل العماد إميل لحود. مالت الكفَّة لمصلحة لحود، والذريعة كانت أنّ النظام السوري كان يريد أن يحقق «توازناً» في لبنان مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن وجهة نظره، وبعد مقاربة وتقويم «أذرعه» في لبنان، فإنّ لحود يستطيع أن يقف في وجهِ تمدد رفيق الحريري.
تحققت «نبوءة» الأذرع، أطاح الرئيس لحود بالرئيس رفيق الحريري بعد وضع لغم تفويض عدد من النواب، في الاستشارات النيابية الملزمة، الرئيس لحود، أن ينوب عنهم في تسمية الرئيس المكلَّف، ما اعتبره الرئيس الحريري مخالِفاً للدستور، ولم يقبل التكليف، فتمّت تسمية الرئيس سليم الحص، وكانت حكومته مناسبةً لمحاولة إزالة «ترْكة» الحريري في عهد الهراوي.
الفرصة الثانية لفرنجية كانت عام 2016 حين رشَّحه الرئيس سعد الحريري، لكن «حزب الله» تمسَّك بترشيح العماد ميشال عون، وكان شعار «الحزب» عن عون وفرنجية: «هيدي عين وهيدي عين». فهِم فرنجية أنّ «ساعته لم تأتِ بعد»، وأنّه «العين الثانية» بعد عون. ضاعت الفرصة الثانية، ولم يكن على فرنجية سوى الانتظار ست سنوات جديدة.
الفرصة الثالثة أرادها «حزب الله» نهائية: سليمان فرنجية أو لا أحد. جمَع «اللدودَيْن» جبران باسيل وفرنجية، لإقناع الأول بالثاني. باءت المحاولة بالفشل، رفع باسيل سقف الاعتراض إلى مستوى القطيعة مع «الحزب»، لكن ذلك لم يُثنِ «الحزب» عن التمسك بفرنجية: «إنها المرة الثالثة، فهل يُعقَل أن يعجز عن إيصاله؟».يخوض «حزب الله» المعركة الثالثة لإيصال فرنجية إلى بعبدا، ولكن ماذا لو لم ينجح، فهل يتكرر سيناريو عون؟ بمعنى أن يستمر الفراغ في سدة الرئاسة سنتين ونصف سنة؟
كأن رئيس «تيار المردة» يستحضر تجربة أو سابقة جدِّه الرئيس الراحل سليمان فرنجية الذي ترشّح للانتخابات الرئاسية مطلع آب 1988: حدَّد الرئيس حسين الحسيني موعد الجلسة في الثامن من آب، يومها وصل إلى مبنى المجلس في قصر منصور، أكثر من نصف أعضاء المجلس النيابي، لكن الرئيس الحسيني اعتبر الجلسة فاقدة للنصاب لأنّ المطلوب الثلثان، فأعلن إلغاء الجلسة بسبب عدم اكتمال النصاب.
وللمفارقة، فإنّ التعطيل، بشكلِ مباشر أو غير مباشر، جاء على يد ثلاثة: رئيس الجمهورية الشيخ أمين الجميِّل، قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون، وقائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، ولكلٍّ من الثلاثة خلفيته للتعطيل. اليوم، وبعد مواقف «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» مِن انتخاب سليمان فرنجية الحفيد، رئيساً للجمهورية، هل يعيد التاريخ نفسه ولو بعد خمسة وثلاثين عاماً؟
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك