واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت جريدة نيكي اليابانية الجمعة أن الرئيس باراك أوباما سيزور هيروشيما بعد قمة G7 في اليابان الشهر المقبل، واكتسبت زيارة أوباما أهمية رمزية كبيرة بعد أن قدم وزير الخارجية الأميركي جون كيري تعازيه في النصب التذكاري للسلام في المدينة هذا الشهر، ويترقب البعض لمعرفة ما إذا كان أوباما الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2009 لجهوده في نزع السلاح النووي سيعتذر عن إسقاط قنبلة ذرية في 6 آب/أغسطس عام 1945، وأوضحت الجريدة نقلًا عن مصادر رفيعة المستوى في الحكومة الأميركية أن واشنطن سوف ترتب مع اليابان زيارة أوباما في 27 أيار/مايو بعد إختتام قمة G7.
وبيّنت الصحيفة نقلًا عن مصدر حكومي أميركي أنه من المتوقع أن يلقي أوباما خطابا حول إلغاء السلاح النووي أثناء زيارته، ويتوقع أن يرافق رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أوباما والذي يدرس تقديم إكليلا من الزهور عند النصب التذكاري للسلام في منتزه هيروشيما وفقًا للصحيفة، ولفت مسؤول أميركي إلى أن واشنطن سوف تخطر اليابان رسميًا بخطط الزيارة مطلع الشهر المقبل، إلَّا أن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهايد سوغا نفى ترتيب زيارة لأوباما قائلًا: " إنه أمر غير حقيقي"، لكنه أضاف أنه من المهم بالنسبة لليابان أن يزور قادة العالم هيروشيما لإدارك واقع المعاناة التي سببها القصف الذري.
وزادت التكهنات حول زيارة أوباما منذ اختتام كيري ونظرائه لقمة G7 بيومين من المحادثات عن هيروشيما، وقدم كيري الذي انضم إليه 7 وزراء خارجية تعازيه في المكان الذي أسقطت فيه طائرة أمريكية القنبلة في أول هجوم نووي في العالم، ووضع كيري إكليلا من الزهور البيضاء عند النصب التذكاري في المدينة في وقت سابق هذا الشهر ولكن لم يصل الأمر إلى حد الاعتذار، وقبل زيارة كيري ذكر مسؤول أميركي " إذا كنت تسأل عما إذا كانت زيارة كيري إلى هيروشيما كانت لتقديم الاعتذار فالإجابة هي لا"، فيما كتب كيري في دفتر الزوار الخاص بالمتحف " كل شخص في العالم يجب أن يرى ويشعر بقوة هذا النصب التذكاري".
وتابع كيري, " إنه يعد نموذج صارخ ومقنع ليس فقط بأنه من واجبنا وضع حد لتهديد الأسلحة النووية ولكن لتكريس كافة الجهود لتجنب الحرب نفسها، ويجب أن تكون الحرب الخيار الأخير وليس الخيار الأول أبدا، هذا النصب التذكاري يفرض علينا جميعا أن نضاعف جهودنا لتغيير العالم لإيجاد السلام وبناء مستقبل يتوق له المواطنين في كل مكان".
ورد كيري على سؤال بشأن ما إذا كانت كلمتها تؤكد زيارة أوباما " الجميع تعني الجميع، وأتمنى يومًا ما أن يأتي رئيس الولايات المتحدة إلى هنا مع جميع من يمكنهم المجيء، ولكني لا أعرف ما إذا كان أوباما سيأتي هنا كرئيس أم لا"، ويعد قدوم كيري إلى المدينة تطور بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية التي تجنب قادتها المدينة لعدة سنوات بسبب الحساسيات السياسية، ولم يزر رئيس أميركا الموقع ، واستغرق الأمر مدة 65 عامًا ليحضر سفير الولايات المتحدة حفل التأبين السنوي في هيروشيما.
ويعتقد العديد من الأميركيين أن إسقاط قنبلة ذرية في هيروشيما ونغازاكي مبرر وسارع بإنهاء الحرب، وناضلت جماعات الناجين اليابانيين منذ عقود لإحضار قادة الولايات المتحدة والقوى النووية الأخرى لرؤية جروح هيروشيما كجزء من الحركة الشعبية لإلغاء الأسلحة النووية، ولم تحاول الحكومة اليابانية أو جماعات الناجين الضغط على الولايات المتحدة لتقديم اعتذار.
وذكر ماساهيرو أريماي (71 عامًا) صاحب مطعم ياباني عن الإعتذار " لا أعتقد أنه أمر ضروري للغاية عندما نفكر في مستقبل العالم والسلام للأجيال المقبلة"، وأضاف يوشيفومي ساساكي (68 عامًا) " نحن جميعا نريد التفاهم".
وتوفى نحو 140 ألف شخصًا مباشرة بسبب إنفجار هيروشيما أو في وقت لاحق بسبب التعرض للإشعاع، وتم تدمير منشأة عسكرية رئيسية في المدينة خلال الحرب بواسطة انفجار هائل، وقٌتل 74 ألف شخصًا بعد ثلاثة أيام عند إلقاء القنبلة النووية على ناغازاكي، ما دفع اليابان إلى الاستسلام في غضون أسبوع لإنهاء الحرب العالمية الثانية.
أرسل تعليقك