واشنطن - يوسف مكي
تخوض وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون تحديًّا كبيرًا في السباق الداخلي للحزب الديمقراطي، للمنافسة فيما بعد على الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ إذ ينافسها السيناتور المخضرم بيرني ساندرز، الذي استطاع كسب تأييد الناخبين المغتربين من الطبقة المتوسطة وكذلك الشباب بمقترحات جريئة، كما تواجه الليبراليّ الأنيق مارتن أومالي، حاكم ولاية ماريلاند السابق.
وشغلت كلينتون منصب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، وكذلك وزير الخارجية، فضلاً عن خبرتها في الساحة الوطنية عندما كانت السيدة الأولى للولايات المتحدة إبان فترة حكم زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، وخوضها الانتخابات التمهيدية للرئاسة العام 2008 أمام باراك أوباما.
ويعد السيناتور بيرني ساندرز الخصم الرئيسي لكلينتون، والذي أثبت أنه الأكثر وقارًا مقرنة بغالبية المرشحين، بمن فيهم الوزير السابقة، إذ يهتم بالقضايا الداخلية مثل عدم المساواة في الدخل وكذلك معاناة الطبقة المتوسطة وينصح بمزيد من ضبط النفس في استخدام القوة العسكرية من قِبل بلاده، لينافس بقوة السيدة كلينتون التي تولي اهتمامًا خاصًا بالملف الاقتصادي.
وعلى الرغم من عدم امتلاك ساندرز الخبرة الواسعة والأفكار السياسية التي تقدمها كلينتون، إلا أنه استطاع كسب تأييد الناخبين المغتربين من الطبقة المتوسطة وكذلك الشباب عقب طرح أجرأ المقترحات وهي تفكيك البنوك ووضع نظام للرعاية الصحية يغطي جميع المواطنين، إلا أن خطط تحقيق هذه المقترحات ليست واقعية، وذلك في الوقت الذي تقدم فيه هيلاري كلينتون مقترحات جيدة وقابلة للتحقيق في شتى المجالات.
أما المنافس الثالث في خوض الانتخابات عن الحزب الديمقراطي فهو مارتن أومالي الليبراليّ الأنيق الأكثر ملائمة للعمل في ذلك المنصب، على ما يبدو، بالنظر إلى شغله منصب حاكم ولاية ماريلاند ورئاسة بلدية بالتيمور.
وتدافع كلينتون عن فرض تدابير فعالة بشأن مكافحة انتشار الأسلحة النارية، وهي إحدى النقاط في برنامجها الذي تتميز به عن ساندرز، كما أنها تدعم مقترحات إصلاح النظام المالي وتتعهد بدعم حقوق العاملين، ولعل معركتها طويلة الأجل لصالح المرأة يعزز من مصداقيتها في هذا المجال.
وقد تكون كلينتون أكثر تشددًا بشأن استخدام القوة العسكرية من أوباما، وهو ما يتضح جليـًا في دعواتها لفرض منطقة حظر جوي في سورية ودعمها في وقت سابق تسليح وتدريب المتمردين السوريين.
وعلي الرغم من أن الكثيرين لا يقتنعون بفكرة فرض منطقة حظر جوي في سورية، إلا أنه ليس لديهم أدنى شك من استخدام كلينتون القوة العسكرية بفاعلية مع مزيد من الحكمة، أكثر من التي يظهر عليها المرشحون عن الحزب الجمهوري.
وفشل المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأميركية العام الماضي في إقناع الناخبين بالتصويت لهم عبر الشعارات الدعائية "عديمة القيمة"، إذ حاولوا تقديم أنفسهم بصفتهم الأولى بذلك المنصب الرفيع، بينما يمتلك الناخبون المؤيدون للحزب الديمقراطي فرصة كبيرة للمفاضلة بين المرشحين المتنافسين داخل الحزب الأكثر تأهيلاً في التاريخ الحديث لخوض الانتخابات الرئاسية.
أرسل تعليقك