لندن ـ ماريا طبراني
تواجه مدينة لندن مشكلة كبيرة في الهواء النقي، حتى إنه كان عليك أن تعيش في مخبأ تحت الأرض خلال العام الماضي للهروب من التلوّث، ولكن عمدة لندن صادق خان، أصدر على مدى ال 13 شهرا الماضية، 7 تنبيهات جوية سامة، والخبر السار هو أنه على الرغم من أن هذا قد يبدو مشكلة خارجة عن الإرادة، إلا أنه يمكن إحداث فرق في الحدائق والأماكن الخارجية، ولذلك أفضل شيء يمكن القيام به، خاصة عند العيش على طريق مزدحم، هو زرع التحوّط بالحدائق.
وتتفكك الملوثات الخارجة من عوادم السيارات بسرعة كبيرة بمجرد أن تتحرك بعيدا عن الطريق، لذلك محاصرتها بالقرب من المصدر وعلى مستوى ماسورة العادم يساعد حقا في القضاء عليها، كما أنه كلما زادت كثافة زرع التحوّط، كلما كان ذلك أفضل في "اصطياد" الجسيمات الصغيرة من الملوثات على الأوراق - حيث يتم غسلها بواسطة المطر - حتى لا ينتهي بهم المطاف في رئتينا.
ومن أفضل أنواع زراعات التحوّط التي تساعد في مكافحة تلوث الهواء "الصنوبريات"، حيث إن أوراقها الإبرية الصغيرة تعطي أكبر مساحة سطحية، ولكنها تتحرك بعيدا عن هياج نبات الليلاندي الذي يصبح بسرعة أشبه بالوحش ويمتص كل الرطوبة المتاحة للخروج من التربة، وهناك رهان أفضل سيكون على الصونبرية الحمراء (ثوجا بليكاتا)، ولا يمكن الحصول على تحوّط أفضل من نبات الطقسوس (تاكسوس باكاتا) الكثيفة، ودائمة الخضرة، مع أوراقها تتكون من الإبر الناعمة الصغيرة، كما يتم الاحتفاظ بسهولة بنضجه المستمر، على الرغم من سمعتها لكونها بطيئة النمو، ولكن إذا كنت بحاجة فقط لثلاثة أو أربعة أمتار تبيع شركة "هيدجيس ديريكت" ألواحا مرتفعة بطول 1.5 متر من الطرائد الجاهزة بتكلفة تقرب من 200 جنيه إسترليني لكل لوحة متر، وتعد من التحوطات الفورية الأخرى الافضل للقضاء على الملوثات هي نبات الغار البرتغالي، والونيسيرا النيتيدا، وإذا كنت على استعداد لانتظار التحوّط لينضج، يمكنك شراء الجذور العارية ذات التكلفه البسيطه - نحن على حافة موسم الجذر العارية الآن، وتستمر حتى مارس، لذلك هذا هو الوقت المناسب للقيام بذلك.
وزراعة الأشجار في المدن طريقة فعالة من حيث التكلفة لمكافحة تلوث الهواء، وقالت دراسة أعدتها منظمة الحفاظ على الطبيعة والمعروفة اختصارا بـ (TNC)، ومقرها الولايات المتحدة، إن معدل تخفيض جسيمات التلوث بالقرب من الشجر يتراوح بين 7 و 24%، كما تجلب أشجار المدن بالفعل العديد من الفوائد، للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحضرية، حيث تنخفض درجة الحرارة وتصل إلى درجتين مئويتين، وقد أظهرت دراسة فوائد الأشجار في 245 مدينة حول العالم كما تنخفض تكلفة الأشجار، مقارنة بالوسائل الأخرى في تبريد وتنظيف الهواء، ومن هذه الناحية، فإن الأشجار تتمتع بميزة كبيرة من ناحية التكلفة، مقارنة بالوسائل الأخرى.
ووجدت أحدث الأبحاث أن زراعة الأشجار على جانبي الطرق المزدحمة يمكن أن يزيد من وضع تلوث الهواء إلى الاسوأ. في ما يسمى "شوارع الوادي"، مثل شارع يوستون أو شارع نورثمبرلاند حيث المباني العالية على كل الجانبين والتي تمنع الرياح من ان تهب مع أبخرة العوادم، فيمكن للاشجار ان تقع في فخ التلوث تحتها، ولكن كشفت الابحاث ان تحوطات الاشجار، أفضل في وجودها بين المركبات والممرات لإنقاذ رئتي راكبي الدراجات، والتي ستكون أكثر فعالية بكثير، ولكن في الطرق الواسعة، والحدائق العامة أو الحدائق، فإن الأشجار تقوم بعمل عظيم في محاصرة جزيئات التلوث وامتصاص الغازات السامة.
وعندما يتعلق الأمر بالنباتات الصغيرة، فإن أوراقها الخام جيدة جدا لمحاصرة الجسيمات الملوثة. والخبر السار هو أن معظم النباتات الموصى بها من قبل دراسة الكلية الإمبراطورية الأخيرة هي بالفعل تكون في الحدائق المشتركة.لحديقة أمامية مشمسة فإن التغطية من نبات الخزامى والزهور الأرجوانية أو الروزماري من شأنه أن يجعل حديقتك جميلة ومضادة للتلوث أكثر من التحوط التقليدي طويل القامة، وقد تعتقد أن أي شخص يزرع الخضراوات بجانب الطرق المزدحم هو شخصا مجنونا. وخاصة على جانبي طريق بريكستون، الذي خرق حدود تلوث الهواء خمسة أيام في هذا العام. ولكن المهندس المعماري استشاري الحدائق الطبيعية "ديبورا ناغان" أنه لم يتوقف عن زراعة وتناول الخضار من الحديقة التي زرعها على جانبي الطريق والتي تقام الملوثات الضخمة.وقد أظهرت الأبحاث أنه حتى في المناطق ذات الجسيمات العالية من التلوث فإنه لا يمكنها ان تدخل في التربة بكمية كافية لتتناولها النباتات، ويوصي الباحثون بغسل الخضراوات جيدا قبل الأكل.
أرسل تعليقك