اقال الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الاحد وزير الدفاع فاليري غيليتي ، بعد ثلاثة اشهر من تعيينه، بعد ان اتهم السبت في وسائل الاعلام بعدم التحرك حيال دخول قوات روسية الى شرق البلاد الانفصالي.
وسيحيل بوروشنكو الاثنين على البرلمان اسم المرشح لخلافة غيليتي، ويطلب من النواب الموافقة على اختياره الثلاثاء.
وياتي هذا القرار بعد التعديل الذي اجري في قيادة قوة حرس الحدود الذي تعرض قائدها السابق لانتقادات بسبب الفساد وعدم التحرك في مواجهة المتمردين الموالين لروسيا، وان تشكيل لجنة مكلفة الاستخبارات سيسمح "بتعزيز قدرة الدفاع في البلد"، بحسب المصدر نفسه.
واخذت الصحيفة الاسبوعية الاوكرانية ذات التاثير الكبير دزركالو تينيا السبت على غيليتي انه سار في مقدمة العرض العسكري الكبير في 24 اب/اغسطس في وسط كييف بمناسبة ذكرى الاستقلال بينما كان تبلغ قبل يوم بدخول كثيف لقوات روسيا الى اوكرانيا.
وبحسب الصحيفة، فان عدم تحرك غيليتي امام هذه الاحداث ادى الى ماساة ايلوفايسك عندما وقعت القوات الاوكرانية في فخ نجم عنه حمام دم.
واقرت كييف رسميا بمقتل 108 جنود في هذه المعركة التي دامت اكثر من اسبوع، لكن وسائل اعلام اشارت الى ضعف هذه الحصيلة.
وبعد هذه المعركة التي تكبدت فيها روسيا خسائر، ابرمت كييف والانفصاليون وقف اطلاق النار في الخامس من ايلول/سبتمبر بمشاركة موسكو.
ومنذ ذلك الوقت، انخفضت كثافة المعارك لكنها تتواصل في عدد من جيوب المقاومة مثل مطار دونيتسك ما يسبب خسائر فادحة في صفوف الجيش الاوكراني والمدنيين.
كما ياتي اعلان اقالة وزير الدفاع بعد بادرة تهدئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي امر مساء السبت بسحب نحو 17600 جندي روسي منتشرين منذ هذا الصيف لاجراء "تدريبات" في منطقة روستوف-سور-لو-دون في جنوب غرب روسيا على الحدود مع دونيتسك في اوكرانيا.
ويلتقي الرئيسان الروسي والاوكراني الجمعة في ايطاليا على هامش قمة اقليمية بعد محادثات متوقعة الثلاثاء في باريس بين وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري.
واتصلت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاحد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين "للبحث في تحضيرات" لقاء ميلانو. وكانت ميركل المحرك الرئيسي للقاء الاول بين بوتين وبوروشنكو على هامش الاحتفالات بذكرى انزال النورماندي في السادس من حزيران/يونيو في فرنسا.
والاحد قال بوروشنكو في كلمة الى الامة "لا اوهام لدي، ستكون مفاوضات شاقة. هدفي هو استقلال البلاد ووحدة اراضيها".
وروسيا المعزولة على الساحة الدولية، يتضرر اقتصادها وخصوصا عملتها من العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي يفرضها الغربيون عليها لاتهامها بانها تسلح المتمردين في شرق اوكرانيا ولانها ارسلت قوات نظامية في اب/اغسطس لدعمهم.
لكن موسكو نفت على الدوام تورط جنودها في القتال الى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا.
والاعلان عن سحب القوات الروسية يثير امالا بتهدئة بين الغربيين والروس.
وقرار بوتين هذا اعتبره بعض اعضاء المعارضة اعترافا بفشل السياسة الروسية في اوكرانيا.
وكتب المعارض ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف على فيسبوك ان "مشروع +روسيا جديدة+ انتهى"، مشيرا الى التعبير الذي استخدمه بوتين بعد ضم القرم في اذار/مارس للاشارة الى المناطق الناطقة بالروسية في اوكرانيا.
وبحسب المحلل الاوكراني تاراس بيريزوفتس فان الانسحاب الروسي يثبت ان "بوتين قد خسر".
وكانت واشنطن حذرت الاربعاء موسكو مرة جديدة من مخاطر التعرض لعقوبات اضافية اوروبية واميركية في حال لم تسحب قواتها المسلحة "على الفور" من شرق اوكرانيا.
وميدانيا، ساد الهدوء وتحدثت كييف عن اليوم الثاني على التوالي من "تراجع كثافة اطلاق النار" من جانب الانفصاليين.
وقال بوروشنكو "نامل في وقف اطلاق نار تام في الايام المقبلة".
وفيما ابدى الحاكم الجديد لمنطقة دونيتسك اولسكندر كيختينكو استعداده لاجراء محادثات مع المتمردين، اعلن "رئيس وزراء جمهورية دونيتسك" الانفصالية المعلنة من طرف واحد الكسندر زاخارتشنكو من جهته انه مستعد لسحب اسلحته الثقيلة من الجبهة شرط احترام وقف اطلاق النار خلال خمسة ايام.
نقلًا عن "أ.ف.ب"
أرسل تعليقك