اكتشف قبل 20 سنة بالقرب من مدينة بولبي الإسبانية منطقة رائعة الجمال، فيها منجم فضة مهجور، عثر فيه على عمق 50 مترا على كهف مليء ببلورات شبه شفافة يبلغ ارتفاعها مترا.
وتقدر السعة الحرة لهذا الكهف نحو 11 مترا مكعبا، وهو مليء ببلورات ذات نهايات حادة، يشبه لمعانها إلى حد بعيد قلعة العزلة من كاريكاتير عن سوبرمان.
ويمكن القول بأنه لا يوجد شبيه لهذا الكهف في جميع أنحاء العالم سوى كهف البلورات في مدينة نايك المكسيكية، الذي تصل فيه الحرارة إلى 60 درجة مئوية وبرطوبة عالية تبلغ 100%، لذلك لا يمكن اعتبار هذا الكهف مكانا مريحا. أما الكهف الإسباني الفريد فظروفه المناخية ملائمة وتم فتحه هذه السنة للسياح.
كيف تكونت هذه البلورات في ذلك الكهف الفريد؟
نشر الفريق الجيولوجي برئاسة خوان غارسيا-رويز، من جامعة غرناطة إجابة عن السؤال في مقالة علمية نشرتها مجلة Geology.
ويشير الجيولوجيون، إلى أن هذه البلورات تتكون من معدن السيلينيت، الذي هو شكل من أشكال الجبس (CaSO4·2H2O)، الواسع الانتشار في جميع أنحاء العالم، الذي تنشأ فيه الكهوف الكارستية، لأنه يذوب جيدا في الماء. ولكن تكون جدران هذه الكهوف عادة بيضاء أو رمادية اللون، وليس كما جدران هذا الكهف المملوء ببلورات ارتفاعها نحو متر.
ويؤكد الخبراء، أن هذا الكهف في الواقع هو حوض كبير Geode من الصخور الرسوبية، مملوء ببلورات معدن ما. ولكن في العادة تقاس الـ Geode بالسنتمترات، لذلك قد يكون الكهف هو الأكبر في العالم.
ومن أجل التعرف على عملية نشوء هذا الكهف درس الجيولوجيون بصورة مفصلة ودقيقة التركيب الكيميائي والنظائري للصخور في الكهف والمنجم المحيط به. وقد شددوا على تركيز الكبريت -34 والأكسجين-18 ما يسمح بتحديد درجة الحرارة التي تكونت خلالها هذه البلورات.
ويقول غارسيا- رويز موضحا، "كانت مسألة اكتشاف آلية نشوء هذه البلورات مهمة صعبة جدا، مقارنة بكهف نايك المكسيكي، حيث لا تزال المنظومة المائية- الحرارية نشطة حتى الآن، في حين توقفت في هذا الكهف".
ووفقا لاستنتاجات الخبراء، تكونت هذه البلورات ونمت نتيجة تحول كبريتات الكالسيوم اللامائية إلى الجبس في درجة حرارة 20 ± 5 درجة مئوية. وقد جرت هذه العملية بشكل دوري مع تقوية عملية التكاثف، وقد لعب تغير درجات الحرارة والمناخ دورا مهما في هذه العملية.
لقد تكون Geode في الصخور الكربونية من العصر الترياسي، ولا يزال غامضا تاريخ نشوء هذه البلورات الفريدة ومتى توقف نموها. يقول الخبراء بهذا الشأن "عمرها على الأرجح أقل من مليوني سنة وأكبر من 60 ألف سنة، لأن هذا هو عمر القشرة الكربونية المغطية لإحدى بلورات الجبس". ومع ذلك سوف يستمر الجيولوجيون في العمل والبحث من أجل تحديد عمر هذه البلورات الفريدة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
ننشر أسعار القطع الأثرية المصرية المُباعة فى مزادات لندن
مصر تطلب من الإنتربول تعقب توت عنخ أمون
أرسل تعليقك