طقوس المسحّراتي التاريخية بلا روح في ظل كورونا
آخر تحديث GMT09:10:11
 لبنان اليوم -
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

يوقظ «المحظورين» في مصر بهدوء وقلق

طقوس المسحّراتي التاريخية "بلا روح" في ظل "كورونا"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - طقوس المسحّراتي التاريخية "بلا روح" في ظل "كورونا"

طقوس المسحّراتي التاريخية
القاهرة - لبنان اليوم


اعتاد الشاب الثلاثيني علاء منذ 10 سنوات، النزول خلال ليالي شهر رمضان لممارسة طقوس مهنة «المسحراتي»، إلّا أنّ رمضان هذا العام يصفه المسحراتي الثلاثيني بـ«المختلف»، في ظل انتشار فيروس كورونا وفرض حظر التجول خلال ساعات الليل.

على استحياء، يتجول «علاء» في شوارع حي فيصل بمحافظة الجيزة المصرية (غرب القاهرة) لإيقاظ سكانه للسحور، إلّا أنّ نداءه الشهير «اصحى يا نايم وحد الدايم»، ودقات طبلته هادئة على غير العادة، في ظل هدوء الشوارع وخلوها من المارة، فيما تأتي خطواته مشوبة بالقلق، تخوفاً من خرق حظر التجول المفروض من جانب الحكومة المصرية، وبالتالي الدخول تحت طائلة القانون.

يقول علاء، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم ظروف الفيروس والحظر فإنني مضطر للنزول لممارسة مهنتي، فهي أولاً من باب التعود، ولمواصلة دور أبي الذي ورثت عنه المهنة، إلى جانب أنّه باب رزق لي خلال الشهر، لأنّه لا عمل ثابت لي فأنا (على باب الله)، لذا أنتظر شهر رمضان كل عام للحصول على بعض العطايا من الصائمين».

ويلفت إلى أنه منذ فرض حظر التجول قبل نحو الشهر وهو يفكر هل يتمكن من ممارسة مهنته أم لا، لكنّه قرر النزول في النهاية، ولا يُخفي أنّ طقوسه هذا العام «بلا روح» بسبب عدم وجود الناس بالشوارع الذين كانوا يشعر معهم بـ«الونس»، وكذلك الأطفال، الذين يتعلقون به وينتظرون مروره للسير خلفه بالشوارع والحارات مرددين نداءاته.

بخلاف حي فيصل، وغيره من الأحياء الشّعبية، تفتقد أحياء قاهرية أخرى خلال شهر رمضان هذا العام أحد أهم الملامح الرمضانيّة المتمثلة في شخصية «المسحراتي»، ليخسروا معه أحد أركان الفرحة بقدوم الشهر، بعد أن فضل العديد من «المسحراتية» عدم النزول خوفاً من خرق حظر التجول.

ورغم تقلص دور المسحراتي خلال السنوات الأخيرة، مع التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التنبيه، وقِصر عمله على بعض الأحياء الشعبية في القاهرة، وبعض القرى في المحافظات المختلفة؛ فإنّ كثيرين يفضلون سماع صوته الذي يشق سكون الليل، بل يطالبونه بأنّ يقوم بالنداء على أسمائهم فرداً فرداً.

تاريخياً؛ ظهرت مهنة المسحراتي في مصر خلال عهد الدولة الفاطمية، واستمرت بقوة في العهود اللاحقة، وهو ما جعل الرّحالة والمستشرقين الذين زاروا مصر ونقلوا طقوس أهلها وعاداتهم أن يهتموا بالتأريخ لمهنة المسحراتي كأحد ملامح مصر الرمضانيّة. بما يعني أن اختفاءه من بعض الشوارع هذا العام يعد حدثاً استثنائياً يحدث للمرة الأولى منذ مئات السنين.

ويقول الباحث التاريخي محمد جمال الحويطي، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، إنّ أول من نادى بالتسحير هو «عنبسة بن إسحاق» سنة 238 هـ، وهو حاكم مصر من ولاة الخلافة العباسية تولى حكم مصر في عهد الخليفة المنتصر، حسب ما ذكره المقريزي، وكان يذهب ماشياً من مدينة العسكر في الفسطاط إلى جامع عمرو بن العاص وينادي الناس بالسحور، وأول من أيقظ الناس على الطبلة هم أهل مصر.

تطورت بعد ذلك فكرة التسحير على يد المصريين، حيث ابتكروا الطبلة التي يمسك بها المسحراتي بيده وممسكاً بالأخرى عصاً أو سوطاً يضرب به الطبلة، وخُصص في كل خطة من خطط أو أحياء مصر رجل يقوم بهذه المهمة مردداً بعض الأشعار الشعبية أو الابتهالات الدينية، وكان يرافق المسحراتي رجل آخر أو أحد أبنائه ليمسك له فانوساً حتى يشاهد الطريق وترى الناس المسحراتي وهو يمشي بالطريق في ليالي رمضان.

ويؤكد الحويطي، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ توقف المسحراتي في رمضان خلال عهود سابقة لم يذكر مباشرة من قبل المؤرخين، لكن في زمن الأوبئة يمكن أن يكون قد حدث ذلك، مع توقف أو هجر مهن بعينها بسبب تفشي الوباء.

ووفق الحويطي فإن وجود المسحراتي في المدن تلاشى واندثر منذ سنوات حتى مع ظهوره في بعض الأحياء، فوجوده يكون على استحياء بغرض الوجود والاستمرار، وذلك لكون من يعملون بهذه المهنة ورثوها من آبائهم، ويحرصون على استمرارها لشهرتهم بها.

مهنة المسحراتي لم تعد ذات أهمية للمجتمع، حسب الحويطي الذي يرى أنّها وجدت لغرض إيقاظ الناس وإعلامهم بقرب آذان الفجر للإمساك عن الطعام والشراب، ومثله مثل مدفع الإفطار في الغرض منه، ففي ذلك الزمان لم تكن هناك وسائل التكنولوجيا المختلفة التي تحل محل المسحراتي، أما حالياً فليس هناك أي ضرورة من وجود المسحراتي، ولا ضرر من عدم وجوده. لكن المسحراتي سيظل أحد المظاهر التراثية في مصر، وبقاؤه أصبح فقط من الموروثات الشعبية عند الكبار قبل الأطفال، التي لا يكتمل رمضان من دونها، وفق الحويطي.

قد يهمك ايضا:

بريطاني يعلن أن وضع مصر جيد في أزمة كورونا حواره مع برنامج "مع أسامة كمال"

معرض افتراضي بمشاركة 40 تشكيليًا عربيًا رافعين شعار "مِن المحَن تأتي المنَح"

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طقوس المسحّراتي التاريخية بلا روح في ظل كورونا طقوس المسحّراتي التاريخية بلا روح في ظل كورونا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon