الفنُ التشكيّلي مرآتي التي أرى فيّها نفسي
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

مصطفى الصوفي لـ " العرب اليوم ":

الفنُ التشكيّلي مرآتي التي أرى فيّها نفسي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الفنُ التشكيّلي مرآتي التي أرى فيّها نفسي

الفنان التشكيلي مصطفى الصوفي
مراكش ـ ثورية ايشرم

أكدَّ الفنان التشكيلي مصطفى الصوفي أن الفن التشكيلي هو أحدث لغات تواصل الفكر الإنساني مع الآخرين والصفة الظاهرة للتراث الماضي والحضاري يتطور عبر عصور مختلفة ويتعاقب عليه أجيال، ويتجسد هذا التواصل من خلال لوحة فيها من المعاني الأحاسيس التي يجسدها الفنان، فيما قال "إن الفن التشكيلي يعتمد على أساسيات ورسالة الفن تحمل أبعادًا  ومضامين ذات مستويات فكرية ومعرفية وفلسفية وروحية واجتماعية وسياسية بمعنى آخر كل ما ذكرته مسبقا أمور وأشياء مرتبطة ببعضها وكل له توجهات وأبعاد وذلك من خلال قراءة "سيكولوجيتة" لأي فنان عن طريق دراسة عمله الفني نستطيع معرفة بحث الفنان والخلود الذي يبحث عنه".
وأضاف الصوفي في حديث إلى "العرب اليوم" " إن هاجس هذا الفن هو تعبير عن واقع يعيشه الفنان في حياته اليومية كلما نبحث في أعماق ذاتنا كلما أحسسنا بالغرابة تجاه أنفسنا ، أما حين نبحث في الحسي العاطفي الشعوري الذي يتولد لدى الشخص نستطيع أن نلتقط ذاتنا الكلي, لذلك غالبا ما نجد لدى الفنانين والأدباء والشعراء أحاسيس ومشاعر لهاجس ضمن هذه الرؤية ليوصلنا إلى وضع مجموعة من الإشكاليات ضمن حلقة واحدة تضم ( الحس, والشعور, والوعي, والفكر, والثقافة ,والخيال ) حتى يتم تحديد الهاجس ومتى بدء الشعور به لذلك, يمكنني أن أتجاوز مجموعة هذه الإشكاليات بالقول أن الهاجس التشكيلي عند الأغلبية يعود إلى الموروث والموهبة لكل فنان بالإضافة إلى تكوين شخصيته وبالتالي يولد هذا الهاجس بولادته دون أن يعي هذا الشيء ويتجدد تلقائيا ً ضمن حاملها فيتطور شيئا فشيئا حتى يكتسب المزيد من الخبرة."
وأشار إلى ان " الفن موهبة من المولى عز وجل وهبها في الانسان الذي لديه إبداع وتنمية قدراته لكي يطّورها ويحتك بمن حوله في هذا المجال لكسب المزيد من الخبرة والتجربة ،  فموضوع الاختيار ليس له علاقة بجدلية الإنسان مع الطبيعة والبيئة التي يعيشها فهو يعبر عن الشيء من نظرة وفكر وتعبير عما يشعر به ورغبة وإدراك في كيفية إخراجه بالصورة المطلوبة لذلك أرى أن الفنان هو من يبحث عن الفن التشكيلي بحكم إبداعاته وأرى نفسي أحد هؤلاء الذين اختاروا هذا الفن."
وأوضح الصوفي  أن " الفن التشكيلي يعتمد على أساسيات ورسالة الفن تحمل أبعادا  ومضامين ذات مستويات فكرية ومعرفية وفلسفية وروحية واجتماعية وسياسية بمعنى آخر كل ما ذكرته مسبقا أمور وأشياء مرتبطة ببعضها وكل له توجهات وأبعاد وذلك من خلال قراءة "سيكولوجيتة" لأي فنان عن طريق دراسة عمله الفني نستطيع معرفة بحث الفنان والخلود الذي يبحث عنه هذا الفنان و يحاول إيجاده عبر العمل الفني الذي يقوم بإنتاجه سواء كان أنيا  أو مستقبلا،  وهذا ما أصبو إليه ويحاول جميع الفنانين الوصول إليه."
وبيّن  أنه "عندما تعمل عمل فني تبدع فيه ويلقى صدً واسعا وإيجابيا لدى المتلقي فهذا بالنسبة لي يعتبر الانطباع الحقيقي لنجاح العمل لأن المتلقي هو المرآة الحقيقية لجدارة ونجاح أي عمل وبالتالي يستشعر بأهمية وقيمة ذلك العمل وخلال تعاملي مع الجمهور واحتكاكي لمعرفة ما تطرحه ،أجد عند البعض انبهارا  بالإعمال وهذا ما أجده غالبا  عند الفئة المتابعة للفن التشكيلي والمثقفة بصريا  واجد عند البعض الآخر عدم الرضى والارتياح واعتقد أن هذا يعود لعدم فهم العمل أو لعدم استطاعته قراءة العمل علما  بأنهم ينشدون للعمل من جانب حين يجذبهم اللون والحركة والتكوين ولكنهم يبحثون عن العمل المقروء والواضح ومع ذلك أجد في الحديث معهم بأنهم يشعرون بالراحة من خلال النظر إلى الأعمال ولكن لا يملكون الثقافة الفنية حتى يتواصلوا مع اللوحة ومع ذلك فأنا متفائل لنقطة واحدة أنني حين أتواصل مع الجمهور في أي مكان أجدهم يسألون الجديد الذي احمله لهم , وهذا له دلالة على وقع وتأثير العمل الفني على الجمهور وبالتالي يصبح الجمهور يوما  بعد يوم يتذوق العمل الفني ويتعلم النظر إليه بعمق ويعتمد في ذلك على الحس والشعور وبالتالي يتعلم قراءة اللوحة وفهمها بكل أبعادها ."
وقال الصوفي إن " الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من الفنون الاخرى الادب والسينما والمسرح وغيرها بل يتداخل و يندمج في جوهره ضمن بوتقة واحدة إلا أن لكل واحد منها يحمل خاصية معينة وكيفية التعامل معها , تتجاذب هذه الفنون وتتداخل حين يتعلق الموضوع  بالجانب  الفني  وعلاقة هذا الجانب الفني بالروح والشعور بالإحساس وصدق العاطفة والهاجس الإبداعي وتفترق وتتنافر حين تدخل في التكنيك و مفرداتها ،  كما ان اللوحة كيان كل فنان وهي المرآة التي تعكس أفكاري وارى فيها نفسي وأعبر عن ما في داخلي من شعور وأحاسيس ووصف لما أراه في حياتي اليومية أنفذ فيها أو بالأصح أرسم خطوات العمل من وصف وإخراج وإضافة المعاني والأفكار وبالتالي تخرج هذه اللوحة بشكلها المطلوب."
وأضاف إن  " الفن التشكيلي  وصل إلى درجة كبيرة من تقريب للمسافة بين الإبداع التشكيلي والمتلقي والذي ساهم بشكل كبير وفعّال في تنمية المهارات والأفكار سواء لمن يملك هذه الموهبة من خلال إقامة الورش الفنية والتي يتم فيها التقاء الفنانين التشكيليين والمبتدئين الذين لديهم طموحات في هذا المجال ولكنهم بحاجة لصقل وتحسين بعض المفاهيم والرؤى الفنية والتي لا يمكن أن تتم إلا من خلال هذه الورش الفنية التطبيقية التي يتم فيها تبادل الخبرات والثقافات واكتساب المهارات ما بين المشاركين والفنانين أيضا، مما يساهم في تحسن وتطوير المستويات الفكرية والمهارية إضافة إلى الرؤى البصرية للعديد من المشاركين، لذلك أرى أن الفن رسالة يجب توصيلها للمبدعين حتى تعم الفائدة الجميع."
واختتم  الصوفي كلامه قائلا ان "  مستقبل الفن يبشر بالخير في ظل وجود مواهب ومبدعين في المجال التشكيلي وتدرجوا في الفن من البداية وهم على قدر من المسؤولية في حمل رسالة الفن في المستقبل وإيصالها للأجيال القادمة ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأتي شخص ويرسم لوحة أو عمل فن تشكيلي دون أن يعرف مبادئ وأساسيات العمل ونقول عنه فنان وهذا خطأ سلبي بل لا بد له من التدرج أولا والوصول لمرحلة من الفكر والإبداع حينها نقول أن هذا الشخص فنان تشكيلي."

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنُ التشكيّلي مرآتي التي أرى فيّها نفسي الفنُ التشكيّلي مرآتي التي أرى فيّها نفسي



GMT 08:47 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon