الكتابة فسحة للنفس والروح ونافذة لأحلامي المجنحة
آخر تحديث GMT17:56:16
 لبنان اليوم -

الشاعرة المغربية رشيدة بورزكي لـ"العرب اليوم":

الكتابة فسحة للنفس والروح ونافذة لأحلامي المجنحة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الكتابة فسحة للنفس والروح ونافذة لأحلامي المجنحة

الشاعرة المغربية رشيدة بورزكي

مراكش ـ سعاد المدراع أكدت صاحبة الديوان الشعري "بعد رحيلك" الذي صدر عام 2012 أن الكتابة فسحة للنفس والروح إذ تحملني إلى عوالم الدهشة، هي الضمير الحي، نافذة لأحلامي المجنحة، وأن الأدب وقع إنساني لا علاقة له بأنوثة ولا ذكورة، مضيفة أن الشعر كان ولا يزال ديوان العرب، لافتة إلى أن "الكتابة التي لا تأخذ دورها في التغيير المجتمعي والتربية الوجدانية الأخلاقية للإنسان محض نشاز"، مشيرة إلى أنها لا تؤمن مطلقًا بمعايير أدبية عنصرية، وأن القصيدة دوحة تتسع للجميع، حلم يراود الشواعر والشعراء.
وأَضافت الأديبة المغربية بورزكي التي أصدرت ديوانًا شعريًا إلكترونيا بعنوان "تداعيات" عام 2010، بالإضافة إلى ديوان شعري آخر جاهز للطباعة أن الشعر كان وسيبقى ديوان العرب، وأن النضال الأدبي القلمي "يجب أن يربط بين قضايانا بحركة الصيرورة التاريخية وتفاعل الإنسان مع تطور الزمن".
وأكدت الشاعرة وهي مواليد عام 1975 في مدينة تازة وخريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، في حوار خاص مع "العرب اليوم" أن الأدب وقع إنساني لا علاقة له بأنوثة ولا ذكورة، موضحة أنها ترفض هذا التصنيف الجنسي لأنه يرسخ صراعًا ما، أو علاقة ضدية ما.  
كيف كانت بدايتك مع الشعر؟
بداياتي مع الكتابة عمومًا كانت في سن صغيرة جدًا، حين كان يعتبر والدي المهاجر آنذاك -إلى فرنسا- رسائلي إليه مميزة مقارنة مع إخواني الثلاثة، كتبت خواطري على مذكراتي، وحين اشتد عود حرفي قليلاً عانقت جذوة القصيد، وشاركت بأشعاري في أسابيع الطلاب الثقافية أيام الجامعة، لا أذكر متى تحديدًا كانت بداياتي.
كما الجسد لا يعرف متى بدأت علاقته مع الروح. ابتعدت قليلاً عن أجوائها من دون توقف تام، لأعود أكثر عطشًا إليها في السنوات الأخيرة.
ماذا تمثل الكتابة بالنسبة إليك؟
هي فسحة للنفس والروح إذ تحملني إلى عوالم الدهشة، هي الضمير الحي، نافذة لأحلامي المجنحة. إنما أكتب لأتحرر، لأصرخ، لأحيا.
لا أخطط لنصوصي مساراتها ولا أدري إلى أين ستتجه بي، لكن ثقتي بأنها ستلامس العالم والوجود تجعلني مطمئنة. الكتابة ورطة لذيذة، قدر نبيل، رسم لأبعاد موغلة في تفاصيل الذات والوطن والإنسان.
شخصيًا أعتبر الكتابة التي لا تأخذ دورها في التغيير المجتمعي والتربية الوجدانية الأخلاقية للإنسان محض نشاز.
للكتابة طقوس، هل تعيشينها؟ أم تأتيك القصيدة بصورة معينة؟
الكتابة حالة قد تباغتك على حين غرة في أي مكان، لكن أقربها إلى قلبي تلك التي تراودني ليلاً حيث السكينة والتناغم مع الذات، وكم من ومضات رائقة فرّت مني لأني لم أسجلها فورًا نتيجة إكراهات ما، الشعر وطن شاسع في عالمي، غالبًا ما يباغتني من دون استئذان، حينها أحتاج فنجان قهوة وموسيقى هادئة دافئة لأعيش متعة حقيقية تكتمل ذروتها حين أشعر ببعض الرضا عما كتبته.
هناك من يصنف الشعر إلى شعر نسائي وآخر رجالي، هل أنت مع هذا التصنيف؟ أي تمازج بين الصنفين؟ أي نقاط اختلاف أو تشابه؟
لا أؤمن مطلقًا بمعايير أدبية عنصرية، القصيدة دوحة تتسع للجميع، حلم يراود الشواعر والشعراء. ربما برز هذا المصطلح -أدب نسائي- كرد اعتبار للمرأة التي همشت مساهماتها بسبب معايير قيمية ربطت بين الفن والآداب وبين نظام قبلي قائم على السلطة الذكورية، وعليه فإن "النسائي" يشير إلى حضور المرأة في الحياة الثقافية بعد غياب.
أرفض هذا التصنيف لأنه يرسخ صراعًا ما، أو علاقة ضدية ما، الأدب وقع إنساني لا علاقة له بأنوثة ولا ذكورة.
أي تصيف لمستقبل الشعر في عصر المعلوماتية؟ وما مدى تعاطفك مع الانتشار الإلكتروني للشعر؟
لا أستطيع تقييم المشهد، ولا التكهن بمستقبله، لكن وكوجهة نظر متواضعة هناك الجيد والرديء، والزمن كفيل بإنصاف الشعر الحقيقي الذي يصوغ الحياة بشعرية عالية التجريد، المعلوماتية صارت واقعًا لا مناص منه، والكتابة الجيدة تلامس أعماقنا، تثير ضجة في النفس سواء أكان المؤلف إلكترونيًا أم ورقيًا، الشعر كان وسيبقى ديوان العرب، والنضال الأدبي القلمي يجب أن يربط بين قضايانا بحركة الصيرورة التاريخية وتفاعل الإنسان مع تطور الزمن، وقد يساهم الانتشار الإلكتروني للشعر في إقبال الناس عليه بعد عزوف طويل.
كيف تعيشين فترات يومك خارج نطاق الكتابة؟ وهل يمكن أن تتوقفي يومًا عن كتابة الشعر؟  
موزعة بين عملي كأستاذة بالمرحلة الثانوية الإعدادية، وأمومتي لنور وياسر، ومطبخي الذي أحبه -أحيانًا- وبين مواقع على الإنترنت، وممارسة الرياضة، وبعض الواجبات العائلية والاجتماعية.
أعيش قلقًا حقيقيًا حين أجدني موغلة في زحام التفاصيل اليومية بعيدًا عن عالم الكتابة، وأتساءل دومًا: هل سيظل مداد قلمي طوع إشارتي أم يجف يومًا؟
أسوأ شيء أن يتوقف كاتب عن الكتابة، لأنها وطن وانتماء وحضن دافئ.
ماذا تمثل لك هذه الأسماء؟ نزار قباني، فدوى طوقان، محمود درويش ونازك الملائكة؟
نزار قباني: الأشعار في كفه حقول أقحوان وألوان، أحب منها لون الثورة والحب والإنسان، وأنأى عن وصفه المبالغ فيه لجسد الأنثى - عذرًا لعشاق نزار.
فدوى طوقان: صوت دافئ لفلسطين، غَيْمة إبداع في ليل ماطر، تهز جذع الحرف يساقط البهاء منا وسلوى للأطفال، لرائحة الأرض، لحلم الانتصار والعودة.
محمود درويش: شاعر القضية بلا منازع لم يرحل يومًا هو باقٍ فينا.
نازك الملائكة: إزميل مجدد باهر التجليات، امرأة تعزف على وجه القمر بروح التحدي والنضج وعزة النفس.
هل من كلمة أخيرة لك؟
عميق شكري لك، أتمنى لك التوفيق في مشوارك الإعلامي والأدبي والشخصي.
لكم أصبو إلى سلام عالمي وتضامن إنساني وبسمة لكل أطفال العالم، لكن أرجو أن يتبوأ الكاتب مكانه الحقيقي في مجتمعنا، أكاد أجزم أن الكتّاب هم صناع الجمال والحياة، شريطة صدق التفاعل مع الذات والكون كله.
وأنهي كلمتي بمقتطف من آخر قصيدة لي في مناسبة حديثنا عن أمل السلام:
قاب حزنين أو أقصى
من طفل بين شهيدين
بات بلا وطن ....
أيهما القاتل؟
أخبروه على عجل
بقايا ملامحه
على وجه الياسمين
تفضح زيفكم
ثائرة روحه
جريحة على
نوافذ الفاجعة
أيها المستعذب قتله
ما زال قي القلب
متسع لرصاصتين
وألف ألف سنبلة ...
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتابة فسحة للنفس والروح ونافذة لأحلامي المجنحة الكتابة فسحة للنفس والروح ونافذة لأحلامي المجنحة



GMT 08:47 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon