لندن - لبنان اليوم
يبدو أن شعبية السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة آخذة في الازدياد، فهي ذات ألوان زاهية وسهلة الاستخدام وتأتي بنكهات مثيرة من الحلوى إلى التوت الأزرق.لكن ما مدى أمان تدخين السجائر الإلكترونية، خاصة بالنسبة للشباب الذين لم يجربوا السجائر التقليدية مطلقاً؟
بدأت إيزي إسبوزيتو، البالغة من العمر 18 عاما، من بورهاموود في إنجلترا، بتدخين السجائر الإلكترونية مؤخراً بعد أن جربها جميع أصدقائها، وهي الآن تدخن معظم الوقت.تقول: "يمكنني فقط الجلوس في السرير واستخدام السجائر الإلكترونية وفي نفس الوقت أتواصل عبر تطبيق فيس تايم مع أصدقائي". "إنها في متناول اليد، لذلك يشعر المرء بإغراء تدخينها طوال الوقت".
"لقد وصلت إلى مرحلة بدأت استخدم فيها نحو اثنتين من السجائر الإلكترونية في الأسبوع".
اضطرت إيزي مؤخرا إلى التوقف عن استخدامها بعد أن بدأت لثتها تنزف وأصيبت بتقرحات في فمها وعلى شفتيها.
تقول: "لم أرغب في تنظيف أسناني بالفرشاة لأن العملية بدت مؤلمة للغاية بعد النزيف والتقرحات".
السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة هي أحدث موضة في عالم التدخين. إنها أرخص من علبة سجائر ويمكن استخدامها مباشرة فور شراءها، كما يمكن رميها بمجرد الانتهاء منها.
تنجذب إيزي إلى الألوان والنكهات، كما أعجبتها فكرة أنها تستطيع شراء واحدة تلائم ملابسها التي ترتديها في كل سهرة تخرج فيها مع أصدقائها.
اعتادت أن تدخن من حين لآخر في عطلات نهاية الأسبوع، لكنها تجد التدخين الإلكتروني أسهل وأكثر ملاءمة لها.
ساعدت السجائر الإلكترونية آلاف الأشخاص في الإقلاع عن التدخين، والتخلص من دخان التبغ الخطير والسام، مما أعطى دفعة صحية كبيرة.
لكن الدخان الناجم عن السجائر الإلكترونية الذي ما زال قيد البحث والدراسة، يمكن أن يحتوي على كميات صغيرة من المواد الكيميائية، بما في ذلك النيكوتين، الذي يمكن أن يحمل مخاطر أخرى، لم يتوصل العلماء إلى ماهيته حتى الآن.
كما أن هنالك قلق متزايد من أن الشباب يتوجهون إلى السجائر الإلكترونية لأنهم يرون أنها خالية تماما من المخاطر.
تقول البروفيسورة ليندا بولد، أستاذة الصحة العامة بجامعة إدنبرة في اسكتلندا: "الشباب والمراهقون ربما يختبرون التدخين من خلال تلك السجائر الإلكترونية لكنهم لا يصبحون مستخدمين دائمين على المدى الطويل".
تمتلك المملكة المتحدة قوانين لاستخدام السجائر الإلكترونية تعد من بين الأكثر صرامة في العالم، إذ يتم حظر جميع أشكال تسويق السجائر الإلكترونية تقريباً، كما أن كمية النيكوتين في المنتج محدودة ويمكن فقط لمن هم في سن 18 عاما فما فوق شراؤها بشكل قانوني.
وتقول البروفيسورة بولد: "من المهم أن نبقي منتجات السجائر الإلكترونية هذه بعيدا عن الشباب، لأنها ليست لهم ولا تناسبهم".
بدأت ميغان مونداي، التي تبلغ من العمر 18 عاما، باستخدام السجائر الإلكترونية لتساعدها على تقليل استخدام السجائر التقليدية، ووجدت أن النكهات "تسبب الإدمان".
قالت إن السجائر الإلكترونية جعلتها بالكاد قادرة على الكلام "وأصابني التهاب في الحلق سيء للغاية لدرجة أنني شعرت أنني أتلقى طعنات حادة في الحلق عندما ابتلع".
وتضيف: "لقد كان الأمر سيئاً للغاية لدرجة أنني اضطررت إلى أخذ إجازة من العمل بسبب ذلك"، كما اضطرت للتوقف عن استخدامها.
يقول أطباء الأسنان إنهم يلاحظون بعض الآثار الجانبية للتدخين الإلكتروني، مثل رائحة الفم الكريهة، والتقرحات، والألم في بعض المناطق، وجفاف الفم. وهذا يمكن أن يؤدي إلى نقص اللعاب وربما تسوس الأسنان.
يمكن أن يحدث نزيف اللثة بعد توقف الناس عن التدخين مع تحسن الدورة الدموية، وغالبا في نفس الوقت الذي يبدأ فيه التدخين الإلكتروني. إنه مؤشر على أن اللثة تعود إلى طبيعتها وليس بالضرورة علامة سيئة.
ويقول خبراء الأسنان إنه من غير المرجح أن يكون النيكوتين عاملاً كبيراً في الإصابة بالسرطان أو أمراض اللثة،على الأقل هذا ما هو معروف حتى الآن.
وقال البروفيسور ريتشارد هوليداي، كبير المحاضرين والمستشار الفخري في طب الأسنان الترميمي في نيوكاسل بإنجلترا: "ما زلنا في طور البحث والمراقبة وليس لدينا جميع الإجابات، ولكن النتائج المتوفرة تبين أنه لا يوجد شيء يدعو للقلق الشديد".
لكن على الرغم من الآراء التي تقلل من شأن المخاطر المحتملة للسجائر الإلكترونية، إلا أن الكثيرين لا يشعرون بالاطمئنان ولا يتفقون مع هذه الآراء.
ديفيد ثيكيت، أستاذ طب الجهاز التنفسي في جامعة برمنغهام، يشعر بالقلق حيال آثار وصول جرعات عالية من النيكوتين إلى الرئتين من خلال التدخين الإلكتروني.
وعلى الرغم من استخدام علكة و لصقات النيكوتين لسنوات عديدة للتخفيف من الرغبة الشديدة في تدخين السجائر، الذي يعتبر آمناً، إلا أنه لا يمكن التأكد من تأثير النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية.
يقول البروفيسور ثيكيت: "هذا يعني أنه من المحتمل أن تكون أكثر ضرراً".
ووجدت دراسة أن التدخين الإلكتروني يضر بخلايا الجهاز المناعي المهمة في الرئتين، ويسبب الالتهاب.
ولا شك أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث على الأشخاص الذين يدخنون السجائر الإلكترونية لتأكيد النتائج، لكن بعض التأثيرات كانت مماثلة لتلك التي لوحظت لدى المدخنين المنتظمين للسجائر التقليدية، والأشخاص المصابين بأمراض الرئة المزمنة.
ويحذر البروفيسور ثيكيت من أن المستخدمين لا يتلقون دائما الدعم الكافي لوقف استهلاك النيكوتين بعد التحول إلى السجائر الإلكترونية.
ويخلص للقول إن السجائر الإلكترونية أكثر أماناً من السجائر التقليدية، لكنها قد تكون ضارة على المدى الطويل، ولا تزال الأبحاث حولها في مراحلها الأولى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك