مع تسجيل 66 إصابة بفيروس كورونا أمس الخميس وسط توقعات بارتفاع كبير بعدد الإصابات مع فتح المطار أبوابه، حذّر مدير عام مستشفى رفيق الحريري، الجراح فراس أبيض من خطورة الوضع.وفي سلسلة تغريدات على حسابه على "تويتر"، وصف أبيض الوضع بـ"المقلق جداً". وأوضح أبيض أنّ عدد الإصابات اليومية يواصل ارتفاعه، متوقعاً أن يكون عدد الإصابات هذا الأسبوع الأكبر منذ 18 شباط.
أبيض الذي توقع تخطي الإصابات الأسبوع الجاري الـ200، عزا هذا الارتفاع إلى عامليْن: الانتشار المحلي ووصول وافدين مصابين بالفيروس.وفيما بيّن أبيض أنّ عدد الفحوص التي أجريت كان قياسياً، إذ بلغ 4260 فحصاً، قال إنّ نسبة الفحوص التي جاءت سلبية قُدّرت بـ1.55%، وهي نسبة أعلى بالمقارنة مع نسب سابقة.
وعلى الرغم من هذا التقدّم، أكّد أبيض أنّ الارتفاع بعدد الإصابات "حقيقي" وليس نتيحة "عملية ترصد أفضل" للوباء فحسب.وفي هذا السياق، تحدّث أبيض عن ارتفاع عدد الإصابات وحجم المجموعات المصابة وعن توسع نطاق الإصابات حيث بلغت مناطق مختلفة (الإصابة الأولى في حاصبيا) بما في ذلك المناطق الكثيفة سكانياً (الغبيري) والمخيمات.
توازياً، استعرض أبيض ملاحظات هامة، متحدثاً عن تعب اللبنانيين والمقيمين من التعبئة العامة وعدم التزامهم بالإجراءات الوقائية. وكشف عن إقامة حفلات ودعوات إلى عشاء (فاريا)، محذراً من مخاطر الالتزام بالتباعد الاجتماعي بحدوده الدنيا في أماكن العبادة، إذ تم تسجيل مجموعة إصابات جديدة (أكثر من 20 إصابة) بفيروس كورونا بعدما شارك هؤلاء في عزاء.
إلى ذلك، سلّط أبيض الضوء على معاناة المستشفيات، نتيجة التأخير في الحصول على مستحقاتها وارتفاع التكاليف وتدني المخزون وانقطاع التيار الكهربائي، مؤكداً أنّ هذه العوامل تضع المستشفيات أمام تحد خطير. كما كشف عن تسجيل إصابات بكورونا في أوساط الطواقم الطبية في 4 مستشفيات، في الأيام الأخيرة.
على مستوى الملاحظة الثالثة، اعتبر أبيض أنّ المطار لم يفتح أبوابه وفق المخطط، وذلك بسبب عدم خضوع جميع الوافدين لفحص كورونا قبل وصولهم إلى لبنان. وتابع قائلاً إنّ التطبيقات التي هدفت إلى تتبع الوافدين لم تعمل بشكل جيد. وأوضح أنّ بعض الوافدين امتنع عن الالتزام بالحجر ونشر الفيروس، وهو ما جرى في صور.
واستناداً إلى ما سلف، حذّر أبيض من أنّ الغيوم تتلبد في سماء لبنان، قائلاً: "وقد نتجه نحو عاصفة"، متسائلاً عن قدرة المستشفيات في حال تحوّل هذه السيناريو إلى حقيقة.
وتساءل أبيض عما إذا كانت الحكومة ستُضطرإلى فرض إغلاق عام آخر، قائلاً: "هل ما زلنا قادرين على تغيير المسار وتفادي طفرة جديدة في عدد الإصابات؟ نعم، نحن قادرون، إلاّ أنّ هذه المسألة لن تتسم بالسهولة".
وعليه، اعتبر أبيض أنّه يتعين على السلطات القيام بأداء أفضل لجهة فرض الإجراءات الوقائية وتحميل الشركات والأفراد المسؤولية في حال التراخي، مقترحاً إقفال الشركات غير الملتزمة. كذلك، دعا أبيض إلى إجراء حملات توعية متواصلة وتقديم الدعم الكامل للقطاع الطبي.
على مستوى الأفراد، شدّد أبيض على ضرورة قيامهم بتغيير سلوكهم وتحمّلهم المسؤولية، مشيراً إلى أنّ الالتزام بوضع الكمامات انخفض ليبلغ 25%.
وفي تغريدته الأخيرة، اعتبر أبيض أنّ السلطات والأفراد يسيرون باندفاع باتجاه فرض إغلاق عام جديد، خالصاً إلى القول: "حرية العمل والعيش لها ثمن، فهل نلتزم؟".
واليوم، نشرت وزارة الصحة على حسابها على "تويتر" رسماً بيانياً لكبح الانتشار المحلي. ويظهر الرسم البياني ارتفاعاً تدريجياً وملحوظاً للإصابات، إلاّ أنّه ما زال "تحت السيطرة"، إذ لم يتخظ قدرة المستشفيات الاستيعابية.
وتأتي تغريدات أبيض هذه بعدما أعلنت وزارة الصحة أمس تسجيل 66 إصابة جديدة بالفيروس، 44 من المقيمين مقابل 22 من الوافدين، ما رفع العدد التراكمي إلى 1373.
بدورها، قالت مصادر طبية لـ"الجمهورية" إنّ "عدد الإصابات يفوق العدد المعلن عنه، وإنّ الفيروس أصبح خطراً أكثر من السابق".
من جانبه، علّق وزير الصحة حمد حسن بالقول:"بعد فقدان الأمل في إمكان التعويل على الضمير الإنساني والمسؤولية المجتمعية لمواجهة وباء كورونا، فإنّ هناك توجهاً رسمياً جدياً نحو فرض غرامة مالية مرتفعة وإجراءات قانونية في حق كل من يخالف قواعد الحجر المنزلي ومقتضيات التعبئة العامة، لأنّ هذا التصرف المتفلّت من كل الضوابط ينطوي على تهديد للسلامة الوطنية والصحة العامة".
قد يهمك ايضا:
إليكم آخر المستجدات في مستشفى رفيق الحريري
تعرف على آخر مستجدات فيروس "كورونا" في مستشفى رفيق الحريري
أرسل تعليقك