واشنطن ـ عادل سلامة
كشفت دراسة طبية حديثة أن "الكثير من العلاقات الزوجية تدهورت بسبب نجاح أحد الشريكين فقط في فقدان كمية كبيرة من الوزن، حيث أظهرت انهيار الحياة الزوجية لبعض الأزواج؛ لأن شريك واحد فقط وزنه يبدأ في إزعاج الشريك الآخر، بسبب تغير نمط الحياة والعادات الصحية والجنسية".
ووجدتْ الدراسة، التي أجرتها جامعتي ولاية نورث كارولينا، وتكساس، في أوستن،
أنه "يمكن أن يكون هناك جانب مظلم لفقدان الوزن، إذا لم يلتزم كل من الشريكين على حد سواء بتغيير نمط الحياة".
وانتقد بعض الشركاء شركاءهم الآخرين؛ بسبب قِلَّت الاهتمام بممارسة الجنس، أو محاولة إيذاء شركائهم من خلال جعلهم يتناولون الأطعمة غير الصحية من أجل عرقلة جهودهم ومنع شركائهم وعلاقاتهم أن تتغير.
وأكد الدكتور ينزي رومو، وهو أستاذ مساعد في الاتصالات في جامعة ولاية نورث كارولينا، أن "الناس بحاجة إلى إدراك أن فقدان الوزن يمكن أن يُغيِّر العلاقة إلى الأفضل أو إلى الأسوأ، وأن الاتصال بين الشريكين يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على علاقة صحية، وقام الباحثون بدراسة 21 زوجًا من جميع أنحاء الولايات المتحدة؛ لإثبات ذلك، ووجدوا أن شريك واحد في كل زوجين فَقَد على الأقل 30 باوندًا، في أقل من عامين، حيث يبلغ متوسط فقدان الوزن حوالي 60 باوندًا".
وبسؤال المشاركين في الدراسة عن تأثير فقدان الوزن على العلاقة الزوجية، وجد الباحثون أنه "بعد فقدان الوزن، تغيَّرت لغة الاتصال بين الأزواج بشكل عام إلى الأفضل، والشريك الذي فَقَدَ الوزن من المرجح أن يتحدَّث عن السلوكيات الصحية، وإلهام شريكه لإتباع تغييرات من أجل نمط حياة صحي".
ووجدت الدراسة أن "الشريكين اللذين يقبلا التغييرات الصحية، يقولان؛ أن علاقتهما الزوجية أصبحت أفضل على حد سواء جنسيًّا وعاطفيًّا، ومع ذلك، ففي بعض الحالات، أدى فقدان الوزن إلى انهيار العلاقة الزوجية".
وبعض الشركاء الذين فَقَدوا الكثير من الوزن كانوا مصدر إزعاج كبير لشريكهم، حيث إنهم يرغبون أن يحذو الشريك الآخر الحذو ذاته، مما يؤدي إلى التوتر في العلاقة، وقال الشركاء الآخرين، الذين لم يفقدوا الوزن أنهم أصبحوا يشعرون بالخطر وانعدام الأمن؛ بسبب فقدان وزن شركائهم.
وقال الدكتور رومو، "وجدتْ هذه الدراسة أن تغيير نمط حياة شريك واحد، أثَّرت على ديناميكية وحيوية التفاعل بين الأزواج في مجموعة متنوعة من الطرق الإيجابية أو السلبية، حيث من الممكن أن تتطور العلاقة الزوجية أو تتدهور بسبب ذلك، فعندما يشترك الشريكان في فكرة التغييرات الصحية أصبح كلًّا منهما يُدعِّم الآخر، فيبدو أن فقدان الوزن يعمل على تقريبهما، ولكن حينما يقاوم الآخرون التغييرات الصحية، ولا يكونوا داعمين لفقدان وزن شركائهم، تعاني وتتدهور العلاقة بينهما".
وأوضح الدكتور رومو، "يجب ألا تُثني هذه الدراسة من أن يفقد الوزن الزائد، ولكن ينبغي أن تشجع الآخرين ليكونوا على علم بالايجابيات والسلبيات المحتملة الناتجة عن فقدان الوزن على العلاقة الزوجية، ومن المهم حقًّا أن يُدعِّم الشخص شريكه الذي يحاول إنقاص وزنه حتى لا يشعر بالخطر؛ بسبب تغيرات نمط حياتهم الصحية، وهذا النَّهج سيساعد الآخرين على فقدان الوزن، دون المساس بنوعية العلاقة بينهما، وقد تعتقد أن خسارة الوزن ستضيف إلى حياتك الزوجية التوابل، ولكن تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الحقيقة يُمكن أن تكون في بعض الأحيان مختلفة جدًّا".
أرسل تعليقك