لندن - كاتيا حداد
كُشف أخيرًا، عن مجموعة مفقودة من ما يقرب من 150 رسالة من العالم المتخصّص في كاسر الرموز "ألان تورينغ" في خزانة الملفات القديمة في جامعة مانشستر، وتحتوي تلك المراسلات، التي لم تري النور لمدة 30 عامًا على الأقل، على القليل جدا من حياة تورينغ الشخصية المعذبة، ومع ذلك، فإنها تعطي نظرة مثيرة للاهتمام عن وجهات نظره بشأن أميركا، فردًا على دعوة للتحّدث في مؤتمر في الولايات المتحدة في نيسان/أبريل 1953، أجاب تورينغ بأنه يفضل عدم الحضور "أنا لا أحب الرحلة، وأنا أكره أميركا".
ولا تقدّم هذه الرسالة، التي أرسلت إلى الفيزيائي في كلية كينغز لندن، دونالد ماكاي، أي تفسير آخر لآراء تورينغ الصريحة بشأن أميركا، كما أن هذه الآراء لا تظهر في أي من الرسائل التي تبلغ 147 رسالة الأخرى التي تم اكتشافها في وقت سابق من هذا العام، ولقد تم العثور على المراسلات، التي يرجع تاريخها إلى وقت مبكر من عام 1949، وقبل وفاة تورينغ في عام 1954، عن طريق الصدفة عندما نظف طالب أكاديمي خزانة إيداع قديمة في مخزن في جامعة مانشستر، كان تورينغ نائبًا لمدير مختبر الحوسبة في الجامعة منذ عام 1948، بعد عمله البطولي في فك الشفرات في زمن الحرب في حديقة بليتشلي بارك، كان تورينغ عالم رياضيات ذو بصيرة ويلقب اليوم "أبو الحوسبة الحديثة" الذي فك رموز النازيين أثناء الحرب العالمية الثانية، ولقي مصرعه وهو في سن 41 عامًا نتيجة التسمم بمادة السيانيد.
وكشف البروفيسور جيم مايلز، من كلية علوم الكمبيوتر بالجامعة، أنه مندهشا بالعثور على الوثائق الواردة في ملف ورقي أحمر مكتوب عليه "آلان تورينغ"، "لقد فوجئت بالعثور على شيء من هذا القبيل ظل مخفي بعيدًا عن الأنظار لفترة طويلة، لم يعرف أي شخص يعمل الآن في الكلية أو في الجامعة أنه كان موجودا حتى، كان حقا اكتشافا مثيرا, ويثير تساؤلات عن سبب حجبهم بعيدًا".
وتركز المجموعة بشكل رئيسي على البحوث الأكاديمية للعالم تورينغ، بما في ذلك عمله على مجالات رائدة في الذكاء الاصطناعي، والحوسبة والرياضيات، ودعوات لإلقاء محاضرات في بعض من أفضل الجامعات المعروفة في الولايات المتحدة بما في ذلك معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكذلك يحتوي على رسالة واحدة من وكالة الاستخبارات "مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية" GCHQ ، الذي عمل بها تورينغ خلال الحرب، تحتوي المجموعة أيضا على مشروع مكتوب بخط اليد عن برنامج بإذاعة بي بي سي حول الذكاء الاصطناعي بعنوان "هل يمكن للآلات أن تفكر؟" من يوليو 1951، تم فرز الوثائق وفهرستها وتخزينها من قبل موظف أرشيف جامعة مانشستر "جيمس بيترز" وهي متاحة الآن للبحث عبر الإنترنت.
وقال بيترز إنّ "هذا هو اكتشاف فريد حقا، فأن مواد الأرشيف المتعلقة بالعالم تورينغ نادرة للغاية، لذلك فأن وجود بعض من مراسلاته الأكاديمية هو إضافة هامة إلى مجموعتنا، هناك القليل جدا من المراسلات الشخصية، ولا توجد رسائل من أفراد أسرة تورينغ، ولكن هذا لا يزال يعطينا نظرة مثيرة للاهتمام للغاية حول ممارسات عمله وحياته الأكاديمية بينما كان يعمل في جامعة مانشستر".
أرسل تعليقك