القاهرة ـ حسن أحمد
كشف عميد كلية الطب في جامعة عين شمس الدكتور محمود المتيني، أن النظام التعليمي الجديد الذي سيبدأ العمل به في سبتمبر/ أيلول ٢٠١٨ سيكون خمس سنوات دراسة وسنتين للامتياز، والـ٣ سنوات الأولى تشمل التعليم الطبي الأساسي، والسنتان الأخيرتان التعليم "الإكلينيكي"، على أن يكون بينهما نظام تكاملي، وسيكون التعليم بنظام الساعات المعتمدة، بمعدل نحو ٢٢٠ ساعة على مدار الخمس سنوات.
وأوضح "المتيني" في حديثه إلى "العرب اليوم"، أن هذا النظام يتميز بمواكبته أنظمة التعليم في العالم المتقدم، وعن طريقه سيمنع التكرار في المناهج والحشو، مع إتاحة البدء في تعرض الطالب للدراسة الإكلينيكية مبكرًا، وعن طريقه سيتخلص من الدبلومة والماجستير وزمالة الصحة، مضيفًا أنه سيكون هناك ضمانة أن الطبيب أو الجراح الذي يعمل في أي مكان لديه نفس المستوى في تخصصه، لضمان سلامة المرضى، أما البحث عن التميز والممارسات المتقدمة والتخصصات الدقيقة، مثل زراعة الأعضاء وجراحات القلب، فهى تأتي بطبيعة الأمر بعد استكمال الدراسة الأكاديمية.
وأشار عميد كلية طب عين شمس إلى أن الكلية حصلت على شهادة ضمان جودة التعليم من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد في ٢٠١٣، وينتهى اعتمادها هذا العام لذلك يتم البحث عن تطوير النظام التعليمي قبل الحصول على الإعتماد الجديد، لافتًا إلى أن الكلية نجحت في تجديد الاعتماد لمستشفيات النساء والولادة والقلب، وجارٍ الحصول على الاعتماد الخاص بمستشفى الباطنة والجراحة.
وأضاف أن هذا النظام التعليمي الجديد سيؤثر بالإيجاب في تدريب الطلاب، حيث سيبدأ تدريبه في سنتي الامتياز، وسيحصل على تدريب إكلينيكي حقيقي، ينتهي باختبار موحد للإجازة يتم على أساسه تحديد مستوى الخريج، وبالتعاون مع الهيئة القومية للتدريب الإلزامي، سيحصل الطالب على نسبة ٧٠٪ من الدرجات من امتحانات البكالوريوس، ونسبة ٣٠٪ من هذا الاختبار، ثم يبدأ الخريج مرحلة الطبيب المقيم لمدة خمس سنوات، تنتهى بامتحان "البورد"، الذي وجه الرئيس السيسي بسرعة تطبيقه.
وتابع المتيني "وبعد تطبيق النظام، لن يضطر الخريج لأن يصبح باحثًا أو يحضر درجة ماجستير ليمارس المهنة، فبعد الامتحان الموحد، وحصوله على البورد، يمكنه بدء العمل مباشرة، في حين سيقتصر تحضير الماجستير والدكتوراه على المهتمين بالدراسة الأكاديمية والبحث العلمي، وما يعوق تنفيذ هذا حاليًا هو أن الجامعات لم تتخذ قرارها بشأن إلغاء الماجستير ودرجة الزمالة بعد".
وتوقع عميد طب عين شمس، بأنه بحلول عام ٢٠٢٤ لن يكون هناك فارق في المستوى بين خريج كليات الطب المصري ونظيره في الغرب، مشددًا على أن ذلك يتطلب من الجميع التكاتف في العمل، والاجتهاد من الطلبة وهيئة التدريس.وأفاد بأن الكلية فيها نحو ١٢٠٠ طالب في الدفعة الواحدة، وتُدرس لـ٦ دفعات وفقًا للنظام القديم، إلى جانب ٣٥٠٠ طالب في الدراسات العليا، وتعمل حاليًا على تأسيس نظام تعليم موازٍ، هو نظام الـEMP، الذي يدرس به ١٢٠ طالبًا، ومن المقرر عند بدء النظام الجديد أن يدمج النظامين ببعضهما البعض، حتى يحصل كل الطلاب على نفس التعليم بلا تمييز، مؤكدًا أن النظام الجديد سيجعل كل طالب يحصل على نفس جودة التعليم، ويزيد من الحلقات النقاشية، ويقلل عدد الطلبة بالمحاضرة الواحدة، ويزيد من تعرضهم للتجربة الإكلينيكية، مع نظام موحد للامتحانات والإجازة.
وأعرب "المتيني" عن تمنيه عدد الطلاب في سبتمبر ٢٠١٨ على ٥٠٠ أو ٦٠٠ طالب، بدلاً من ١٢٠٠، حتى تستطيع الكلية تطبيق برنامج التعليم الجديد بصورة مرضية، لافتًا إلى أنه وفقًا للبنية التحتية للكلية ينبغي ألا يزيد عدد الطلاب بكل محاضرة على ٤٠ أو ٥٠ طالبًا كما هو متبع في بلاد العالم.
وأشار إلى أن مصر تحتاج إلى طبيب ممارس عام لكل ٥٠٠ إلى ١٠٠٠ مريض، وإخصائي لكل من ٥ إلى ١٠ آلاف مريض، مضيفًا أنه ينبغي إعادة توزيع أعداد الأطباء بشكل منظم، لأن الأغلبية تتركز في الدلتا والقاهرة.وكشف أنه يجرى حالياً التجهيز لافتتاح مستشفى الأطفال الجديد، حتى يسترد رونق ما كان عليه المستشفى في الأربعينيات، منوهًا إلى أن الكلية تحتاج مبنى جديد لجراحات الأطفال سيتكلف 400 مليون جنيه يتم فيه جمع كل تخصصات جراحات الأطفال.
أرسل تعليقك