تواجه إحدى أعرق الجامعات في المملكة المتحدة إدعاءات بأنها توفر منصة لممارسة الضغط نيابة عن مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل بين ألمانيا وروسيا، حيث اتهمت هيئة الرقابة الألمانية "باكيتر كونترول" كينغز كوليدج في لندن، بالسماح بظهور لنائب ألماني سابق تملك شركته عقود تجارية مع نورد ستريم 2، حيث تستفيد من مشروع البنية التحتية عبر بحر البلطيق.
المشروع تعرض لانتقادات عدة
خضع خط أنابيب الغاز، الذي يمتد من فيبورغ في روسيا إلى جرايفسفالد في ألمانيا، إلى تمحيص متجدد بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قمة الناتو هذا الشهر إن ألمانيا أصبحت "أسيرة للروس" بسبب اعتمادها على إمدادات الطاقة من روسيا.
وذكرت جريدة "الجارديان" أن المفوضية الأوروبية انتقدت المشروع أيضًا، حيث تقول "إنه يقوض الخطط الخاصة باتحاد طاقة أقرب، مع دول أوروبا الشرقية مثل أوكرانيا، والتي تقول أيضا إن المشروع مصمم؛ لزيادة القوة الجيوسياسية لروسيا".
وعبرت المملكة المتحدة للمرة الأولى عن معارضتها الشديدة لنورد ستريم، وكان وزير الخارجية السير ألان دنكان، قد صرح لنواب البرلمان، الأسبوع الماضي، بأن خط الأنابيب يمثل خطرا على أمن الطاقة الأوروبي وأوكرانيا، وتوفر خطوط الأنابيب الحالية بالفعل قدرة كافية لتلبية الطلب الأوروبي على الغاز، نحن لا نعتقد أن نورد ستريم 2 ضروري، ونظل قلقون من أن يكون بنائه ضارا بالمصالح الأوروبية ومصالح أوكرانيا.
ويقول النقاد "إن المشهد السائد في برلين، أن نورد ستريم 2 ضروري اقتصاديا لتلبية احتياجات ألمانيا من الطاقة على الرغم من الأهداف الرامية إلى الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وقد تم تأسيسها من خلال شبكة من جماعات الضغط المؤثرة".
مالك الشركة يرفض الإدعاءات
وتم إدراج فريدبير بفلوغر، النائب السابق لوزير الدفاع ومرشح بلدية برلين، والذي ليس لديه خلفية علمية، في كلية كينغز كوليدج، كمدير للمركز الأوروبي لأمن الطاقة والموارد في الجامعة "EUCERS"؛ ولكن موقع الجامعة لم ينص صراحة على أن بفلوغر،هو أيضًا رجل أعمال يمتلك شركة Pflüger International التي تتخذ من برلين مقرًا0 لها، والتي تقدم النصائح الخاصة بالطاقة، ومن بينها المشروع الروسي المثير للجدل، حيث يقدم استشارات لجماعات الضغط الألمانية لاكمال المشروع، على الرغم من الانتقادات.
ويرفض بفلوغر الادعاء بأنه عضو في جماعة الضغط لـ "Nord Stream 2"، ويقول بدلًا من ذلك "إنه يملك عقدا لتقديم المشورة بشأن "تحليل سوق الطاقة والتوجه الاستراتيجي".
وقالت كلية كينغز "إنها قامت بتوفير مكتب ومساحة مكتبية من خلال دائرة دراسات الحرب التابعة لها، وتم تمويل نشاط المركز بالكامل من خلال المنح والتبرعات من أطراف ثالثة"، وقال منسق عمليات EUCERS "لم يكن هناك أي تداخل بين عملاء Pflüger International والجهات المانحة لـ EUCERS".
وردت الجامعة عندما تم رفع الإدعاءات إلى منسق عمليات الاتحاد، بأنها ليست على علم بأي تداخل، وأنها "ليست مشتركة مع شركة Pflüger International ولا تعرف جميع موكليها".
وأصر بفلوغر عندما سُئل عن المزاعم، على وجود فصل صارم بين دوره الأكاديمي لـ EUCERS ونشاطه نيابة عن شركة Pflüger International.
وقال أولريتش مولر، وهو محلل لـ LobbyControl "إن السؤال هو لماذا تتسامح كينغز كوليدج مع معهد يتم تمويله بالكامل من قبل أطراف ثالثة وأن أنشطته يتم توجيهها بشكل كبير من الخارج، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالخدمات من تلك الشركة؟ وبعبارة أخرى، لماذا تساعد الجامعة في إنشاء جماعة ضغط تجارية مع خبير أكاديمي يصف نفسه بالمحايد؟".
أرسل تعليقك