هراري ـ عادل سلامه
لا تزال ذكريات المسيرة المناهضة للرئيس روبرت موغابي، عالقة في أذهان الطلاب الزيمبابويون أثناء مراجعة الامتحانات في الدقائق الأخيرة، وذلك حين خرج الرئيس على شاشة التلفزيون الحكومي ليتحدى الشعب ويصمم على البقاء في السلطة.
ومثل معظم الزيمبابويين، توقع الطلاب استقالة الزعيم البالغ من العمر 93 عاما، حيث حكم البلاد من فترة طويلة قبل أن يولد هؤلاء الطلاب، وفي العقود الأخيرة عمل على دهورة اقتصادهم، على حساب الشباب خاصة، وقال روفاراشى البالغ من العمر 19 عاما عن تحدي موغابى غير المتوقع "كنا غاضبين جدا، ولم يكن ذلك جيدا، كنا نتوقع منه التنحى، وكانت تلك الكلمات سحرية".
قرر الطلاب الرد على موغابي من خلال مقاطعة الامتحانات في اليوم التالي، فتجمعوا قبل حوالي نصف ساعة من الاختبارات الأولى خارج قاعات الامتحانات، وهم يرددون "لا امتحانات حتى يستقيل الرئيس" ولم يتقدم أي منهم للتقييمات الصباحية المقررة، فتخطي الاختبارات قد يبدو وكأنه أقل التصعيدات الطلابية، وهي أكثرها تأثيرا من الاحتجاجات، ولكن من فوتوا الامتحانات يضعون درجاتهم في خطر، بالنسبة للطالب العادي، تمثل علامات هذه الامتحانات حوالي 15٪ من درجته النهائية.
يتخرج الشباب الزيمبابويون إلى سوق العمل ويصارعون البطالة بنسبة تصل إلى 90٪ بين الشباب، لذا فإن المخاطرة بالدرجات ليست تضحية صغيرة، لكن جميع الطلاب الذين تجمعوا في الاحتجاج قالوا إن فرصة تغيير الحكومة كانت أكثر أهمية من آفاقهم الأكاديمية.
وقال أدماير ماتاروتس، 27عاما، طالب تسويق عقاري" :"من المهم بالنسبة لي أن أكتب امتحان، ولكن تغيير النظام في بلدي له نفس القدر من الأهمية"، وأضاف أن الطلاب في قلب العاصمة يشعرون بمسؤولية التحدث عن زيمبابوي.
ورفض طلاب آخرون في الاحتجاج التضحية الاقتصادية، وأشاروا إلى أن سوق العمل يعد مكان خطر بعد فقدانهم الدرجات، ولكن لا قيمة لها تقريبا حتى لو حصلوا عليها، وأشار غيرالد، 19 عاما، إلى أن أشقائه الثلاثة الأكبر سنا خريجين عاطلين عن العمل، وتابع "لماذا يجب أن نذهب إلى المدرسة إذا تخرج أخوتنا قبلنا ولا يزالون عاطلين عن العمل، لماذا يجب أن أعمل بجد للحصول على درجة؟"
وجه الكثير من الغضب إلى موغابى، حيث يعد مستشار جامعة زيمبابوي أحد قادة البلاد، كما أن الطلاب أحبطوا أيضا بسبب الدكتوراه التي منحها لزوجة موغابي، غريس، في عام 2014.
وحصلت زوجة موغابي والتي تصغره بأربعين عاما وكانت تعمل كمدخلة بيانات في أحد المكاتب، على شهادة البكالوريوس من جامعة صينية في عام 2011، وحصلت على الدكتوراه من جامعة هراري بعد ثلاث سنوات، وهي دكتوراه أكاديمية يعد ثلاثة سنوات لها معدل قياسي للحصول عليها حتى للطالب المتميز، كما لم تحضر غريس أبدا في الجامعة ولم تقدم نسخة من إطروحتها، كما يجب أن يحدث خلال رسالة الماجستير.
وأوضح كثيرون أنهم يشعرون بسعادة بسبب الاحتجاجات المفاجئة، ومن المتوقع أن تستمر الاحتجاجات إذا رفض موغابى التنحي، كما تجدر الإشارة إلى أن رابطة مقاتلي التحرير السابقين الذين ساعدوا في تنظيم المظاهرة الضخمة التي جرت يوم السبت دعت بالفعل زيمبابوى إلى العودة إلى الشوارع، ومن المتوقع أن يبدأ البرلمان إجراءات الاتهام بعد ظهر الثلاثاء.
أرسل تعليقك