جيسون بادجيت يصاب بـ متلازمة الموهوب ليرسم الأشكال المعقدة
آخر تحديث GMT09:55:41
 لبنان اليوم -

أدرك الطبيعة الرياضية للكون وعاد للجامعة لدراسة "الأعداد"

جيسون بادجيت يصاب بـ "متلازمة الموهوب" ليرسم الأشكال المعقدة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - جيسون بادجيت يصاب بـ "متلازمة الموهوب" ليرسم الأشكال المعقدة

الأشخاص المصابين بمتلازمة الموهوب المكتسبة لديهم أضرار متواصلة في المخ
واشنطن ـ يوسف مكي

تعرّض جيسون بادجيت، بائع الآثاث في واشنطن، للسرقة من قبّل اثنين من الرجال، بعد مغادرة بار كاريوكي، ولكنه نجا من الاعتداء، وفقد الوعي وأصيب بارتجاج شديد. ولم يقتصر الأمر على الإصابة، بل لاحظ بادجيت بعد الحادث بوقت قصير، أن رؤيته تغيرت، وقدراته الرياضية تطورت بشكل ملحوظ، وبدأ يرى أنماطًا في كل شئ ينظر إليه ورسم أشكال هندسية معقدة وشبكات ومقاطع.

ويبدو أن بادجيت فهم الطبيعة الرياضية للكون على الرغم من أنه ترك الجامعة فيما سبق لكنه حصل على القليل من التدريب الرسمي الأكاديمي، وقرّر العودة إلى الجامعة لدراسة نظرية الأعداد. ويعدّ بادجيت من المصابين بمتلازمة الموهوب المكتسبة وهي الحالة التي يفتح فيها تلف الدماغ قدرات عقلية مذهلة، وحتى الأن تم تحديد أقل من 100 حالة من هذه الحالات، ودفعت هذه الحالات الباحثين للقول بأن هناك عبقرية خفية داخل كل منهم مع البحث عن سبّل الكشف عن هذه الإمكانيات الكامنة.

وجاءت متلازمة الموهوب إلى نظر الجمهور مع صورة داستن هوفمان لرجل التوحد ريموند بابيت في فيلم Rain Man عام 1988، ويعتقد الباحثون أن ما لا يقل عن واحد من كل 10 أشخاص مصابين بالتوحد لديهم موهبة، فيما تعدّ متلازمة الموهوب المكتسبة حالة نادرة. وأوضح الطبيب النفسي دورالد تيرفيرت، الذي يفحص هذه الحالة لأكثر من 50 عامًا، قائلًا "تتبعت حالات من متلازمة الموهوب المكتسبة، وفحصت نحو 70 حاليًا، ويتوقف هذا العدد على الناس الذين يكتبون لي أو الأطباء الذين يكتبون لي عن مرضاهم، وتم توثيق 25% من هذه الحالات في الأدبيات العلمية حتى الأن".

وتختلف أسباب متلازمة الموهوب المكتسبة ونتائجها على نطاق واسع، وهناك حالة توني سيكوريا جراح العظام من نيويورك الذي اكتشف شغفه بالعزف على البيانو بعد أن ضربته صاعقة، أو حالة تومي ماكهيو الذي بدأ يرسم ويكتب الشعر بعد إصابته بسكتة دماغية، وفي الوقت نفسه وثق الباحثون في جامعة كاليفورنيا ظهور الإبداع البصري والمواهب الفنية لدى المرضى المصابين بالخرف الجبهي الصدغي، ويقول تيرفيرت "القدرة الأكثر شيوعًا في الظهور في الفن يليها الموسيقى، ولدي حالات من تلف الدماغ أصبح أصحابها فجأة مهتمين بالرقص أو كرة البينبول"، وفسر تيرفيرت ذلك بالمرونة العصبية ويقصد بها تكيف الدماغ  في الاستجابة للإصابات والخبرات الأخرى".

وتابع تريفيرت "بعد إصابة الدماغ فهناك توظيف للقشرة غير التالفة من أماكن أخرى في الدماغ، ويحدث تجديد للأسلاك الكهربائية للمناطق غير التالفة مع إطلاق الإمكانيات الكامنة، إنها آلية تعويضية تشمل المناطق الكامنة أو التي سُرقت أو تغيرت وظيفتها"، وعلى الرغم من الأسباب المختلفة لتلف الدماغ والنتائج المختلفة للإصابات أظهر مسح المخ أن معظم الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الموهوب المكتسبة لديهم أضرار متواصلة في الجزء الأمامي من الفص الصدغي الأيسر، ودفعت هذه الملاحظات تريفريت وأخرين إلى التكهن بإمكانية حثّ قدرات معينة في البشر من خلال تعطيل تلك المنطقة مؤقتًا في الدماغ تحت ظروف تجريبية.

واختبر ألان سنايدر مدير مركز العقل في جامعة سيدني في أستراليا، هذه الفكرة، وفي دراسة صغيرة نشرت عام 2003، وجد سنايدر وزملاؤه أن تثبيط هذه المنطقة في الدماغ من خلال النبضات المغناطيسية أدى إلى تحسن طفيف في القدرات الفنية وقدرات التدقيق اللغوي لبعض المشاركين، وأظهرت دراسات لاحقة أن العلاج نفسه يمكنه تحفيز عدد من المهارات لدى المتطوعين وبخاصة تحسين قدرتهم على تخمين  عدد العناصر التي تظهر أمامهم على شاشة الكمبيوتر بدقة، مع التقليل من احتمالية استرجاع الذكريات الكاذبة.

وأشار سنايدر إلى أن الناس يمتلكون هذه القدرات لديهم امتياز الوصول إلى معلومات حسية لا تصل عادة إلى الإدراك الواعي بسبب نقص تثبيط الفص الجبهي الأيسر، وربما يفسر ذلك سبب تركيز مرضى التوحد الموهوبين على التفاصيل الدقيقة للأشياء بدلًا من رؤية الصورة الأكبر، وسبب إطلاق تلف الدماغ وتثبيط الفص الصدغي الأيسر تجريبيًا للمواهب، ونتيجة لذلك يعتقد تريفيرت وسناير وغيرهم أن لديها قدرات كامنة يمكن استغلالها بطرق مختلفة، ويضيف تريفيت "أعتقد أن هناك طاقات كامنة داخل كل منا بدرجات وأنواع مختلفة، فالمواهب موزعة لدى كل منا بطرق مختلفة، فالبعض منا رياضي والبعض الأخر لا، وبعضنا موهوب في مجال ما موهبة استثنائية والبعض جيد فقط".

ويعدّ التحفيز المغناطيسي للدماغ إحدى الطرق المحتملة لإطلاق هذه الطاقات الكامنة، ويوضح تريفيرت، قائلًا "هناك طريقة أخرى للقيام بذلك كيميائيًا، ونحن نعلم أن الأمفيتامينات لها آثار مفيدة على الذاكرة على المدى القصير، ولكنه المشكلة في احتمالية إدمانها، كما أن العقاقير المخدرة تطلق جميع أنواع هذه الأشياء وبعضها جيد وبعضها غير جيد"، ويعترف تريفريت أن هذه الفكرة عرضة لإساءة الاستخدام والاستغلال، وشهدت السنوات الأخيرة زيادة استخدام المنشطات كوصفة طبية مثل ريتالين كمنشط للقدرة المعرفية، وهناك نمو كبير في تحفيز الدماغ من خلال فكرة "افعلها بنفسك"، على الرغم أنه غير واضح ما إذا كان هناك أي أثار لهذه الطريقة خارج المختبر أو ما إذا كانت تحمل أي مخاطر على المدى الطويل.

وأضاف تريفريت "يبحث الناس دوما عن ينبوع للشباب في مكان أو آخر، وهناك عدة وسائل متوفرة لتحفيز الدماغ ويمكنك طلبها عبر الأنترنت في الوقت الحالي بتكلفة أقل من 100 دولار لكنها ليست دقيقة للغاية، اعتقد أن هناك طاقات كامنة لدينا جميعًا وأعتقد أنه يمكننا الاستفادة منها بهذه الطريقة، ولكنها ليست على مستوى العبقرية على الأغلب، فربما تجد بعض العباقرة ولكن لسنا جميعا ريمبراندتس أو بيكاسو الصغير، ولذلك هناك خطر الأمل الكاذب أيضا وهذا ما يجب أن نحذر منه".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيسون بادجيت يصاب بـ متلازمة الموهوب ليرسم الأشكال المعقدة جيسون بادجيت يصاب بـ متلازمة الموهوب ليرسم الأشكال المعقدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon