تُقدّم القناة الرابعة الإنكليزية برنامج تليفزيوني جديد باسم "الحياة السرية للأخوة والأخوات" والذي يضم تيا وستة من الأشقاء في تجربة تليفزيونية رائعة، حيث قدمت بريطانيا التجربة الأولى لملاحظة الأطفال وأقرانهم لمدة 3 أيام من التخييم في العطلة، ما أتاح فرصة رائعة لمشاهدة الأطفال وهم يتفاوضون على مطالب أقرانهم في الوقت نفسه، وكانت النتائج مدهشة بقدر ما هي مضحكة ومن غير المتوقع شجار الأطفال بمتوسط 8 مرات في الساعة الواحدة في ظل غياب الوالدين إلا أن علاقاتهم بدت أكثر انسجاما.
وذكر الدكتور أليسون بايك عالم النفس التطوري في جامعة ساسكس " إن وجود الوالدين يضاعف من صراع الأخوة، ولا يرجع ذلك إلى قتال الأطفال فقط لجذب انتباه الوالدين ولكن ربما لأنهم يعرفون أن ولي الأمر ربما يأتي وينظم لهم الأمور، وإن لم يتواجد الوالدين فيقوم الأطفال بتنظيم أمورهم بأنفسهم وبالتالي فالأمر لا يحتاج للقتال"، وتعد هذه السلسلة التليفزيونية مقنعة لأنها تضم جميع المشاعر الإنسانية دون تملُّك ويزداد الأمر مع افتقار الأطفال للرقابة الذاتية، ويشارك في البرنامج الطفلة لولا وشقيقتها مابل وعمرهما 5 أعوام مع شقيقهم الصغير أوسي (9 أشهر).
وتقول والدة الأطفال هايلي سميث (32 عاما) المدرس المساعد التي تعيش في دارلينغتون مع زوجها جيمي المدرس (34 عاما)" عرضنا عليهم فرصة الحصول على غرف نوم منفصلة لكنهم أوضحوا أنهم يريدون البقاء معا، وأحيانا نجدهم متعانقين في أسرة بعضهما البعض"، وعلى الرغم من تواجد الوالدين مع الأطفال في موقع التخييم لكنهم لا يعرفوا ما حدث أثناء التصوير ما يعني أن المرة الأولى التي شاهدوا فيها ما حدث كانت في الفحص الأخير.
وأضافت هايلي " من اللطيف رؤية ما يؤكد مشاعرنا، حيث لم تقم لولا بدور الأم كثيرا مع مابل لكنها تجعلها تسير بنفسها، ولكن عندما تجدها حزينة فإنها تذهب لتتأكد ما إذا كانت بخير"، وعندما سُئل الأطفال للانقسام إلى فريقين لبناء أطول قلعة هجرت مابل شقيقتها الكبرى في غضون لحظات، وتقول لولا عن شقيقتها الصغرى " إنها تحاول فعل أشياء بنفسها ولكنها عادة تنتهي باكية وتقول: لا أستطيع فعل ذلك"، وعندما اعترفت مابل بأنها صغيرة لتقديم المساعدة شوهدت لولا تحتضنها قائلة " عليك أن تستمري في المحاولة مابل".
وذكرت لولا في وقت لاحق " إنه شئ جميل أن تشجع الناس"، وتقول مابل عن شقيقتها "عندما أبكي تجعلني سعيدة مرة أخرى"، وتعرّف معظم أولياء الأمور على الطريقة التي يرى بها الأشقاء الكبار أنهم باعتبارهم أكثر حكمة ونضجا مقارنة بالأشقاء الأصغر سنا، وأضاف أحد الأشقاء لشقيقه البالغ من السعر 6 أعوام "لقد كبرت الأن أليس كذلك إيلفي؟"، وأجاب إيلفي " نعم عمري 6 سنوات الأن وأسناني وقعت".
ويقول الدكتور بول هوراد جونز عالم الأعصاب التعليمي في جامعة بريستول "عندما يكون فارق السن بين الأشقاء أكثر من 4 سنوات سترى علاقة أقل حدة، والنتيجة الإيجابية لذلك هو تحول الشقيق الأكبر ليأخذ دور الوالدين"، وشوهد ذلك مع إليفي وشقيقته ديزي وعمرها عامين، وهما يعيشان في سومرست مع الوالد كيفين (39 عاما) ويعمل مدرسة والوالدة زوي (41 عاما) التي تعمل طبيبة تجانسية، حيث اتخذ إيلفي دور الرعاية، ويقول إيلفي " إنه أمر جيد أن يكون لك شقيقة طالما كنت أتمنى ذلك، لدي شقيقه عمرها عامين، وألعب معها لمدة أسابيع وأشهر"، وفي إحدى الأوقات في المخيم قالت إيلفي لشقيقته " اجلسي بالقرب من حضني فهناك الكثير من الطبيعة لنراها".
وعلى الرغم من شعبية إيلفي لا يزال والديه في ناقش للموافقة على السماح له بالمشاركة مرة اخرى في البرنامج، وأوضح كيفين "مر بذهننا فكرة هل سنبدو آباء انتهازيين لوضع الأطفال في شئ مثل هذا.
وكانت هناك بعض الأمور السيئة المكتوبة على تويتر عندما بدأ بث السلسلة العام الماضي، ومن المدهش التعليقات التي قالها الناس حول صبي عمره 5 سنوات، فمنهم من قال: أرغب في لكم هذا الطفل، إنه يذكرني بالطفل الذي كنت أخيفه في المدرسة، أعلم أن هذا مجرد شئ على وسائل الاعلام الاجتماعية ولكنه لا يزال شئ فظيع عندما يتعرض له طفلي"، وأوضح كيفين أن القناة الرابعة تعاملت مع الأمر سريعا ولم يكن له أي أثر على إيلفي ولكن ذلك جعل الوالدان يتساءلان عن مدى الحكمة من المشاركة في الموسم المقبل، حيث يحظى إيلفي بذاكرة بصرية وهو أصم تقريبا في أذن واحدة لكنه استمتع بالمشاركة، وأعترف كيفين " فرصة معرفة كيف يفكر أطفالك تبدو عظيمة جدا ويجب آلا نضيعها، أما بالنسبة للطفلة ديزي فهي من الأطفال الذين يمكنهم الوقوف عراه تحت المطر، ولذلك نعتقد أنه سيكون من الجيد لها المشاركة، فالأمر لا يتعلق بإيلفي فقط".
وشهد البرنامج لم شمل إيلفي وغيميلي حيث التقيا في تجربة "الحياة السرية" العام الماضي، وعلى الرغم من أنهما يعيشان على بعد أميال إلا أنهم يتعانقا وتم رصدهما على الكاميرا في لقائهما الصغير، حيث قال إيلفي " لم أتوقف أبدا عن حب إميلي، سوف نتزوج وبعد الزواج يمكننا أن نرى بعضنا البعض طوال الوقت لأننا سنعيش معا"، ويقول كيفين "عندما يكونوا في غرفة معا فإنهم يتحدثون لغة مختلفة، إنه شيء استثنائي، إنها علاقة خاصة جدا، لقد رأوا بعضهما البعض مرات قليلة منذ أن التقيا للمرة الأولى"، وكان الممتع رؤية سباق الأشقاء على بالات القش، وأضاف الدكتور أليسون " تم سحب الأشقاء الصغار في عمر عامين بواسطة أشقائهم الكبار من أجل الفوز بالسباق، ويميل الأطفال إلى حب هذه اللعبة على الرغم جعلهم يتملقون الكبار".
وتتفق والدة تيا "شيري ماكول" (27 عاما) والتي تعيش في تشانتام مع زوجها غلينن (31 عاما) قائلة " الموقف الذي جعلني أتعذب أثناء السباق عندما سحبت تيا أميليا روز كنت أفكر : يا إلهي ستسحبها من ذراعيها".
ومن الجوانب الأخرى البارزة في البرنامج هو الفارق الكبير بين شخصيات العديد من الأشقاء، وتقول شيري " تيا شخصية صاخبة ذات صوت عال أما أميلينا فتفضل الجلوس في الخلفية، تيا هي ملكة للدراما وتزدهر في دائرة الضوء أما أميليا فتحب تركها وحدها، أعتقد أن تيا تشبهني أما أميليا فتشبه والدها، تيا شخصية متفتحة مع الناس أما أميليا فهي شخصية متحفظة"، وكذلك لاحظت هايلي سميث الخلاف بين أطفالها قائلة " يبدوان متشابهان كأطفال، ولكن عندما بدأت مابل تكبر لاحظنا أنها شخصية مختلفة، مابل إمرأة شارسة بالغة، أما شقيقتها فهي شخصية أكثر جدية وتحب فعل الأشياء بشكل صحيح".
ولا يحب جميع الأطفال اللعب معا حيث بدى الطفل تايلور (5 أعوام) غير مهتم باللعب مع شقيقته هايدن (3 أعوام) وفقا لما ذكره والده جيمي، وأضافت الوالدة نيكيتا التي تدير ستوديو للتصوير الفوتوغرافي " أشعر أنها تريد مشاركته والاختلاط معه لكنه في بعض الأحيان يريد أن يكون بمفرده"، وشوهد الإثنان يتعانقان أثناء اللعب، حيث لا سمح لهايدن بمشاركته في اللعب قائلة " سوف أتوقف عن حبك" ليقول شقيقها " حسنا لا تحبيني"، ومن اللحظات المؤثرة عند سؤال تايلور عن أفضل شئ في الحصول على شقيقة صغيرة حيث قال تايلور وهو يحتضن شقيقته بقوة " إنه أمر جيد الحصول على شقيقة"، ثم قالت شقيقته " توقف عن الإساءة لي"، ومن المشاهد الترفيهيه في السلسلة التعرض لبعض الردود المحرجة، فعندما سئلت أميليا " هل تيا شقيقة كبرى جيدة" أجابت أمليا "لا" فيما أومأت تيا قائلة " إنها تقول نعم".
ويعيش ماديسون (3 أعوام) وتايلونر (5 أعوام) مع الأم كاتي والأب ديف في مانشستر، حيث يسأل الراوي في البرنامج "هل تحبان بعضكما البعض"، فأجاب تايلور بحزم "لا"، بينما قال ماديسون "نعم"، وسأل الراوي "لماذا تحبه" فقال " لأنه أفضل صديق لي"، وقال تايلور "هذا ليس حقيقي"، ويقول الدكتور سام واس خبير علم النفس التطوري من جامعة شرق لندن "بالنسبة للكثير من الآباء والأمهات فالصراع بين الأشقاء هو أكثر ما يهمهم، من المهم أن نتذكر أهمية ذلك باعتباره وضع طبيعي ويساعدهم في تعلم كيفية التفاوض، كما يعلمهم التعايش عندما يريد الآخرين أشياء صعبة" واتضح ذلك عندما سأل الراوي لولا عن مدى حبهما لبعضهما البعض حيث قالا الإثنان "حتى القمر والعودة"، ويعرض برنامج "الحياة السرية للأشقاء والشقيقات" على القناة الرابعة الأربعاء في الثامنة مساء.
أرسل تعليقك