الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

تعدّ محنة سكان "المَكس" علامة تحذير مُبكّرة

الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ

منازل الصيادين في الإسكندرية
الإسكندرية ـ سعيد غمراوي

يُواجه مجتمع الصيادين الفقراء في الإسكندرية هدم منازلهم وفقدان مواردهم بفضل ارتفاع منسوب مياه البحار، فعلى ضفاف قناة المكس بالقرب من مدينة الإسكندرية الساحلية، يقوم رجل بتفكيك شباك الصيد في قاربه المصنوع باللون الفيروزي، بينما كان هناك صوت مطرقة يطرق على الطوب على الأرض المائية, وهناك آخرون يطلون من نوافذهم على إحدى ضواحي القناة، ويحدقون في أكوام من الأنقاض المتنامية لما كان في السابق صف من المنازل على الضفة المقابلة, والساكنون السابقون وكذلك أولئك الذين يتطلعون إليه هم نذير الآلاف الذين سيضطرون إلى مغادرة منازلهم بسبب تغيّر المناخ.
الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ

تقول عبير محمد عبدالسلام إنها لا تتذكر بالضبط متى ارتفعت مياه القناة لأول مرة فوق ارتفاع نافذة منزلها الأمامي، وتدفقت إلى منزلها "إنها ستصل إلى قمة فخذي"، كما تقول "كما أن الأبخرة السوداء ترتفع من المصنع البترولي المجاور", ولسنوات، كان الفيضان حدثا معتادا، والآن تعرف عبير ردة فعلها في حال الطوارئ عن ظهر قلب.

وتقول: "في البداية سأرسل شخصا لإيقاف تشغيل المضخات"، مشيرةً إلى محطة الضخ القريبة المصممة لمنع الفيضان على طريق ساحلي مجاور، وهو طريق يقوده مصريون أثرياء في طريقهم إلى منازلهم الصيفية, "ثم نبني حصنا داخل منزلنا باستخدام قطع الأثاث".

وشكلت الصفوف الثلاث من منازل الأسمنت المنهارة في المكس العمود الفقري لمجتمع الصيد الذي يبلغ عدده 1000 شخص, لكن منذ مارس/ آذار، أجبرت السلطات المحلية نصف السكان على الخروج من منازلهم واستيطان كتل أبنية قاتمة تطل على القناة التي كانوا يعتمدون عليها في حياتهم, بينما أولئك الذين ما زالوا ينتظرون هدم منازلهم باتوا يحدقون في أنقاض الضفة المقابلة كتذكير لما ينتظرهم.

الإسكندرية مدينة على خط المواجهة

ووفقا لأرقام الأمم المتحدة فإن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 50 سنتيمترا سيدمر شواطئها بالكامل، في حين أن الأراضي المنخفضة في الإسكندرية -التي تطورت عليها مدينة الإسكندرية في الأصل- معرضة للغمر والتشبع بالمياه وزيادة الفيضانات والملوحة في ظل مستوى البحر المتسارع, وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إنه من المتوقع أن ترتفع مستويات البحار العالمية بمقدار 68 سنتيمترا بحلول عام 2050، مما يؤدي إلى إغراق أجزاء من الإسكندرية والانتقال إلى المياه الجوفية, كما سيؤدي إلى انهيار المباني ويجعل المياه المالحة تتوغل إلى الأراضي الزراعية الحيوية في منطقة دلتا النيل القريبة، مما يؤدي إلى تدمير سبل العيش وإجبار المزيد من النزوح الداخلي.

وتعدّ محنة سكان المكس علامة تحذير مبكرة, وهي الموجة الأولى من الآلاف التي ستضطر إلى الانتقال بسبب آثار تغير المناخ على المنطقة، ولا سيما بحيرة مريوط القريبة.

يقول عالم المناخ السكندري محمد الراعي: "هناك العديد من المناطق حول البحيرة التي تقع على عمق 3 أمتار على الأقل تحت مستوى سطح البحر.. سيكون عليهم هجرة تلك المناطق ونقل الناس, في هذه المناطق المنخفضة، سيكون هناك مئات الآلاف من الأشخاص المتضررين من الفيضانات", وتقدر جريدة الرأي أن الحكومة ستضطر إلى نقل السكان في أقل من 10 أعوام.

ويشكل هؤلاء النازحون جزءا من مشكلة عالمية متنامية, وتقدر الأمم المتحدة أنه منذ العام 2009، تم تشريد شخص واحد كل ثانية بسبب كارثة مرتبطة بتغير المناخ.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ الحياة باتت على خط المواجهة في مصر بسبب تغيّر المُناخ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي

GMT 17:45 2021 الخميس ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكاظمي يؤكد العمل على حماية المتظاهرين بالدستور

GMT 08:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي علي نصائح للتعامل مع الطفل العنيد

GMT 11:05 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

لرئيسهم العاشر بطولته في "قديم الكلام"!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon