دراسة تؤكّد أن تلوث الهواء قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان
آخر تحديث GMT18:09:29
 لبنان اليوم -

يُضعف قدرة الأشخاص على اكتساب معلومات جديدة

دراسة تؤكّد أن تلوث الهواء قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دراسة تؤكّد أن تلوث الهواء قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان

التلوث يؤثر سلبًا بدرجة أكبر على الأشخاص
بكين _ مازن الأسدي

وجدت دراسة حديثة أجريت على بعض من كبار السن الذين يعيشون في الصين، أن التعرض الطويل للهواء الملوث، قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان مثل القدرة على الانتباه، أو تذكر المعرفة السابقة واكتساب معلومات جديدة.

ومع تقدم العمر، تصبح الصلة بين تلوث الهواء والتدهور العقلي أكثر قوة، كما كشفت الدراسة أن التلوث يؤثر سلبًا بدرجة أكبر على الأشخاص الأقل تعليمًا والأكثر جهلًا، فهم معرضين للخطر بشكل أكبر، كما أن التعرض المستمر للتلوث الجوي من شأنه إضعاف قدرة الأشخاص على اكتساب معلومات جديدة، أو تعلم مهارات فكرية وحرفية، على الرغم من أن السبب غير معروف حاليًا.

وأثارت نتائج هذه الدراسة، تخوف العلماء، خاصة أنها تعتبر الأولى من نوعها تدرس هذا التأثير على كل الناس من مختلف الأعمار ومن الجنسين، ويقول العلماء أن هناك بالفعل أدلة قوية على أن الجسيمات الدقيقة غير المرئية في الهواء الملوث، تلحق الضرر بالدماغ في كل من البشر والحيوانات، ويرتبط التلوث المروري بالإصابة بالخرف، واضطراب السلوك الجانح لدى المراهقين، وتوقف نمو الدماغ لدى الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس شديدة التلوث.

وفي الحيوانات، أظهرت التجارب على الفئران المعرضة لتلوث الهواء في المناطق الحضرية لمدة أربعة أشهر، انخفاض في وظائف المخ والاستجابات الالتهابية في مناطق الدماغ الرئيسية، وهذا يعني أن أنسجة المخ تغيرت استجابة للمؤثرات الضارة الناتجة عن التلوث.

وأوضح العلماء أنهم لا يعرفون حتى الآن أي من جسيمات الهواء الملوث "مثل حجم أو عدد أو تكوين الجزيئات"، التي تساهم أكثر في تدهور الدماغ، ومع ذلك ، هناك أدلة على أن جزيئات الهواء الملوث النانوية قد تكون أحد الأسباب.

هذه الجسيمات أصغر بنحو 2000 مرة من قطر شعرة الإنسان، ويمكن تحركها في الجسم عبر مجرى الدم بعد استنشاقها، حتى أنها قد تصل إلى الدماغ مباشرة من خلال الأعصاب الشمية التي تعطي الدماغ معلومات عن الرائحة، وهذا من شأنه أن يسمح للجسيمات بتجاوز الحاجز الدموي الدماغي، الذي يحمي الدماغ عادة من الأشياء الضارة المتداولة في مجرى الدم.

وأظهرت عينات من دماغ ما بعد الوفاة لأشخاص تعرضوا لمستويات عالية من تلوث الهواء، أثناء إقامتهم في مكسيكو سيتي ومانشستر في المملكة المتحدة، العلامات النمطية لمرض الزهايمر، وشملت هذه المجموعات شظايا بروتينية غير طبيعية "لويحات" بين الخلايا العصبية، والالتهابات، ووفرة من الجسيمات النانوية الغنية بالمعادن "بما في ذلك الحديد، والنحاس، والنيكل، والبلاتين، والكوبالت" في الدماغ.

وتشبه الجسيمات النانوية الغنية بالمعادن الموجودة في عينات المخ هذه تلك الموجودة في كل حضري به هواء ملوث، والتي تتكون من حرق الوقود في المحركات والفرامل، وغالبًا ما ترتبط هذه الجسيمات النانوية السامة بمركبات خطرة أخرى، بما في ذلك الهيدروكربونات متعددة الأقطاب التي تحدث بشكل طبيعي في الوقود الأحفوري، ويمكن أن تتسبب في تلف الكلى والكبد والسرطان.

إن استنشاق الجسيمات النانوية الموجودة في الهواء الملوث بشكل متكرر قد يكون له عدد من التأثيرات السلبية على الدماغ ، بما في ذلك الالتهابات المزمنة للخلايا العصبية في الدماغ، وعندما نستنشق الهواء الملوث، قد تنشط الخلايا المناعية في الدماغ ، الخلايا الدبقية المكروية، وقد تؤدي إلى تنشيط استجابة الدفاع في الخلايا المناعية، والتي يمكن أن تسمح بتكوين جزيئات خطيرة، تعرف باسم الأنواع الأكسجينية التفاعلية، في كثير من الأحيان وتكون مستويات عالية من هذه الجزيئات، يمكن أن يسبب تلف الخلايا وموتها.

اقرأ ايضًا :

العلماء يؤكّدون أن تلوث الهواء يؤدي لانخفاض كبير في الذكاء

ويؤدي وجود الحديد الموجود في تلوث الهواء، إلى تسريع هذه العملية وترتبط الجسيمات النانوية الغنية بالحديد "المغناطيسية" مباشرة باللويحات في الدماغ، كما يمكن للجسيمات النانوية المغنطيسية زيادة سمية البروتينات غير الطبيعية الموجودة في وسط الصفائح.

ويظهر تحليل بعد الوفاة للأدمغة لمرضى الزهايمر ومرض باركنسون، أن الالتهاب الدموي الشوكي، أمر شائع في هذه الأمراض العصبية التنكسية.

وتكشف هذه الدراسة الحديثة، الصلة بين تلوث الهواء وتراجع الأداء المعرفي، إلى جانب الأدلة المتوفرة بالفعل للصلة بين تلوث الهواء والخرف، تجعل من قضية تقليل تلوث الهواء أكثر إلحاحًا، ويمكن أن يوفر مزيج من التغييرات في تكنولوجيا المركبات والتنظيم والسياسة، وسيلة عملية للحد من العبء الصحي لتلوث الهواء على مستوى العالم.

ومع ذلك، هناك بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها لحماية أنفسنا مثل تقليل القيادة، والمشي أو ركوب الدراجات أكثر، وإذا كان عليك استخدام سيارة، فإن القيادة بسلاسة دون تسارع أو مكابح قوية، يمكن أن يساعد في الوقاية، كما أن تجنب السفر أثناء ساعات الذروة، يمكن أن يقلل من الانبعاثات، وقد يساعد إغلاق نوافذ السيارة على تقليل التعرض للتلوث أثناء الاختناقات المرورية.

لكن الأطفال الصغار هم من بين أكثر الفئات المعرضة للضرر، لأن أدمغتهم لا تزال في طور النمو، وتقع العديد من المدارس بالقرب من الطرق الرئيسية، لذلك من الضروري الحد بشكل كبير من تلوث الهواء، ويمكن أن يساعد زرع أنواع معينة من الأشجار الجيدة في التقاط الجسيمات على طول الطرق أو حول المدارس، كما يمكن أن يتسبب التلوث داخل المنازل أيضًا في حدوث مشكلات صحية، لذا يلزم توفير التهوية أثناء الطهي، كما تعتبر الحرائق المفتوحة سواء في الداخل أو الخارج، مصدرًا مهمًا للتلوث بالجسيمات، حيث تستخدم مواقد حرق الخشب نسبة كبيرة من تلوث الهواء الخارجي في الشتاء.

ويعد استخدام الخشب الجاف، والموقد ذو التصنيف الإيكولوجي الفعال، أمرًا ضروريًا إذا كنت لا ترغب في تلويث الجو المحيط بمنزلك، إذا كنت تعيش في منزل ذي تهوية طبيعية بجوار طريق مزدحم، فإن استخدام مساحات المعيشة في الجزء الخلفي من المنزل أو في الطابق العلوي سيقلل من تعرضك للتلوث يوميًا.

أخيرًا، ما هو جيد لقلبك جيد لعقلك، إن الحفاظ على نشاط الدماغ وتحفيزه، وتناول حمية غذائية غنية بمضادات الأكسدة، والحفاظ على اللياقة البدنية ونشاط الجسم يمكن أن يعزز المرونة، ولكن بما أننا لا نعرف حتى الآن بالضبط الآليات التي يلحق التلوث بها الضرر لأدمغتنا، وكيف يمكن، إن أمكن، الحد من آثارها، فإن أفضل طريقة يمكننا بها حماية أنفسنا هي تقليل أو تجنب التعرض للتلوث قدر الإمكان.

قد يهمك أيضًا:

رئيس "منظمة الصحة العالمية" يعتبر تلوث الهواء "التبغ الجديد" في هذا العصر

دراسة حديثة تُؤكِّد أنّ "تلوّث الديزل" يُعرقل نموّ الرئة لدى الأطفال

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تؤكّد أن تلوث الهواء قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان دراسة تؤكّد أن تلوث الهواء قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:56 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
 لبنان اليوم - "واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon