زار وزير البيئة فادي جريصاتي بلدية عيناب التي تقوم بالفرز من المصدر، وذلك في إطار تشجيع البلديات على فرز النفايات من المصدر، وكان في استقباله رئيس البلدية رئيس اتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار غازي الشعار وأعضاء المجلس البلدي وفاعليات وسيدات جمعية "أرض الإنسان".
وقال جريصاتي: "أولا أود أن أشكر HABITAT UN، وهذه بداية تعاون بيننا، تعاون يهدف لخدمة أربع بلديات بموضوع البراميل والفرز من المصدر، والUN هم من اختاروا البلدات، لسوء الحظ لا نستطيع خدمة كل لبنان، لذلك ننتقي قرى نموذجية ليحصل التمايز فيها، وأريدكم أن تعلموا ان هناك مسؤولية كبيرة على هذه القرى فإذا فشلت التجربة في أي قرية اختيرت يؤثر الأمر على كل المجرى الذي نقوم به".
أضاف: "هناك مرسوم بالفرز قد صدر وأقر منذ اسبوعين، وذلك ضمن الخطة التي وافقت عليها الدولة، وهذه أساسية جدا لأنه لأول مرة يكون هناك مرسوم وإطار قانوني، فموضوع الفرز من المصدر أصبح واجبا وطنيا ولم يعد خيارًا، على المواطن اللبناني أن يسجل هذا التمايز ويعرف لماذا الفرز من المصدر مهم جدا. يجب أن نغير في عاداتنا وتقاليدنا لكي نتخلص من أزمة النفايات في لبنان".
وتابع: "لماذا وصلنا الى هذا الحد؟ بغض النظر عن كل الفساد الذي حكمنا من شركة سوكلين حتى اليوم، والذي لم يكن لنا رأي فيه ولا إرادة، ركبت تنصيبة كبيرة سرقتنا على مدى 25 سنة ووصلنا إلى ما وصلنا اليه، كل بلدياتنا مديونة، ويجري اقطاع 40 بالمئة من مداخيل البلديات ويبقى 60 بالمئة لا تكفي، وهذا نعرفة، ولكن الزمن لا يعود الى الوراء ولا أستطيع إصلاح الماضي، ولكن أستطيع أن اقول انه من اليوم وصاعدا استطيع أن أعمل الفرق، بالشراكة مع بلدية عيناب".
ونوه جريصاتي بالعنصر النسائي في اللقاء، وقال: "هذا عامل إيجابي جدا ومساعد في موضوع الفرز من المصدر".
وأكد ان بلدية عيناب "سهلت لي مهمتي، ولا لزوم لإقناعهم لأنهم يقومون بالفرز من المصدر منذ ثلاث سنوات، ويدركون أهمية الموضوع، عكس بعض الناس غير المقتنعين. وإن أزمة النفايات التي نمر بها ستفرض علينا اتخاذ قرارات بشعة، لأننا لم نعد نستطيع إيجاد حلول مركزية، على كل منطقة الإهتمام بنفاياتها، المعالجة ستحصل على مستوى القضاء، لم يعد لدينا خيار، وما تقومون به اليوم في عيناب يجب أن يعمم على كل البلديات، نتمنى أن يكون هناك أشخاص واعين بيئيا، وواعين لبلدتهم وصندوقهم، وعلى الشعب اللبناني أن يتأثر بيئيا وأن يكون لديه الوعي الكافي والمسؤولية الوطنية لمعالجة مشكلة النفايات".
وحيا بلدية عيناب و"جمعية أرض الإنسان" والجميع على "هذا العمل المميز الذي أحدث فرقا"، وقال: "المطامر نحن ندفع ثمنها، نحن وإياكم، إذا امتلأت سندفع ثمن مطامر جديدة بالرغم من عدم شعبيتها، وهذا الأمر يجب أن نتفاداه، ولكن كيف؟ إذا لم نحدث تغييرا في عاداتنا السيئة ونقرر ان هناك كمية باستطاعتنا أن نعيد تدويرها وثمنها مال، وإذا لم نبادر الى الفرز من المصدر، فإننا مضطرين أن نخسر المال والمساحات من الأراضي".
أضاف: "في واجد تشرين الأول سنعقد مؤتمرا صحافيا مع نقابة السوبرماركت. أطلقنا في وزارة البيئة حملة كبيرة على موضوع أكياس النايلون، وفي 15 تشرين الأول/أكتوبر سيصبح ثمن كيس النايلون مئة ليرة يدفعها المستهلك وسيصار الى فرض كيس بديل إجباري".
وختم جريصاتي بتوجيه "تحية لرئيس بلدية عيناب والسيدات لأنهم سبقونا بموضوع الفرز والأكياس، وأنا أفتخر بوجود قرية مثلكم في لبنان لديها الوعي بهذا القدر، فخور بكم وبإنجازاتكم في بلدتكم".
الشعار
ثم تحدث الشعار، فقال: "نحن أول بلدية في المنطقة بدأنا موضوع الفرز من المصدر، في العام 2016 وبالتعاون مع جمعية "ارض الإنسان" شاركت سيدات بحلقات توعية وتثقيف حول كيفية التحدث والتعاطي مع المجتمع الأهلي، وكانت مهمتهن ايضا الدخول الى كل بيت للشرح لربة المنزل كيفية الفرز، ووضعنا منشورات وزعت على البيوت وكانت إنطلاقة موضوع فرز النفايات من المصدر في العاشر من آذار/مارس 2017، حيث وزعنا مستوعبات على اكثر من نصف منازل البلدة. ومؤخرا حصلنا على 1200 مستوعب ستوزع على 400 وحدة سكنية، وهكذا نكون قد وزعنا المستوعبات على كافة منازل البلدة، ونحن نقوم بفرض موضوع الفرز ومن لا يتجاوب نرسل له شرطة البلدية".
أضاف: "وزعت البلدية منذ شهر الأكياس الصديقة للبيئة، وبداخلها أكياس من الورق ليعتاد الناس عليها وعلى استعمالها، وبداخلها أيضا منشور حول طريقة الفرز، ومن لا يلتزم نحرر مخالفة بحقه، وهذا النموذج سيعمم على كافة المحال التجارية".
بعد ذلك توجه جريصاتي والشعار إلى مركز فرز النفايات وتوضيبها في أسفل البلدة، وأطلع الشعار وزير البيئة على الأعمال التي يقوم بها هذا المركز خصوصا بموضوع الكرتون والبلاستيك، وأثار الأمر إعجاب الوزير الذي وعد بتقديم الدعم.
قد يهمك أيضًا:
وزير البيئة اللبناني يُطلق حملة وطنية لحماية "الأحراج" من الحرائق
تعاون قريب بين وزارة البيئة وذوي الارادة الصلبة
أرسل تعليقك