كاميرا "Memoto"
لندن ـ كاتيا حداد
دائما ما تكون هناك بعض الأيام المميزة في حياة الإنسان ، سواء كان ذلك يوم زفاف، أو ولادة طفل أو عطلة مثالية.
كما يوجد أيضًا أيام أخرى ربما من الأفضل
أن ننساها. لذلك يقدم المدونون على الإنترنت تقنية جديدة في جهاز " Memoto"الذي يوفر إمكان تسجيل كل يوم بكامل التفاصيل الدقيقة وتخزينها للرجوع إليها مستقبلًا.
فيمكن إنشاء أرشيف رقمي كامل يمكن الوصول إليه في أي وقت، سواء كان ذلك لتذكر لحظة ممتعة بكل تفاصيلها الدقيقة، أو للتحقق من شيء معين، مثل أين يمكن قد تكون نسيت مفاتيح سيارتك؟.
لكن منتقدين يقولون إنه "هو شكل من أشكال الإيذاء الذاتي كما ذكرتها رواية "الأخ الأكبر"التي تنبأت بمثل هذه القصة وهي من تأليف جورج أورويل في العام 1984". وقال فيها إن "الانسان يمكن أن يستعيد كل كلمة وحركة والتدقيق فيها".
وحتى الآن، لم ينشر سوى عدد قليل من المستخدمين حياتهم على شبكة الإنترنت لكي تكون متاحة للآخرين، ولكن شعبية مواقع المدونات، مثل "تويتر" و"فيس بوك" تشير إلى أن "عددًا كبيرًا لن يتردد في استخدام هذه التكنولوجيا".
ويحذر النشطاء من أن "توفير معلومات أكثر خصوصية، يشكل خطرًا على حياتهم، ويجعلهم أكثر عرضة لعمليات الابتزاز وسرقة الهوية".
وأثار بعض منهم "تساؤلات حول حقوق الخصوصية المفروضة على الآلاف من الزملاء والأصدقاء والغرباء الذين سيشاهدون حتمًا ما يقومون بتحميله على الإنترنت، سواء بعلمهم أو من دون علمهم".
وحتى الآن، يستخدم المدونون تكنولوجيا الكاميرات الرقمية وتسجيل الفيديو المتواصل. وكانت هذه الأجهزة كبيرة جدًا على إخفائها.
لكن أحدث الأجهزة تشمل، كاميرا فيديو مخبأة في زوج من النظارات الشمسية، وقادرة على اتخاذ الصور عالية الوضوح وتسجيل الصوت بجودة CD، ومجهزة بأحدث التقنيات التكنولوجية.
وسيتم إطلاق كاميرا "Memoto" العام المقبل، وسيكون سعرها 173 جنيهًا إسترلينيًا، وهي كاميرا في حجم طابع البريد التي يمكن أن تعلق على الملابس، وستتخذ تلقائيًا صورة كل 30 ثانية.
وسيتم تحميل الصور على الإنترنت في كل مرة تلتقط فيها الكاميرا الصور تلقائيًا مع مؤرخة لإظهار متى وأين تم نقلها؟، مما يسمح بالبحث عنها بسهولة ونشرها.
ويذكر أن Memoto جهاز سويدي الصنع، وذكرت الشركة المنتجة أنها "تهدف إلى "تسجيل لحظات حياتك كلها، مع الاحتفاظ بالمعلومات الخاصة عن أين ومتى تم اتخاذها؟. وهذا يعني أنه يمكنك إعادة النظر على أي لحظة من ماضيك".وتنبأت بحوث جونيبر، وهي شركة أبحاث للسوق البريطانية، بأن "المستهلكين سينفقون ما يقرب من مليار جنيه إسترليني على هذه الأدوات بحلول العام 2014".
وتمتلك بريطانيا بالفعل كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة وتكلفتها 1.85 مليون جنيه إسترليني، وتستطيع هذه الكاميرات التقاط صور لأشخاص حوالي 300 مرة في اليوم بسبب تركيز كاميرات المراقبة في العاصمة.
وأثارت غوغل العام الماضي غضب الحكومة عندما أرسلت سيارات بها كاميرات في جميع أنحاء البلاد، وقامت بالتقاط صور للشوارع والمنازل لعرضها في خدمة رسم الخرائط.
وبموجب القانون البريطاني، لا يعتبر تسجيل هذه اللقطات من دون إذن جريمة جنائية، ولكن يمكن مقاضاتهم لانتهاك الخصوصية، ولاسيما إذا تم نشر هذه الصور على الإنترنت. كما عبر نشطاء الحقوق المدنية عن "مخاوفهم بشأن تقدم التكنولوجيا في حياتنا اليومية".
أرسل تعليقك